; «إسرائيل».. خلف جدار «برلين» غزة | مجلة المجتمع

العنوان «إسرائيل».. خلف جدار «برلين» غزة

الكاتب فيصل بن محمد الحجي

تاريخ النشر الثلاثاء 22-أغسطس-1995

مشاهدات 43

نشر في العدد 1163

نشر في الصفحة 57

الثلاثاء 22-أغسطس-1995

صُبّي دموعك – إسرائيل – وانتظري ... منا المزيد.. فهذا أول المطر
مضى زمان يراك الناس ضاحكة ... فيه.. ونحن أُسارى الحزن والخورِ
لن تنعمي بأمان في مرابعنا ... مهما بنيت من الأسوار والجُدُر
ألا ترى سُحُب الأحزان قد غشيت ...  وجوههُم بين مذهول ومنكسر
فلا يفي حائط المبكى بمن جلسوا ... يبكون قتلاهم من هولٍ منفجر
صُبِّي دموعك شُقَّي الجيب وامتهني ... لَطْم الخدود.. وشدّ العِقد والشعر
لم تعبأي بصواريخٍ موجهة ... فما ارتياعك –يا شمطاء– من حجر؟
كم كنت جذلي بنصر تنعمين به ... على جيوش من الأشباح والصور
أيام كان بنو الإسلام قد حُجبُوا ... خلف الستار.. بلا علم ولا خبر
قالوا حروب خسرناها وقد كذبوا ... لیست حروبًا.. ولكن صفقة الغرر
بل مسرحيات من سادوا بغفلتنا ... وقد أجادوا خداع السمع والبصر
لا.. لا.. تقولوا صلاح الدين رائدنا ... شتان بين قطيع الشاء والنمر
أنّي لكم من «صلاح الدين» سطوته ... وقد ألفتم فساد الدين من صغر؟
لو أن تلك الجيوش استأسدت وأبت ... ما يمكرون لأحْيت ميت السير
لحلّق النصر في حطين ثانية ... وأشرق العزُّ في اليرموك كالقمر
أنا الأصوليُّ آرائي موثقة ... والعقل مني غزير الفهم والفِكَر
ما عابني إنما الإسلام نشأني ... على «أصول» من المأثور والسور
لكنما عابني الإعلام مفتريًا ... لأنه لم يَدعْ زهرًا على شجري
ما بالهم في جلود الأُسْد حلَّ بهم ... خوف يلوح على التفكير والنظر؟ 
کأنما الله ألقى في سرائرهم ... رعبًا يريهم نجوم الظهر كالسّحر
ألا تراهم يهابوني وما بيدي ... سيفٌ.. ولا ناصرٌ لي من بني البشر؟
فكيف لو شد أزري مَعْشَرَ أُنْفُ ... وازَّينت قبضتي بالصارم الذكر؟!
إني إذا ما صهيل الخيل أطربني ... ألقيت نفسي على بوابة الخطر
في نشوتي أتحدى الرعب يحفزني: ... أني مع الله.. رب النصروالظفر

صومي عن الوهم –إسرائيل– واجتنبي .. أسطورة الأرض والميعاد  وازدجري
نامي إذا شئت.. مهما شئت.. لن تجدي ... إلا فراشًا من الأشواك والإبَر
لقد ألِفنا نزيف الجرح منذ تلا ... «وبشر الصابرين» الصادق الخبر 
هاتي ضحايا من القدس الشريف ومن ... أرض الخليل.. وسُلّي الحقد واختبري
تسقي دمانا بذور الثأر نامية ... رغم اليهود.. ورغم الروم والتتر
كان ذاكرة «الحاخام» قد حرمت ... فلم تسلْ «خيبر» الأجداد عن خبرى
سيفي الذي مد للأعداء مأدُبَة ... فأُتخِمت مهجة «العبري» بالعِبَر

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل