العنوان «هولوكست» اليهود و«محرقة» غزة .. هناك فرق!
الكاتب إبراهيم الأزرق
تاريخ النشر السبت 24-يناير-2009
مشاهدات 12
نشر في العدد 1836
نشر في الصفحة 21
السبت 24-يناير-2009
هولوكست (المحرقة) مصطلح ظهر إلى الوجود للتعبير عن أنواع الإبادة التي تعرض لها اليهود في العهد النازي، وهي عند اليهود وجل الغربيين حقيقة الامتراء فيها جريمة يعاقب عليها، ويزعمون أن الصور والوثائق الباقية لها لا يمكن التشكيك فيها .. غير أن الباحث المنصف لا يعول على تهويل قوم بهت، ويعلم أن ما يذكرونه فيه كثير من المبالغة، أو على أقل تقدير فيه كثير من الدعاوى التي ليس لها ما يُثبتها ، ولا يخفى عليه تلبيسهم على الناس بصور وأشياء ليست حقيقية وقد كان الحزب النازي عنصرياً لا يميز بين كثير من الأعراق التي عدها معادية والقوميات التي اتخذها أعداء.
غير أن أصل القضية، وهي حمل «هتلر» على اليهود - ولاسيما الألمان منهم - تثبته دلائل شتى، بأن «هتلر» كانت له مسوغاته التي هي أقوى من مسوغات اليهود التي يدعونها اليوم ليقنعوا العالم بعدالة محرقتهم في «غزة».
وقد كانت أهم مسوغات «هتلر» منحصرة في خيانات اليهود وبلاده تمر بأوقات عصيبة، بالإضافة إلى إفسادهم في داخل المجتمع الألماني.. وبعد دراسته للحركة الاشتراكية الديمقراطية، وجد صلة وثيقة كما جاء في مذكراته بينها وبين المبادئ التي يروج لها اليهود وأدرك مع الأيام أن الأهداف البعيدة للحركة الاشتراكية الديمقراطية هي نفسها الأهداف التي لليهود كشعب ولليهودية كدين، وللصهيونية كحركة سياسية قومية، قال: «أدركت وجود خطرين مدفعين يحيطان بالشعب الألماني، هما: اليهودية، والشيوعية».
وقال بعض الباحثين: «وجد هتلر أن العقيدة اليهودية المعبر عنها بالتعاليم الماركسية تنكر قيمة الإنسان الفردية، كما تنكر أهمية الكيان القومي والعنصري، مما يؤدي إلى تجريد البشرية من العناصر اللازمة لاستمرارها ولبقاء حضارتها ، وهكذا آمن هتلر بأنه بدفاعه عن نفسه ضد اليهود، إنما يناضل في سبيل الدفاع عن عمل الخالق في الدفاع عن الجنس البشري كله».
الإفساد الأخلاقي
أما جانب الإفساد الأخلاقي في المجتمع الألماني والدأب على انحطاطه في الرذائل والشهوات، فقد قال عنه «هتلر» في مذكراته: «ما بات واضحاً لي هو أن اليهود ما كانوا ألماناً؛ بل شعباً خاصاً! فمنذ أن بدأت بدراسة الموضوع بت ألاحظهم .. كانت تصرفاتهم وأخلاقياتهم وأشكالهم تخالف تماماً الألمان العاديين! بل إنني عرفت أن بينهم حركة تدعى الصهيونية تؤكد أنهم شعب خاص».
وأضاف: «ثم لاحظت أيضاً الدور الذي يلعبونه في الحياة الثقافية ولا أدري هل يوجد أي نوع من أنواع الفساد الأخلاقي والثقافي دون أن يكون أحدهم وراءه؟! لاحظت دورهم في الصحافة.. في الفن... في الأدب.. في المسرح ... إلخ، ولم أحتج سوى قراءة الأسماء وراء كل إنتاج يسعى إلى هدم البنية الأخلاقية للمجتمع، وفي جميع الميادين ولئن كان ثمة واحد مثل «جوته» فهناك مقابله آلاف من هؤلاء الذين يبثون السموم في أرواح الناس.. وبدا كأن اليهود قد خلقوا للقيام بمثل هذه القاذورات، فتسعة أعشار القاذورات في ميداني الأدب والمسرح أنتجها الشعب المختار، وهم لا يزيدون على 1% من السكان» !!
محارق فلسطين
ولما رأى صنيعهم قال المقولة المشهورة التي تنسب إليه: «لقد كان بوسعي قتل جميع اليهود، غير أني أبقيت منهم؛ ليرى العالم: لم قتلتهم »؟!
ولا ينكر أحد أن «هتلر» كان دكتاتوراً ظالماً تعدى على الأطفال والنساء والشيوخ من أعراق وأديان مختلفة، غير أنه ليس بأظلم من اليهود الذين رأينا في بقيتهم ومن أخلاقهم ما يفسر قتل «هتلر» لمن قتل منهم .. وتلك محارقهم في أرض فلسطين شاهدة عليهم، الناظر فيها يتذكر ما زعموه من أمر الرب لهم: «اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّقُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلَا تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعاً بَقَراً وَغَنَماً، جَمَلاً وَحِماراً» (سفر صموئيل ٣/١٥)، وكذلك اليوم يفعلون في غزة.
والمسلمون أمة تحفظ.. فلا تزال كتب التاريخ القديمة تذكر لنا تعداد من قتل من المسلمين إبان الغزو الصليبي لأرض الإسراء والمعراج، وكذلك اليوم لم ولن ينس المسلمون الصادقون المجازر التي اقترفها اليهود في فلسطين، وعدد ضحاياهم فيها .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل