; «إسرائيل» الحاضر والمستقبل.. بيجن وجه «إسرائيل» بلا رتوش | مجلة المجتمع

العنوان «إسرائيل» الحاضر والمستقبل.. بيجن وجه «إسرائيل» بلا رتوش

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1977

مشاهدات 15

نشر في العدد 357

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 05-يوليو-1977

  • كل اليهود.. كمناحم بيجن سفكوا دماء العرب واغتصبوا أرضهم وديارهم.
  • نزعة العدوان والغدر كامنة في نفس كل يهودي ولا فرق بين بن غوريون وبيجن.
  • القول بأن هناك حمائم وصقورًا في «إسرائيل» قول أجوف فالكل يبغون العدوان والتوسع
  • أبو عمار وأبوأياد.. توثيق العلاقات مع القوى التقدمية التحررية اليهودية.

ما يقرب من الثلاثين عامًا مرت على قيام دولة لليهود على أرض العرب رأى العرب خلالها من جانب هذه الدولة ما رأوا من عدوان وأطماع.. وتتابعت على مراكز السلطة فيها زعامات كان لكل منها مع العرب تاريخ ومواقف.. وكان من المنتظر أن يلم العرب بكل ما يتعلق بهذا العدو.. فكره... وسياسته.. وفلسفة عدوانه وحقيقة أهدافه وأغراضه.. ولكن الغريب أنه ما يزال من بين العرب من تخدعه الألوان الزاهية تكسو الأمور فتظهرها على غير حقيقتها .

في الانتخابات اليهودية الأخيرة فازت كتلة مناحم بيجن، فعلق مصدر فلسطیني مسئول: إن فوز كتلة الليكود سوف يضع نهاية سريعة لتحرك الفلسطينيين نحو الاعتدال، وعلقت مصادر عربية في إحدى العواصم: إن نتائج الانتخابات ال«إسرائيل»ية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون في صالح السلام .!!

وعلقت إحدى إذاعات العرب: بأن المنطقة تتحرك نحو الحرب طالما أن بيجن الإرهابي المتطرف يرفض فكرة الدولة الفلسطينية والانسحاب ويؤمن ب«إسرائيل» الكبرى .

ومعنى ذلك أن العرب لا يدركون الحقائق، فيرون أن حزب العمل وبقية الأحزاب الأخرى بزعامة جولدا مائير وديان وبيريز إلخ.. يؤمنون بالسلام وترك الأرض لأصحابها.. والمنطقة لا تتحرك نحو الحرب إذا كانوا في كراسي الحكم.. مع أن الواقع يقول إن إسرائیل قامت وعاشت وشنت على العرب أربع حروب خلال حكم حزب العمل والأحزاب المتعاونة معه.

وإذا كان مناحم بيجن قد رأس حتى سنة ١٩٤٨ منظمة إرهابية، وعاث على أرض فلسطين فسادًا، وتدميرًا، وقتلًا، وتنكيلًا، فبن غوريون وديان ومائير وبيريز وألون رأسوا الهاجاناه، ثم ما يسمى بجيش الدفاع اليهودي وعاثوا فسادًا في فلسطين وذبحًا في رقاب أهلها فالكل يصدر عن طبيعة يهودية واحدة.

نظرة موضوعية:

  1. يوم أن خلف أسكول بن غوريون في رئاسة الوزارة في أوائل الستينات وصف أنه أقل نزعة إلى التطرف من بن غوريون وأكثر قربًا إلى السلام وكان أول تصريحاته: إن إسكان اللاجئين العرب في البلاد العربية هو الحل الوحيد الذي يتفق مع مصالحهم ومصالحنا، وأنه فی استعداد ليقابل أي زعيم عربي في أي وقت ومكان ولكنه يؤكد في الوقت نفسه أنه لن يتنازل عن إصبع واحدة من أرض «إسرائيل» ولن يسمح للاجئ واحد بالعودة .
  2. وفى الأول من نوفمبر سنة ١٩٥٦ وقف ایبان خطیبًا على مسرح الأمم المتحدة لا ليخدع العرب الطيبين وحدهم ولكن ليخدع العالم أجمع.. قال: إن هدفنا ليس العودة إلى حالة الحرب بل التقدم نحو السلام، إن المستقبل يجب أن يكون مستقبل سلام يقوم بالاتفاق وليس بالحرب أو التهديدات العسكرية، كان إيبان يرفع أغصان الزيتون ويطلق حمامات السلام في الأمم المتحدة في نيويورك وفى الوقت نفسه كانت قوات اليهود تخترق الحدود وتشن هجومًا على غزة وسيناء وتمهد للهجوم الفرنسي البريطاني سنة ١٩٥٦. وعلى أرض سيناء كشف ديان عن الوجه الحقيقي لليهود حين قال: إن أهداف الحملة على سيناء هي تحرير ذلك الجزء من الوطن الذي يحتله الغزاة وتأمين حرية الملاحة.
  3. وفى سنة ١٩٤٨ كانت عصابة الأرغون الإرهابية برئاسة بيجن تطبع آلاف المنشورات الموجهة للعرب: «إن حربنا ليست ضدكم، إننا لا نراكم أعداءً لنا، إننا نرغب أن ننظر إليكم كجيران طيبين، لم نأت لنحطمكم أو نطردكم من الأرض التي تعيشون عليها... وفي الوقت نفسه كان رصاص الأرغون والهاجاناه بقيادة بن غوريون وبيجن وديان يحصد المئات والألوف من العرب أطفالًا ونساءً وشبابًا.. وستظل دير ياسين ويافا ومئات القرى العربية التي أزالها اليهود شاهدًا على أن اليهود هم اليهود ومهما لوحوا بأغصان الزيتون أو أطلقوا شعارات السلام أو اختلفت أسماؤهم .
  4. وفى سنة ١٩٦٦ قدم مشروع للكنيست ينص على أن «الكنيست يؤمن بالسلام كحل وحيد للنزاع العربي اليهودى ويناشد الحكومة أن تعمل بهذه الروح، ولكن الكنيست رفض مشروع القرار.. وتلا ذلك حرب ١٩٦٧.

ويعنى هذا أن نزعة العدوان موجودة ومتغلغلة في صدر كل يهودي وهي ليست مقصورة على بيجن دون دیان أو بن غوريون أو جولدا مائير، كما أنها لیست وليدة الأربعينات أو الثلاثينات او الستينات بل هي وليدة تربية عقيدية ونتاج عمليه تلقين مستمرة ومتواصلة للناشئة .

ويعني هذا أيضًا أن هناك خطوطًا لا يخرج عنها بیجن أو رابين أو بيريز..

كما يعني أيضًا أن هناك مهارة في تغليف الغدر والعدوان بشتى الألوان ..

في سنة ۱۹۱۹ وبعد أن استصدر اليهود وعد بلفور أعلنت المنظمة الصهيونية العالمية أنها مصممة على العيش بسلام مع الفئات غير اليهودية في فلسطين وفي نفس الوقت أعلنت بين اليهود عن إنشاء صندوق یهودی لجعل أرض فلسطين كلها ملكًا للشعب اليهودي، إصرار على امتلاك الأرض ولو بذبح أصحابها، وتغليف ذلك بدعاية كثيفة عن السلام وحب السلام والسعى للسلام.

الهيئات والمؤتمرات الدولية:

وإذا كان اليهود جميعًا قد درجوا على العدوان والتوسع في ظل سياسة العدوان مع رفع شعارات السلام فإنهم أيضًا قد دأبوا على استغلال الهيئات الدولية والمؤتمرات الدولية كسبًا للوقت أو تغطية لسياستهم أو خداعًا لرأی عام عالمي .

وإذا كانت الهيئات والمؤتمرات العالمية لم تحقق للعرب على مدى تاريخها الحديث إلا كل خسارة ابتداء من مؤتمر فرساي وعصبة الأمم بعد الحرب الأولى حتى الأمم المتحدة وجلساتها المشهورة سنة ١٩٤٨ وحتى مجلس الأمن والألاعيب التي جرت على مسرحه سنة ١٩٦٧ وصدور قراره المشهور إرضاءً لليهود على حساب العرب فإن الغريب في الأمر أنه مازال من بين العرب من يعلق الآمال الكبار على هذه الهيئات في الوقت الذي لم يكتف فيه اليهود باستغلال هذه الهيئات بل راحوا على اختلاف أحزابهم وزعاماتهم يستهزئون بكل قرار لا يرون فيه تحقيق مصالحهم كاملة.

  1. في ١١ مايو سنة ١٩٤٩ قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبول عضوية «إسرائيل» بشرط أن تلتزم «إسرائيل» بتنفيذ قرارات التقسيم الصادرة سنة ١٩٤٧ وتعطي للعرب ما سمح به قرار التقسيم من بقايا أرضهم، ولكن اليهود استخفوا بقرار الأمم المتحدة ولم يعيروه أدنى اهتمام بل والتهموا ما بقي من فلسطين في أيدي سكانها الأصليين.
  2. وإذا كانت الأمم المتحدة قد اتخذت أكثر من قرار بشأن اللاجئين العرب وعودتهم إلى ديارهم فإن جولدا مائير وهي وزيرة لخارجية اليهود وقفت على منصة الأمم المتحدة لتقول: «إن «إسرائيل» تعلن بكل بساطة وصراحة أنها لا تسمح بعودة أى لاجئ». ومضى عام ١٩٤٨ بلاجئيه وجاءت أعوام ١٩٥٦ و١٩٦٧ وأضافت إلى مئات الألوف منهم مئات الألوف من اللاجئين الجدد.. ولم تقدم هيئة الأمم المتحدة إلى العرب غير الوعود.. والعجيب أن يصفق البعض للوعود والعهود.. ويطبلون لقرارات الإدانة والإنذارات.. وكلما حزبهم أمر تناسوا قدراتهم وإمكانياتهم الهائلة وهرعوا الى الأمم المتحدة والهيئات الدولية وتاهوا أحلامًا و آمالًا في آفاقها.

بل إن الأغرب من ذلك أن بن غوريون أعلن بكل جرأة وصفاقة في الكنيست سنة ١٩٤٩: أن «إسرائيل» تعتبر قرار الأمم المتحدة الخاص بالتقسيم غير شرعي وغير موجود .

وفى سنة ١٩٦٢ وقع عدوان «إسرائيل»ى على سوريا التي سارعت بالشكوى لمجلس الأمن الذي سارع بإصدار قرار الإدانة، ورد اليهود بعقد جلسة للكنيست قرر فيها استنكار قرار مجلس الأمن وتأیید أسلوب الحكومة .

كلهم مناحم بيجين:

إن روح العدوان والغدر كامنة في نفوس اليهود وتغذية جذورها بالدين والتوراة وتاريخ الآباء والأجداد مستمرة ومتواصلة .

وإن استهزاء اليهود بالهيئات والمؤتمرات الدولية ليس أمرًا جديدًا فقد صاحب إنشاءهم لدولتهم على أرض العرب سنة ١٩٤٨ حتى اليوم. وأن وقوف كثير من الجهات خلفهم ماديًا وعسكريًا وبشريًا في الشرق الشيوعي أو الغرب الرأسمالي أمر مكشوف وواضح واستغلالهم لذلك بارع وغير خاف.

وليس الأمر مقصورًا في كل ذلك على بيجن أو عزرا وایزمان أو بن غوريون فالكل في ذلك سواء.

في سنة ۱۷۹۹ وقبل عقد المؤتمر الصهيوني الأول سنة ۱۸۹۷ بمائة عام تقريبًا أعلن أرون ليفي  الحاخام اليهودي الأكبر في القدس في نداء لكل يهود العالم: «ليتجمع كل رجال الشعب اليهودي القادرين على حمل السلاح وليأتوا إلى فلسطين».

وفي سنة ۱۸۹۷ دعا هرتزل إلى حمل السلاح ضد بحر من المشاكل التي ستثيرها محاولات بناء الدولة اليهودية وقال: «إننا نريد أن نظهر بلدًا من الوحوش الضارية وطبعا لن نحمل القوس والرمح ونذهب فرادى في أثر الدببة كما كان الأسلوب في القرن الخامس في أوربا؛ بل سننظم حملة صيد جماعية وضخمة ومجهزة ونطرد الحيوانات ونرمي وسطهم القنابل شديدة الأنفجار».

وزعماء اليهود على مدى طويل من التاريخ رددوا من الشعارات ما فتح عيون اليهود أكثر وأكثر على الغدر والإفساد بدون قلب أو ضمير أو مبدأ وعلى ألسنة كل الزعماء تردد شعار: «إن السيف والتوراة نزلا علينا من السماء»، وجابوتنسكی، أستاذ ومعلم بيجن قال للطلاب اليهود في ألمانيا يومًا: «إن السيف ليس ابتكارًا ألمانيًّا، بل إنه ملك أجدادنا الأوائل».

ومن المعروف أن جابوتنسكي من أوائل اليهود الذين كونوا الفرق العسكرية اليهودية ودخلوا بها فلسطين في ظل الاستعمار البريطاني.

وإذا كان جابوتنسكي أستاذ بيجن قد أعلن ذلك ونفذه عمليًا فإن بن غوريون قد أعلنه هو الآخر حين قال: «إن الوضع في فلسطين لا يمكن أن يسوى إلا بالقوة العسكرية، إن الحرب حرب وإن عودة العرب إلى يافا ليست ظلمًا وإنما خطيئة كبرى، إن «إسرائيل» لا يمكن أن تعيش إلا بالقوة والسلاح» فالمشرب واحد.. والاتجاه واحد.

والأهداف واحدة والحاخام- لويس نيومان- يعبر عما بين أحزاب اليهود من اختلاف في الشكليات أو التكتيك وما بينها من اتفاق في المبادئ والأصول ووحدة الجذور: إن الفارق بين حزب الصهيونيين وحزب حيروت «وهو حزب بيجن» هو أن حيروت أكثر اندفاعًا وحزمًا، أن الفارق في الدرجة وليس في القدرة.

مناحم بيجين والإرهاب:

الفارق بين بيجن وكثير من زعماء اليهود ليس في المبادئ ولكن في أسلوب الإعلان عن المبادئ، ألف كتاب الثورة وقال فيه: «أنا أحارب إذن أنا موجود».. يعتبر جابوتنسكي الروسي الأصل أستاذه وملهمه، كان جابوتنسكي صحفيًا وروائيًا وعلى علاقة وثيقة بجوركي وتولستوي، كما كان صهيونيًا متحمسًا متمكنًا من ست لغات وواحدًا من مؤسسي الكتيبة اليهودية في الحرب الأولى ومنشئ حزب التصحيحيين وما يدعى بالمنظمة الصهيونية الحديثة .

وكانت فلسفة جابوتنسكي التي أخذ بها بيجن تقوم على إنشاء قوة عسكرية لحماية المستعمرات اليهودية في فلسطين من ناحية وللمضي قدمًا في تحقيق الخط المتسرع في إنشاء الكيان اليهودي كدولة على أرض فلسطين .

ومن نفس هذا الفكر نشأت فكرة: منظمة الأرغون تزفاي لئومي ..

وإذا كان جابوتنسكي هو الأب الروحي للمنظمة فإن دافید راتسيل كان العقل العسكري الذي ترجم تعاليم جابوتنسكى إلى واقع إرهابي وقد خلفه في قيادة المنظمة «يعقوب ميريدور» ثم مناحم بيجن .

وفي سنة ١٩٣٩ أصدرت المنظمة منشورًا يعبر عن فلسفتها يتضمن «إن غزو بلد واستقلال أمة مظلومة لا يتوج أبدًا بالنجاح إلا حين تدعمه قوة عسكرية». وكان للأرغون شارة تحمل خريطة لفلسطين تشمل شرق الأردن .

ويعتبر بيجن بلا منازع العماد الذي اتكأت عليه الأرغون، بولندي الأصل، دخل فلسطين سنة ١٩٤٢ من شرق الأردن، التحق حين وصوله بالأرجون ثم صار قائدًا لها، وكان عضوًا في حركة الشباب اليهود- وصف مهمتها بقوله: 

«إنها تثقيف الجيل ليعمل لبناء الدولة اليهودية ويحارب ويموت من أجلها»

ولبيجن شعار لا يختلف عن شعارات بن غوريون ووایزمان وکل یهودی: «نحن نحارب، إذًا نحن موجودون».. وفي الخمسينات قارنت إحدی الصحف اليهودية بين بن غوريون وبيجن فقالت: «حيث يذهب بيجن يقول إنني رجل حرب، إنه واثق جدًا من أن «إسرائيل» تستطيع أن تهزم بسهولة الدول العربية شرقًا وغربًا.. أما بن غوريون فإنه لا يقل عن بيجن حبًا في الحرب، إنه رجل حرب متنكر، لا يفصح لسانه عن أسرار قلبه، وعندما يستعد بن غوريون للحرب فإنه يتحدث عن السلم ..«

بعد إعلان الدولة

كانت الأرغون قد وعدت المجلس الصهيوني العام بالانصهار في الجيش اليهودي عند قيام الدولة، ولكنه رغم ذلك بقي في ذهن قيادتها بعد انصهارها في الجيش أنه لابد من الوصول إلى الحكم، وفي عام ١٩٤٨ كونت الأرغون حزب حيروت برئاسة بيجن، كان له في الكنيست الأول ١٤ عضوًا، ثم ٨ في الكنيست الثاني ثم ارتفع عدد أعضائه إلى 15 عضوًا في الثالث وفي الكنيست السادس وصل أعضاؤه إلى ۲۷ عضوًا، وفي آخر انتخابات تمت في مايو سنة ۱۹۷۷ فاز الحزب والأحزاب المتعاونة معه بـ٤٤ مقعدًا.

آراء بيجين وليكود

إن أية محاولة للتمييز بين حمائم وصقور في إسرائیل هى محاولة زائفة في جوهرها، فالخلاف بين الزعامات والأحزاب ال«إسرائيل»ية هو خلاف في حجم الضم والابتلاع بالنسبة لأرض العرب ومدى الإعلان عنه وليس في مبدأ ضم الأرض أو ابتلاعها.

هو خلاف في الدرجة وليس في النوع، خلاف تفاصيل لا مبادئ.

سنة ١٩٧٠ قال بيجن: يجب أن نتحد ونقيم حركة لمقاومة الانسحاب من أجل إنقاذ إسرائیل كيف نسلم قلب الأمة للأجانب «يقصد كيف يسلم اليهود سيناء والجولان وغرب الأردن للعرب!!» ویرى بيجن أن تسليم هذه الأرض لن يؤدى إلى السلام  فالتقسيم في الماضي لم يقم سلامًا، وبیجن مثل بن غوريون والآخرين.. یهودي کباقي الیهود یری أن حق اليهود في فلسطين والأمن القومي لا نزاع فيه.. ويجب أن تستمر السيطرة على كل المناطق التي كان يستعملها العرب كقواعد عدوانية «قارن ذلك بمشروع ألون.. تجد إتفاقًا تامًا».

ويتفق بيجن مع الخط اليهودي العام حين يقول: «لا يجب أن تقدم «إسرائيل» أي خريطة للحدود فالخريطة ستقدم كحد أدنى وستتحول في المفاوضات إلى حد أقصى يطالب بالتراجع عنه». 

السلام عند بیجن وعزرا وایزمان:

لا يختلف السلام عند بيجن عنه عند بن غوريون والأحزاب العمالية، إنه يرى أن مشروعات التنازل مقابل السلام معناها تقسيم «إسرائيل»، ويرى أن الأولوية يجب أن تعطى للاستيطان، ویری ضرورة موافقة العرب على تغييرات جذرية في الحدود وضرورة ضمان حرية الملاحة، ولا حل للنزاع مع الدول العربية دون عقد معاهدة صلح بعد إجراء مفاوضات مباشرة وما يستتبع ذلك من انتهاء المقاطعة وفتح الحدود، ويتفق مع ألون في عدم الركون إلى الضمانات الدولية .

ولا بد أن يتطرق الحديث إلى عزرا وایزمان أحد أقطاب كتلة الليكود وآرائه في السلام والأمن والتوسع.. وعزرا وایزمان رشحته الأحداث خاصة وقت ما أشيع عن إصابة بيجن بنوبة قلبية للقيام بدور هام :

  1. يقول عزرا وایزمان، إن مشروع السلام لديه هو مشروع هرتزل.
  2. ولا يعترف بتعبير الأرض المحتلة فهي كانت في الماضي جزءًا لا يتجزأ من «إسرائيل».
  3. وأهمية سيناء لا تقل عن أهمية شرم الشيخ بل تزيد ولا ينبغي ل«إسرائيل» أن تعيد لمصر إلا قطاعًا يمتد شرق القناة بضع عشرات من الكيلومترات بشرط نزع سلاحه وتحت إشراف الأمم المتحدة.. بينما تبقى قوات «إسرائيل» في مواقعها في سيناء.

وماذا بعد..؟!!!

  1. لا أحسب أن هناك مجالًا للادعاء بأن سياسة اليهود تتغير وتتبدل حسب تغير الوجوه، ولا أظن أن هناك مخلصًا ينكر أن هذه السياسة ماضية في طريقها نحو أهدافها لا يعوقها عائق ما دام العرب مشغولين بدراسة القشور والاهتمام بالوجوه دون الغوص في الأعماق وحشد القوى لكل موقف .
  2. ولا أحسب أن هناك عربيًا مخلصًا إلا ويرى أن على العرب والمسلمين أن يستعملوا وسائل الضغوط وهي بين أيديهم كثيرة وعديدة مثمرة ومنتجة إذا وجدت التخطيط السليم والسياسة الحكيمة والتفكير الرشيد.
  3. وإذا كان العرب يملكون وسائل الضغط وهي كثيرة وإذا كان هذا يحتاج إلى التخطيط الرشيد والسياسة الحكيمة فإن ذلك يحتاج إلى استرتيجية يرتكز عليها التخطيط وتستند إليه السياسة، ولن يجد العرب والمسلمون بعدما جربوا الكثير من المستورد ففشلوا في الكثير من المواقع ولم يثبتوا في الكثير من المعارك إلا بالعودة إلى الإسلام يستمدون منه استراتيجيتهم لحاضرهم ومستقبلهم وينتشلون به أنفسهم من ورطتهم.

وإذا كان العدو قد مضى ويمضي في تنفيذ سياسة ترتكز على تاريخ وروحانيات قلب فيها الحقائق وألبس فيها الباطل ثوب الحق فما بالك بسياسة ترتكز على الحق صافيًا وعلى الدين الذي نزل ليس فيه تزييف ولا تحريف، وأظن أن الفلسطينيين أجدر اليوم من أي يوم مضى بمعرفة ذلك الدرس واستيعابه، لقد قرر المجلس الوطني الفلسطيني في اجتماعه الأخير ضرورة استمرار الصلات بين منظمة التحرير وبين ما أسماه بالقوى الديمقراطية التحررية في «إسرائيل».

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل