الاحتلال يكثف حرب الاستيطان بالقدس.. ويعلن عن 13 ألف وحدة استيطانية

- عساف: الاحتلال يريد فصل القدس من كافة الجهات عن الضفة بالاستيطان
- دياب: مخططات الاحتلال تهدف لزيادة أعداد المستوطنين ومنع تواصل الأحياء المقدسية
- بريجية: تم فصل القدس عن بيت لحم بالاستيطان بهدف تنفيذ مخطط "القدس الكبرى"
كثف الاحتلال الصهيوني حربه الاستيطانية التهويدية التي تستهدف مدينة القدس عبر إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية بهدف فصلها عن بعضها وقطع التواصل الجغرافي بينها وبين الضفة الغربية بشكل كامل، وذلك تطبيقاً لـ"صفقة القرن" المشؤومة، وضمن خطوات الاحتلال المتسارعة لفرض سياسة الأمر الواقع القائمة على الاستيطان والتهجير وهدم المنازل الفلسطينية.
13 ألف وحدة استيطانية يعتزم الاحتلال إقامتها في القدس وأعلن عن عطاءات للبدء في تنفيذها، وذلك بهدف الاستيلاء على آلاف الدونمات الفلسطينية، واستكمال فصل القدس عن الضفة المحتلة، ومحاصرة البلدات والقرى الفلسطينية بالاستيطان الذي بات يحاصر مدينة القدس ويقطع أوصال الضفة المحتلة وذلك بدعم أمريكي كامل.
وبالتزامن مع تكثيف الاستيطان في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس ومحيها يخطط الاحتلال لتهجير 3000 فلسطيني من بادية القدس، وذلك لاستكمال تطويق القدس بالاستيطان وعزلها مدن الضفة المحتلة خاصة رام والله وبيت لحم.
حرب شرسة قبل مغادرة ترمب
وذكرت تقارير حقوقية فلسطينية شروع الاحتلال في تنفيذ مخططات استيطانية ضمت منذ بداية العام الجاري 17 ألف وحدة استيطانية، يضاف لذلك هدم العشرات من منازل الفلسطينيين الذين يواصلون صمودهم من خلال التصدي لإجراءات الاحتلال العدوانية، فيما المجتمع الدولي صامت على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.
من جانبه، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لـ"المجتمع": إن حرب الاستيطان تصاعدت بشكل مكثف وممنهح في المدينة المقدسة، حيث يستعد الاحتلال لإقامة 9 آلاف وحدة استيطانية شمال القدس وتحديداً في منطقة قلنديا بعد تجريف مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية وتدمير الأشجار والمزروعات فيها وتقدر المساحة الأولية لهذا المخطط بنحو 1200 دونم.
وكشف عساف أن الاحتلال يعتزم كذلك تنفيذ مخططين استيطانين لإقامة 3500 وحدة استيطانية على أرضي العيسوية والطور وعناتا في القدس المحتلة، وهذا المخطط الهدف منه فصل القدس نهائياً عن الضفة الغربية، وتهجير وتشريد 3000 آلاف فلسطيني يعيشون في المناطق الشرقية للقدس، أبرزها الخان الأحمر والتجمعات البدوية الفلسطينية التي تقطن بادية القدس الشرقية.
فصل القدس عن رام والله وبيت لحم
في الغضون، قال المختص في شؤون الاستيطان حسن بريجية لـ"المجتمع": إن الاحتلال بدأ في تنفيذ مخطط استيطاني ضخم يهدف لفصل بلدة بيت صفافا شرقي القدس عن مدينة بيت لحم من خلال إقامة 1257 وحدة استيطانية، وتقسيم بيت صفافا إلى عدة أجزاء من خلال شق طرق التفافية استيطانية للمستوطنين، وذلك بهدف ربط مستوطنات القدس مع بعضها، مشيراً إلى أن الاحتلال أقام أكثر من 1300 وحدة استيطانية على أراضي مدينة بيت لحم خلال الأشهر الماضية، وتوسيع 28 مستوطنة من خلال الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي وربط هذه المستوطنات مع بعضها بطرق التفافية يتم شقها من قلب البلدات والقرى الواقعة في محيط مدينة بيت لحم، وذلك تنفيذاً لمخطط لقدس الكبرى الذي يهدف للسيطرة على مساحة 10% من مساحة الضفة الغربية.
من جانبه، قال الخبير في مجال الاستيطان جمال جمعة لـ"المجتمع": إن الاحتلال يسابق الزمن لإقامة 13 ألف وحدة استيطانية في القدس، منها 9000 وحدة استيطانية في شمال المدينة في منطقة قلنديا، وقد تم وضع المخططات لها و1530 وحدة استيطانية على أراضي مخيم شعفاط، وإقامة المئات من الوحدات الاستيطانية في أحياء الشيخ جراح ورأس العامود وبيت حنينا، إضافة إلى مخطط تهويدي آخر لإقامة منطقة صناعية على أنقاض المنشآت والمنازل الفلسطينية في حي الشيخ جراح ومنطقة وادي الجوز.
زيادة عدد المستوطنين
في السياق، قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو ذياب لـ"المجتمع": إن الاحتلال يريد إنهاء قضية القدس وزرع الأرض بالمستوطنات، حتى لا تبقى أي أرض يمكن التفاوض عليها مستقبلاً، وهذه الهستيريا ببناء المستوطنات وإحلال مستوطنين هي لإيجاد خلل بالتوازن السكاني لصالح المستوطنين، وأن تكون لهم الغلبة وتحجيم وتقليل النسبة من السكان العرب، ومحاصرة الأحياء العربية وإحاطتها بالمستوطنات وجعلها جزراً لا يمكنها التمدد والتطور أو الانتفاع بالأراضي العربية وزيادة الضائقة السكنية حتى لا يتمكن أهل القدس من البناء، وبذلك البحث عن أماكن خارجها للسكن وخاصة الأزواج الشابة وتفريغها، وقطع التواصل بينها وبين المدن الفلسطينية.
وأشار أبو ذياب إلى أن سلطات الاحتلال تعمل على فرض وقائع جديدة على الأرض وترسيخ سيطرتها عليها، مستغلة وجود إدارة أمريكية داعمة لسياساتها المخالفة للقانون الدولي، وانشغال العالم بالأوبئة وجائحة كورونا، وتسابق الزمن لتغيير الوجه الجغرافي والديموغرافي على الأرض لقطع الطريق مستقبلاً لتكون القدس جزءاً من الدولة الفلسطينية، ويصبح أهل القدس أقلية يحاول الاحتلال صهرهم وتقليل مقاومة الاحتلال أو الاعتراض على مشاريعه التهويدية، ولكن هذا لن يحدث في ظل مقاومة وصمود أهالي القدس في الدفاع عن أرضهم.