; سُلطة عباس تقود حرب الحصار على غزة | مجلة المجتمع

العنوان سُلطة عباس تقود حرب الحصار على غزة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 25-أغسطس-2007

مشاهدات 7

نشر في العدد 1766

نشر في الصفحة 4

السبت 25-أغسطس-2007

تتجه الأوضاع في قطاع غزّة نحو الكارثة، فقد تفاقمتْ الحملة الإجرامية الدائرة على القطاع منذ أكثر من عام، وتحوَّلتْ إلى حرب إبادة لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من الأطفال والنساء والعجائز والمدنيين الأبرياء، والخطير في الأمر أنّ «السُّلطة» بقيادة عباس هي- بكل سفور- «رأس الرُّمح» في تلك الحرب التي تقودها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والكيان الصهيوني، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية السابقة وتشكيلها للحكومة.

فمنذ الأسبوع الماضي يعيش أكثر من ثُلث القطاع في ظلامٍ دامس، بعد قيام الاتحاد الأوروبي بقطع معونة شراء وقود محطة كهرباء غزة من الصهاينة، وعلى الفور توقَّفتْ الشاحنات الصهيونية عن تزويد المحطة بالوقود، لتُصاب الحياة بالشَّلل التَّام في القطاع، إذ أدَّى انقطاع الكهرباء- وفق الأرقام والبيانات التي أوردتها وكالات الأنباء- إلى تعطُّل المصانع، وتوقُّف العمل بالمستشفيات، خاصةً غرف العمليات، وتعطُّل العمل بأفران الخبز، إضافةً إلى حالة الارتباك التي طالتْ البيوت من الداخل.

وكان التبرير الأوروبي والصهيوني- للتوقف عن تزويد غزة بالوقود- متناسقًا ومتوافقًا حتى في كلماته بالقول: إنّ «تعليق تزويد غزة بالوقود راجع إلى مخاوف أمنية». 

هكذا قالتْ المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي «أنتونيا موشان»، وهو نفس ما قالته السُّلطات الصهيونية، لكن وزير الإعلام في حكومة السُّلطة «رياض المالكي»  فكَّ طلاسم ذلك التبرير، بدعوة أهالي غزة للتظاهر ضد حكومة هنيّة! ثم تحميله حركة حماس المسؤولية عما يجري، داعيًا إيّاها إلى إعادة الأمور إلى ما كانتْ عليه، و«الاعتذار» للشعب الفلسطيني، وهي نفس دعوات عباس وقيادات فتح والتي تؤكد كل القرائن والدلائل أنّ عدم الاستجابة لتلك الدعوة معناه استمرار حرب الإبادة ضدّ أهالي القطاع، ولم يعدْ يهمّ «السُّلطة» لا حياة شعبها ولا أمنه ولا حتى وجوده، إذا لم تعد جحافل الفساد والانفلات من تيار فتح إلى سابق عهدها الأسْوَد في غزة!

إنّ قطع التيار الكهربائي عن غزة ليس هو الوجه القبيح الوحيد من تلك الحرب على الشعب الفلسطيني، فقد تمَّ تحويل القطاع إلى سجنٍ كبيرٍ، منذ إغلاق منافذ غزة على العالم الخارجي، خاصَّةً منفذ رفح، وقد أدَّى ذلك إلى إصابة البِنَى التحتية والمشاريع والمؤسَّسات العامَّة والمرافق الحيوية بالشَّلل التَّام، فوِفق البيانات والإحصاءات التي أوردتْها وكالات الأنباء من داخل القطاع: تمّ إغلاق نحو ٣١٩٠ مؤسسةٍ صناعيةٍ بسبب منعها من استيراد المواد الأوَّلية وهو ما أضاف ٥٦ ألف عامل إلى طابور العاطلين، وقد نفد ١٥٠ نوعًا من الأدوية والمستحضرات الطبية الضرورية من المستشفيات والمراكز الصحية، وتوقف نحو ٨٠% من أجهزة تصوير الأشعة عن العمل وكذلك العديد من المعدات الأخرى. 

وهكذا أصبحتْ الأوضاع الإنسانية والحياتية في القطاع مُرعِبة، وسط حالةٍ متزايدةٍ من الفقر هَوَتْ بأكثر من ٥٧% من أهالي القطاع تحت خط الفقر، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني..

إنَّها حرب التَّجوِيع والقتل البطيء لمليون ونصف المليون فلسطيني تقودها وتحرِّض عليها سلطة محمود عباس وحكومته التي جعلتْ من نفسها أداةً طيِّعةً في خدمة المخطط «الصهيو أمريكي»  لتركيع وإذلال الشعب الفلسطيني، ولم يعد يعني تلك السُّلطة إلا سلطتها وهيمنتها، حتى ولو كان ثمن ذلك إبادة قطاع غزة عن بكرة أبيه، وذلك عين ما كان يحلم به العدو الصهيوني.

ولو أنّ محمود عباس وسلطته ومنظمته يشعرون بآلام شعبهم والأخطار القاتلة التي تهدده في كل مكان لحرَّكوا ساكنًا بعد الأنباء المفزعة التي أكَّدها خبراء فلسطينيون عن أنَّ تسريباتٍ إشعاعيةٍ من مُفاعل ديمونة تنشر السرطان في جنوبي الضّفة الغربية، وعن مدافن النفايات النووية في شمال الضفة، ولحركوا ساكنًا عن ظاهرة الإذلال اليومي التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة على أيدي القوات الصهيونية عند المعابر، ولحركوا ساكنًا من أجل أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني، ولحركوا ساكنًا لوقف سرطان المستوطنات الذي بلغ منذ إتفاق أوسلو ۸۲ مستوطنة جديدة. 

لقد تغافلتْ السُّلطة عن ذلك كله، ولم يعد لها هم أو اهتمام إلّا إحكام سلطتها على رقاب الشعب الفلسطيني، وتجييش العالم كلُّه للقضاء على حماس، وألقتْ بنفسها تمامًا بين أيدي الصهاينة طلبًا للعَوْن والرِّضا على حساب الوطن السَّليب، ورغم ذلك فلن تنالَ شيئًا، وصدق الله العظيم إذ يقول، ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ(سورة البقرة آية:١٢٠).

الرابط المختصر :