; إلى متى الصمت العربي حيال الصومال؟! | مجلة المجتمع

العنوان إلى متى الصمت العربي حيال الصومال؟!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 07-أبريل-2007

مشاهدات 14

نشر في العدد 1746

نشر في الصفحة 5

السبت 07-أبريل-2007

منذ الاجتياح الإثيوبي للصومال في يناير الماضي، يعيش هذا القطر الإسلامي المبتلى في أتون حرب جديدة زادت من أوضاعه المأساوية، وفاقمت من محنته الممتدة منذ عشرات السنين.

ولقد أثبتت الأحداث الدائرة اليوم على أرض الصومال كذب الدعاية الإثيوبية والغربية التي سبقت وتزامنت مع عملية الاجتياح الإثيوبي.. من أنها جاءت لإقرار السلام في هذا البلد وتخليصه مما يسمى كذبًا بالإرهاب، فها هو ذا الشعب الصومالي يعاني القتل والإبادة على أيدي هذه القوات، وحتى المستشفيات لم تسلم من ضربات هذه القوات. وها هم أولاء عشرات الألوف من الصوماليين يهيمون على وجوههم مشردين إلى دول الجوار هربًا من القتل والإبادة، وها هي ذي الدولة الصومالية تعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى في مجمل أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على أيدي القوات الإثيوبية المدعومة من واشنطن. وقد وصف الصليب الأحمر الدولي.. القتال الدائر في العاصمة الصومالية مقديشو بأنه الأسوأ منذ 15 عامًا فيما كانت المستشفيات تستقبل مئات المصابين من النساء والأطفال.

والغريب أن هذه الأحداث المأساوية تجري دون أي ردود فعل من قبل الأمم المتحدة، أو منظمة المؤتمر الإسلامي، أو الجامعة العربية، أو حتى المنظمات الحقوقية الدولية.

 كما أن قوة السلام الإفريقية التي أنشأها الاتحاد الإفريقي للمساعدة في استقرار الأوضاع في الصومال وبدأت انتشارها بالفعل في مقديشو مطلع مارس الماضي لم تحرك ساكنًا، بل إن الاتحاد الإفريقي لم يهتم باستكمال أعدادها- لتصل إلى ثمانية آلاف جندي وفق ما كان مقررًا- فبقيت ضعيفة هزيلة لم يتجاوز تعدادها 1500 جندي.

وهكذا بقي الصومال وشعبه البائس في مواجهة الجيش الإثيوبي المحتل المدعوم من واشنطن والذي يعيث في البلاد تخريبًا وقتلًا وتدميرًا في مشاهد لا تقل مأساوية عما يجري في العراق وأفغانستان.

 إن حقائق التاريخ تؤكد أن الصومال كان دائمًا- بسبب موقعه الاستراتيجي- هدفًا لقوى الاستعمار العالمي قديمًا وحديثًا، وأن إثيوبيا كانت تقوم دائمًا بدور الوكيل عن هذا الاستعمار تحقيقًا لمطامعها من جانب، وتنفيذًا  لمشاريع هذا الاستعمار من جانب آخر، وقد عمل الجميع على إبقاء هذا البلد ضعيفًا ممزقًا متصارعًا حتى لا يقوى على النهوض أو العيش في أمان، فقد اقتطعوا منه مساحات كبيرة وتم إهداؤها لإثيوبيا «أوجادين»، وكينيا «إقليم الفند»، وانفصلت جيبوتي كجمهورية مستقلة، ولم يبق من هذا البلد إلا مساحات صغيرة ورغم ذلك لم تتركها قوى الاستعمار الغربي وإثيوبيا هادئة، بل عملوا على تفتيتها، فانفصل ما يسمى بجمهورية «أرض الصومال»، وما بقي أشعلوا فيه الفتن والحروب. وعندما بدت بادرة لاستقراره وعيشه في أمان- بعد نجاح قوات المحاكم الإسلامية في إطفاء لهيب الحرب الأهلية- انقض عليه الجيش الإثيوبي مرة أخرى ليعيده إلى نقطة الصفر، ويفاقم مأساته ومحنته وسط صمت العالم ودون تحرك من العالم العربي والإسلامي، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

لقد قلنا في هذا المكان يوم احتلال إثيوبيا للصومال: إن هذا الاحتلال يعني عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها، ويعني اتساع دائرة الخطر الاستعماري على المنطقة العربية، وفي المقابل فإن تحرير الصومال واستقراره ونهوضه يمثل قوة للعرب خاصة في منطقة القرن الإفريقي الاستراتيجية، فإلى متى هذا الصمت العربي؟!

إن العالم العربي مطالب بسرعة التحرك وتشكيل لجنة خاصة وفعالة عبر الجامعة العربية، لتبني قضية الصومال وتفعيلها في المحافل الدولية، والضغط على إثيوبيا حتى تنهي احتلالها لهذا البلد.

 وفي الوقت نفسه فإن الجامعة العربية مطالبة بلعب دور كبير في عملية المصالحة بين الفرقاء في الصومال حتى ينال هذا البلد استقلاله، ويعيش أبناؤه في حرية وأمن واستقرار.

 

الرابط المختصر :