; أفغانستان | مجلة المجتمع

العنوان أفغانستان

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أغسطس-1985

مشاهدات 13

نشر في العدد 730

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 20-أغسطس-1985

كلمَة

الإعلام في كل زمان وفي زماننا هذا خاصة، أحد جناحي أي عمل سواء أكان هذا العمل سياسيًا أم اقتصاديًا أم ثقافيًا.

 أحيانًا يكون العمل أكبر من الإعلام عنه، وأحيانًا يكون الإعلام أكبر من العمل نفسه.

 قضية المجاهدين الأفغان من الحالة الأولى أي أنها لم تلق حظًا تستحقه من الإعلام عنها. 

على الرغم من كل ما ينشر من أخبار ويكتب من مقالات.

والغريب حقًا إن الإعلام العربي أكثر إهمالًا للجهاد الأفغاني من الإعلام الأوروبي والأمريكي، بل أن عددًا من الصحف العربية وغيرها من أجهزة الإعلام تقف موقف انحياز واضح إلى جانب الاحتلال الروسي لأفغانستان.

 وللتخفيف من هذا الإهمال الإعلامي العربي لقضية الجهاد الأفغاني، تقدم لجنة الدعوة التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي هاتين الصفحتين اللتين تصدران أسبوعيًا في كل عدد من أعداد مجلة المجتمع، تحاول فيهما أن تقدم إضاءة إعلامية يسيرة سعيًا لإنصاف مجاهدين قدموا الكثير، ومازالوا يقدمون، للوقوف أمام غزو روسي شيوعي، لا يريد أن يقف عند حد لا يتجاوزه.

وما نحرص عليه، وندعو إليه القارئ الكريم هو الكتابة إلينا بكل ملاحظة أو اقتراح أو مشاركة، وسيجد ما يكتبه اهتمامًا حقيقيًا.

وتوجه الرسائل الى العنوان التالي:

ص. ب: ٦٦٧٢٣ بيان - الكويت.

لجنة الدعوة الإسلامية - القسم الصحفي.

الكذبُ الروسيُ سيَاسَة مفضوحَة

الكذب سمة بارزة للسياسة الروسية في أفغانستان، يلحظها المرء منذ بدء الغزو الروسي لأفغانستان في ديسمبر ۱۹۷۹. ففي الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال الروسي تغزو أفغانستان في 27/12/1979 أذاعت وكالة تاس نفيًا رسميًا لما «أشيع عن دخول قوات روسية إلى أفغانستان، وأن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة». هكذا الكذب الصريح.

 وكما كذبت روسيا على العالم، كانت تكذب على جنودها الذين ترسلهم إلى أفغانستان. يقول الأسير الروسي فاليري كيسيلف: «قال لنا الضباط إن أفغانستان قد وقعت في أيدي قوات مرتزقة أجنبية وإن علينا مساعدة الشعب الأفغاني لرد العدوان. إنها كذبة تامة. أين هو العدوان؟ لم أر أي عدوان إطلاقًا.. إنهم الأفغان وحدهم وقد حملوا السلاح للدفاع عن بلادهم.. هذا هو كل شيء».

ويقول الأسير الروسي نيقولاي واسيليفيتش الذي أسر في مطار كندوز: «لقد قالوا لنا إن في أفغانستان جنودًا صينيين وأمريكيين وباكستانيين.. ويجب أن تذهبوا إلى القتال لمحاربتهم. عندما دخلنا إلى صفوف الجيش وجدنا أن ما قيل غير صحيح.. وإن هذه الحرب وسخة».

وأعلن جنديان روسيان هربا من صفوف جيشهما في أفغانستان في مؤتمر صحفي عقداه في نيويورك أنه كان قد جرى إبلاغهما انهما سيرسلان إلى أفغانستان لحماية الحدود الجنوبية للاتحاد السوفياتي وللقتال ضد المرتزقة الأمريكيين والصينيين. وقال الجنديان وهما ألكسندر فورنوف ونيكولاي ريجكوف: لكن عندما وصلنا إلى هناك لم نشاهد غير الأفغانيين.

ومن الكذب الروسي تلك المنشورات التي تلقيها طائرات روسية عمودية على القرى الأفغانية، وتدعي فيها أن جميع الأمور المتعلقة بالقضية الأفغانية قد سويت، وأنه يجب على الأهالي أن يبادروا إلى تسليم ما لديهم من الأسلحة للسلطات الحكومية، وأن المهاجرين سيعودون إلى ديارهم وستعاد إليهم أراضيهم، وأن الحكومة ستعوض كل الذين تعرضت بيوتهم للهدم والتدمير خلال الحرب.. وأن الحكومة ستساعد على إعادة تعمير البيوت المهدمة. ولقد سأل بعض أهالي قرية براك في ولاية لوغار بعض أعضاء الحزب الشيوعي: «لم إذن تستمرون في تدمير منازلنا وإلقاء القنابل على المناطق الآهلة وقتل النساء والأطفال بدون تمييز؟!». ولم يجد الشيوعي ما يرد به على المواطن البسيط الذي يدرك بحسه الفطري أن الروس وعملاءهم المحليين كاذبون.. وليس لهم عهد.

إن الكذب سياسة روسية رئيسية، بات يعرفها ويدركها حتى الناس داخل روسيا. يقول الرقيب نيكولاي موفشان الذي تخلى عن وحدته في الجيش الروسي الغازي وانضم إلى المجاهدين الأفغان ردًا على سؤال طرحه عليه محرر جريدة يو اس نيوز فيما إذا كان الشعب الروسي يؤمن بالدعاية الحكومية؟ «إنك تمزح بلا شك! فهناك قول شائع في الاتحاد السوفياتي مفاده أن عليك أن تعكس كل ما تقرؤه في الصحف كي تتوصل إلى الحقيقة. لقد سئم الشعب من الدعاية السوفياتية. قل لي ما عنوان صحيفة «البرافدا» لأقول لك فورًا ما هو مضمونها ويمكن القول -يضيف الرقيب- أن الناس وصلوا إلى مرحلة الإشباع بالنسبة إلى الدعاية السوفياتية، ولذلك لا يريدون أبدًا أن يستمعوا إلى المزيد في هذا الشأن».

وعلى الرغم من أن الكذب الروسي بات مكشوفًا مفضوحًا، فإن الروس مازالوا يكذبون ويعلنون أنهم مستعدون للجلاء عن أفغانستان إذا توقف التدخل الخارجي! كيف يتوقف التدخل الخارجي إذا كان محصورًا فيهم؟ أي أجنبي دخل أفغانستان غيرهم؟ قوات من تحتل أفغانستان منذ ست سنوات؟ أليست القوات الروسية؟ هل قدم الروس جنديًا واحدًا من هؤلاء الجنود الذين يزعم أنهم يقاتلون ضده في أفغانستان؟ أليس هو الشعب الأفغاني وحده الذي يذيقه كؤوس الهزيمة؟!

ما عاد أحد يصدق الروس الشيوعيين.. وسيبقى الكذب سياسة روسية مفضوحة!

قالوا

  • جهادنا بدأ قبل دخول السوفيات إلى أفغانستان والذين يقولون إننا لم نبدأ الجهاد إلا بعد الغزو الروسي، إنما يعنون بأننا انتظرنا حتى أحسسنا بالخطر على بيوتنا، وهذا أمر غير صحيح.

عبد رب الرسول سياف

  • بابراك كارمال العوبة في يد السوفيات.. إن التحدث مع السوفيات مباشرة أفضل من التحدث مع كارمال ليذهب بعدها إلى الكرملين لتلقي الأوامر من الروس. لكن المفاوضات وسيلة من جانبهم لكسب الوقت فقط.

د. شاهروخ

أحد قادة الجهاد الأفغاني 

  • من سيطر على قلبه الخوف.. عاش طوال حياته في الذل والهوان ومن ترك أخاه المسلم في مصيبته ولم يعتن به.. ابتلى بنفس المصيبة.

قلب الدین حکمت یار

خبر وتعليق

ماذا يعني ما أذاعه راديو كابول، في ١١ أغسطس - آب الحالي من أن بابراك كارمال أعلن عن بدء انتخابات مجالس محلية هي الأولى منذ تسلقه إلى الحكم في عام ۱۹۷۹؟ 

لماذا هذه المجالس الآن؟ هل هو اتجاه إلى الديمقراطية في أفغانستان؟ هل هو توجه إلى الشعب ليكون هو الحاكم الحقيقي لأفغانستان؟ هل هو ابتعاد عن الماركسية الملحدة التي لا تعرف إلا الدم؟

لا شك في أن الجواب على هذه الأسئلة جميعًا هو لا ليس شيء من هذا وراء ذلك الإعلان عن إجراء انتخابات المجالس المحلية في أفغانستان، لماذا إذن هذه المجالس الآن؟

 الجواب يحمله الخبر نفسه، فقد قال كارمال في كلمته التي أعلن فيها بدء الانتخابات إنه يجب على المجالس المحلية أن تساعد في منع دخول المجاهدين إلى البلاد.

لقد أخفقت المخابرات الأفغانية والروسية معًا في التصدي للمجاهدين، وأخفق معهما الجيشان الروسي والأفغاني «الذي لم يبق فيه سوى ربعه». 

وهذه هي المحاولة الثانية من النظام الأفغاني العميل لإشراك فئات من الشعب في التصدي للمجاهدين، ففي أبريل - نيسان الماضي.. دعت الحكومة الأفغانية إلى عقد اجتماع لمجلس أعلى قبلي سعيًا لكسب التأييد في محاربة المجاهدين المسلمين وكان المجاهدون قد شجبوا انعقاد هذا المجلس ووصفوه بأنه مهزلة.

 وتبقى هذه المحاولة التي لن تكون الأخيرة، دليلًا على التخبط الذي يعيش فيه النظام العميل وإشارة واضحة إلى عجزه المستمر عن إضعاف الجهاد الأفغاني المتعاظم..

لقطة

«شاهدنا ضوء النهار وهو يخبو على سفح الجبل. وعند الساعة السابعة مساء تقريبًا عاد مسعود ورفاقه وقت أن حان موعد الصلاة. وفرش الرجال بعض الأغطية في صفين، وأسندوا سلاحهم على مقربة منهم، وبدؤوا يؤدون الفريضة وراء إمام حديث السن، بدا لي وكأنه أحد المجاهدين وكانوا نحو عشرين مقاتلًا جميعهم من الشباب باستثناء اثنين منهم، وبدا مشهدهم مثيرًا وهم يتحركون راكعين واقفين ساجدين في اتساق وتناغم، في حين كانت الجبال الأرجوانية تمتد في خلفية الصورة، وتعلو خشخشة أوراق الشجر في غبشة المساء».

ساندي غال

في كتابه «خلف الخطوط الروسية» 

من أخبَار اللجنة

قال عضو اللجنة الطبية في لجنة الدعوة الإسلامية بجمعية الإصلاح الاجتماعي الدكتور أحمد عبد الله إن خمسين مجاهدًا أفغانيًا بين جريح ومريض يتلقون العلاج الآن في المستشفى التابع للجنة في بيشاور بباكستان والذي افتتح قبل شهر واحد تقريبًا.

 وأشار عضو اللجنة الذي يقوم بزيارة الكويت إلى أن المجاهدين المقيمين في المستشفى يتمتعون بمعنويات عالية فهم جميعًا يستعجلون إنهاء العلاج والخروج من المستشفى للعودة إلى ميدان الجهاد في أفغانستان على الرغم من أن بعضهم فقد أجزاء من جسمه أو أطرافه.

وأكد الدكتور عبد الله على الواجب الملقى على عاتق الأطباء المسلمين في علاج المهاجرين الأفغان في باكستان وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم وبخاصة أن مستشفيات الصليب الأحمر في باكستان تمارس عمليات التنصير غير المباشر في تقديمها العلاج إلى المهاجرين والأطفال منهم بصورة خاصة.

ودعا عضو اللجنة الموسرين من المسلمين إلى البذل في هذا المجال، حيث لا يمكن تقديم العلاج اللازم للمرضى والجرحى الأفغان إلا في مستشفيات تتوفر فيها الأسرة والأجهزة والأدوات الطبية المختلفة.

وتحدث عن دور اللجنة في هذا المجال وتوفيرها خمس سيارات إسعاف تقوم بنقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيين التابعين لها في بيشاور إضافة إلى خمس سيارات أخرى سيتم نقلها من الكويت قريبًا إلى باكستان.

الرابط المختصر :