أنصار ترامب مقتنعون بسرقة انتخابات 2020...إلى اليوم

بعد عام ونصف عام من الفوضى التي رافقت الهجوم على الكونغرس الأمريكي، وفي وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتحقيق برلماني فيه، لا تزال نظرية الرئيس السابق دونالد ترامب عن سرقة الانتخابات الرئاسية منه، منتشرة بين العديد من أنصاره الذين ينشطون من الآن لـ "حماية" الانتخابات المقبلة.
ولم تعد الحشود تتجمع على هضبة الكابيتول للاحتجاج على نتيجة الانتخابات كما في يناير(كانون الثاني) 2021، يوم الهجوم على الكونغرس، لكن ملايين الأمريكيين لا يزالون مقتنعين بتزوير على نطاق واسع في انتخابات 2020، رغم أن السلطات نقضت هذه الادعاءات مراراً وتكراراً.
ويبقى الحديث عن مكافحة التزوير الانتخابي منتشراً على مواقع التواصل الاجتماعي، في أحاديث الأصدقاء، وفي مراكز الاقتراع.
وقال كريستوفر أرترتون الأستاذ في جامعة جورج واشنطن إن "الجمهوريين يتموضعون لممارسة نفوذ أكبر على مجرى الانتخابات وفرز الأصوات"، وأضاف "إذا كنتم مقتنعين بأن الانتخابات لم تكن نزيهة في 2020، فهذا يعطيكم حتماً حافزاً لتصبحوا موظفين انتخابيين".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، لا يزال دونالد ترامب يؤجج نظرية الانتخابات المزورة، فينشر مقاطع تندد بتزوير معمم مزعومة في انتخابات نوفمبر(تشرين الثاني) 2020، يقول إنها حتمت خسارته أمام جو بايدن.
وجاء في منشور شاركه الرئيس السابق على "تروث سوشال"، شبكة التواصل التي أنشأها بعد إقصائه من تويتر "الانتخابات سرقت، شاركوا إن كنتم موافقين"، ويردد ترامب هذه النظرية التي لم يثبتها يوماً، في كل التجمعات التي ينظمها كل أسبوعين والتي تستقطب إلى الآن آلاف الأمريكيين وسط مد من اللافتات تحمل شعار "أوقفوا السرقة" الذي رفع غداة الانتخابات الرئاسية.
وتُبث خلال هذه التجمعات مقتطفات من فيلم وثائقي بعنوان 2000 mules يدعي مستخدماً وسائل مريبة أن لديه إثبات على حصول عملية منظمة كلف خلالها أشخاص بحشو صناديق اقتراع لقاء 10 دولارات للصوت، في مجموعة من الولايات الأمريكية التي كانت حاسمة لفوز جو بايدن في 2020.
ويُعرض الفيلم الذي نقض العديد من الخبراء الوسائل المستخدمة فيه، في دور سينما عبر البلاد محققاً نجاحاً كبيراً وعائدات فاقت 1.4 مليون دولار، ما يشير إلى أن نظريات المؤامرة لا تزال رائجة بعد عام ونصف عام من الهجوم العنيف على الكابيتول.
ويتبنى جيم وود، أحد الناشطين المؤيدين لترامب، في 6 يناير(كانون الثاني) 2021 في واشنطن، بشكل كامل نظريات المؤامرة هذه، ويرى وود أن اللجنة البرلمانية التي تحقق في مسؤولية الرئيس السابق عن الهجوم تشارك في "الحملة الشعواء" التي تستهدفه، مردداً بذلك لازمة يكررها ترامب باستمرار.
ولتحويل غضبه إلى تحرك، انضم جيم وود إلى مجموعة على فيس بوك لـ"حماية" الانتخابات في ولايته نيوهامشير، وإلقاء الضوء كاملاً على التزوير المزعوم الذي تخلل الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأكد كريستوفر أرترتون أن هناك مبادرات كثيرة مماثلة في الولايات المتحدة تستهدف الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في منتصف الولاية الرئاسية، ويضيف "لا أعتقد أن ذلك سيزول قريباً".