أنفة وإباء لعمرو بن بَرَّاقة الهمداني

أنفة وإباء لعمرو بن بَرَّاقة الهمداني
(بحر الطويل).
وَكُنْتُ إذَا قَــــــــــــوْمٌ
غَزَوْني غَزَوْتُهُــــم فَهَلْ أنَا فِي ذَا يآلَ هَمْدَانَ ظَالِمُ
مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكِيَّ
وَصَـــارِماً وَأَنْـــــــــــفــاً
أبيًّا تَجْــــتَنِـــبْكَ المـــــــــــــــظَالِمُ
حول البيتين
هذان البيتان من نص شعري نسب لأكثر من
شاعر، وهما يحملان روح الفخر والشجاعة والنبل، ويعبّران عن شخصية الأبيّ الذي لا
يقبل الظلم ولا يخشى المواجهة.
معنى البيت الأول:
يعلن الشاعر مبدأه في الحياة؛ وهو رد
العدوان بمثله، فإذا تعرض للغزو أو الاعتداء من قبل قوم ما، فإنه يرد عليهم بالمثل
دون تردد.
ثم يتوجه بسؤال بلاغي إلى قومه (آل
همدان) يستفتيهم فيه: هل يعتبرونه ظالماً لقيامه بهذا الفعل؟ والسؤال يحمل في
طياته تأكيداً على عدالة موقفه، وأنه مجرد دفاع عن النفس ورد للاعتداء؛ ما يجعل
الإجابة بالنفي واضحة.
السمات:
يعكس البيت قيم الكرامة والعدالة في
الثقافة العربية الأصيلة؛ حيث إن القوة ليست للاعتداء، بل للردع ورد الحق.
معنى البيت الثاني:
يقدم الشاعر هنا وصفة للعزة ومنعة الجانب،
فهو يؤكد أن الجمع بين ثلاث صفات يكفل لصاحبه أن تتجنبه المظالم والمشكلات:
1- القلب الذكي: وهو العقل الراجح،
والفطنة، والحكمة في التصرف.
2- الصارم: السيف القاطع، رمز القوة
والاستعداد للحرب والدفاع.
3- الأنف الأبي: وهو كناية عن الكبرياء
والعزة والشرف وعدم قبول الذل أو المهانة.
السمات:
يجمع البيت بين قوة العقل وقوة الجسد
وعزة النفس، مكوناً مثلثاً للقوة الحقيقية التي تحترمها الآخرون.