أخطر 3 جرائم سرقة للكيان الصهيوني في فلسطين

سيف باكير

18 مارس 2024

1340

وصف الله سبحانه وتعالى اليهود في القرآن الكريم بعدة صفات ذميمة، وقد ذكر بأنهم يقولون: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾ (آل عمران: 75)؛ أي: ليس علينا حرج إذا أخذنا أموالهم واغتصبنا حقوقهم وجعلناهم فريسة لنا، وقد ذكروا ذلك أيضاً في مخططاتهم يقولون: «إن الأمميين (غير اليهود) كقطيع من الغنم وإننا الذئاب، فهل تعلمون ما تفعل الغنم حينما تنفُذ الذئاب إلى الحظيرة».

يشير الباحث «الإسرائيلي» إسرائيل شاحاك، في كتابه «الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود»، إلى أن الشريعة اليهودية أباحت لليهودي سرقة ممتلكات غير اليهود فقال: «إن سطو اليهودي على غير اليهودي غير محظور بلا تحفظ، بل يحظر فقط في حروف معينة مثل عندما لا يكون الاعتبار تحت حكمنا ويسمح به إذا كانوا تحت حكمنا».

وجاء في «سفر الخروج» أنه بعد رضوخ فرعون مصر بالسماح لليهود الخروج والتوجه إلى أرض كنعان (فلسطين)، قال لهم موسى وبتشجيع من ربه يهوه: أن يخدعوا المصريين ويسرقوا منهم الذهب والفضة، رغم أنهم عاشوا معهم أكثر من أربعمائة عام، وورد بهذا النص: «وأخيراً يرضخ فرعون ويسمح بخروج بني إسرائيل جميعاً مع غنمهم وبقرهم وجميع أمتعتهم، وقبل أن يغادروا مساكنهم قال لهم موسى: أن يستعير كل واحد منهم من جاره أدوات فضية وذهبية وثياباً، وقد زين الرب للمصريين إعارة جيرانهم اليهود فأعطوهم ما طلبوا فسرق الإسرائيليون المصريين ورحلوا تحت جنح الليل، وكانت إقامتهم في مصر أربعمائة وثلاثين سنة».

إذن فـ«إسرائيل» كيان قائم بالأصل على النهب والاستيلاء على الأرض والهوية والجغرافيا والتراث.

فيما يلي أبرز حوادث السرقة التي قامت بها «إسرائيل» ضد الشعب الفلسطيني منذ احتلالها لأرضهم:

1- سرقة التاريخ والتراث:

مع وصول البريطاني هربرت صموئيل، أول مندوب سامٍ على فلسطين عام 1920م، شطب أسماء 20 قرية فلسطينية، واستبدل أخرى يهودية بها، ومن ثم جاء ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء صهيوني، وأكمل سلسلة تبديل أسماء القرى الفلسطينية، في محاولة لطمس معالم الهوية الأصلية.

استولى الاحتلال بعد «اتفاقية أوسلو» عام 1993م، على أكثر من 85% من المواقع الأثرية في الضفة والقدس المحتلة، وسُجلت عشرات المناطق في «يونيسكو» على أنها تابعة للاحتلال، مقابل 3 مناطق فلسطينية.

وكشف الباحث «الإسرائيلي» غيشت أميت، في عام 2009م، عن قسم في المكتبة الوطنية «الإسرائيلية» تحت اسم «أملاك متروكة» قال: إنها تتعلق بآلاف الكتب باللغة العربية التي نُهبت من بيوت ومكتبات السكان الفلسطينيين الذين نزحوا أو رُحلوا من بيوتهم في القدس الغربية خلال النكبة، الأمر الذي ألهم المخرج «الإسرائيلي» بيني برونر لعمل فيلمه المشهور «سرقة الكتب الكبرى»!

وعلى إثر الفيلم الذي عرضه برونر، طالبت جامعة الدول العربية العالم العربي والمجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ التراث الثقافي الفلسطيني، بعد أن كشفت السرقة الضخمة التي نفذتها عصابات «الهاغانا» للمكتبات الخاصة والعامة بفلسطين إثر عدوان عام 1947 التي قدرت بـ70 ألف وثيقة وكتاب.

إلى ذلك، يتحفظ الكيان الصهيوني على أرشيف ضخم لفلسطين، وتأسست هذه العملية مع نهب الوكالة اليهودية لأرشيف الأجهزة الرسمية البريطانية، التي استعمرت فلسطين عام 1917م.

وجمعت وحدات الوكالة ملفات شاملة ومفصلة ودقيقة عن مئات القرى الفلسطينية في مطلع الثلاثينيات، تبعتها مئات آلاف الوثائق عن تفاصيل المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في كل قرية وحي ومدينة فلسطينية خلال حرب النكبة، ولم يكشف منها إلا العشرات.

وفيما يلي بعض المكتبات التي تعرضت للسرقة والنهب والتدمير منذ عام 1948 وحتى 2009م على يد الاحتلال:

- مكتبة الشيخ أسعد الشقيري في عكا.

- مكتبة الحاج راغب الخالدي في يافا.

- مكتبة الأديب عجاج نويهض في مدينة القدس.

- مكتبة خليل السكاكيني التي نقلت كاملة إلى الجامعة العبرية.

- مكتبة العلامة إسحاق موسى الحسيني التي كانت تضم زهاء 4000 كتاب ومخطوطة.

- مكتبة أديب فلسطين محمد إسعاف النشاشيبي.

- المكتبة الخليلية في القدس لمؤسسها الشيخ محمد بن محمد الخليلي التي كانت تحتوي على 7 آلاف كتاب ومخطوطة.

- مكتبة درويش عارف الدباغ (اليافي)، الذي كان يهتم بالتراث، وقدرت عدد محتوياتها في ذلك التاريخ بما يقارب 30 ألف مجلد غير مؤلفاته ومؤلفات شقيقه الشاعر إبراهيم الدباغ.

كما تمكنت قوات الاحتلال من سرقة وثائق إلكترونية مهمة من المسجد الأقصى المبارك، تخص أملاك وأوقاف القدس المحتلة وأراضيها.

وأكد رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر أن سلطات الاحتلال أقدمت على سرقة وثائق تاريخية ومهمة من أرشيف المسجد، لافتاً إلى أن تلك الوثائق تتعلق بالأوقاف الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى.

وبالتزامن مع ما تشهده غزة من حرب ومجازر، منذ 7 أكتوبر 2023م، يقوم الصهاينة بسرقة معالم فلسطينية تتصل بالمقاومة، إذ صور الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي بسماجته المعهودة فيديو يلقي فيه كلمات «دمي فلسطيني» مستبدلاً كلمة «إسرائيلي» بفلسطيني، فيما نشر بعض الصهاينة صوراً للخبز الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بتعليق «خبز أجدادنا»، مدعين أن الخبز والحمص ورد ذكرهما في التوراة.

كما حاول الاحتلال إنتاج «كوفية» جديدة سرق ملامحها من «الكوفية» الفلسطينية ولكن بألوانٍ مختلفة، وتم تصدير هذه السرقات إلى الغرب الذي تواطأ مع الاحتلال على تصديقها، من دون التمحيص في حقيقة ملكيتها.

2- سرقة الأموال والممتلكات:

لكن الأمر لم يقتصر على ذلك، فهناك أيضاً ما يمكن وصفه بالسرقة الممنهجة لأموال الغزيين، أشارت إليه صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية التي قالت: إنه منذ بداية الاجتياح البري للقطاع استولى الجيش على 5 ملايين شيكل، تم تحويلها إلى القسم المالي بوزارة الدفاع.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: إن جيش الاحتلال سرق أموالاً ومصاغاً ذهبية من قطاع غزة، قدر قيمته بنحو 25 مليون دولار، منذ 7 أكتوبر الماضي.

وذكر المكتب، في بيان، أنه رصد عشرات الإفادات التي أدلى بها سكان القطاع، حول قيام جيش وجنود الاحتلال بسرقة أموال وذهب ومصاغ قُدّرت بـ90 مليون شيكل (ما يزيد على 24 مليوناً و500 ألف دولار)، منذ 92 يوماً.

وأوضح البيان أن عمليات السرقة جاءت على أكثر من طريقة، حيث كانت الأولى على الحواجز، مثل شارع صلاح الدين، حيث سرقوا من النازحين الذين نزحوا من شمال وادي غزة نحو الجنوب حقائبهم التي تحتوي على ممتلكاتهم الثمينة كالأموال والذهب والمصاغات.

وأما الطريقة الثانية، فتمثلت وفق المكتب الحكومي، بالسطو على المنازل التي طلبوا من سكانها الخروج حيث أخذوا لهذه الجريمة صوراً تذكارية ومقاطع فيديو، نشرها بعضهم على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حدث في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.

3- سرقة الأموات:

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن جيش الاحتلال سرق قرابة 150 جثماناً من جثامين الشهداء الفلسطينيين التي دُفنت في مقبرة حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث أخرجها من القبور وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة، مما يثير الشكوك نحو جريمة أخرى وهي جريمة سرقة أعضاء الشهداء.

وأوضح الإعلام الحكومي أن الاحتلال كرر هذه الجريمة أكثر من مرة، وكان آخرها تسليم 80 جثماناً من جثامين شهداء سابقين كان قد سرقها من محافظتي غزة وشمال غزة، وعبث بها، وسلَّمها مُشوَّهة ودفنت في رفح، وقد ظهر عليها تغير في ملامح الجثامين في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء.

وفي عام 2009، كشفت وسائل إعلام عبرية، امتلاك دولة الاحتلال أكبر بنك للجلد البشري في العالم، وبعدها بسنوات ذكرت مديرة بنك الجلد «الإسرائيلي»، لـ«القناة العاشرة الإسرائيلية»، في مارس 2014م، أن احتياطي الجلود بالبنك يبلغ نحو 170 متراً مربعاً.

 

___________________

1- الدرر السنية.

2- كتاب «نظام العقوبات في الديانة اليهودية»، مجلد 1.

3- كتاب «آرام دمشق وإسرائيل في التاريخ والتاريخ التوراتي».

4- المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين.

5- وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

6- موقع «الجزيرة. نت».

7- موقع «عربي 21».

8- موقع «العربي الجديد».

9- «التلفزيون العربي».

10- وكالة «الأناضول».


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة