التكريم.. حين يكون رسالة إيمان وأمل وإرادة

في لحظةٍ خالدة،
امتزج فيها الوفاء بالعرفان، تقدّمت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي بخالص
الشكر والتقدير لمعالي وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د. أمثال
الحويلة، على رعايتها الكريمة لتكريم أوائل الثانوية العامة من أبنائنا وبناتنا من
ذوي الإعاقة، حيث إنها مبادرة وطنية مباركة لا تمثل فقط دعمًا ماديًا أو معنويًا،
بل تعكس عمق الإيمان بأن لكل إنسان طاقة يجب أن تُكتشف، وقدرة ينبغي أن تُحتفى
بها.
الإعاقة ليست في
الجسد، بل في اليأس، والعجز الحقيقي هو غياب الطموح، وهذا ما أثبته لنا هؤلاء
المتفوقون حين أضاؤوا طريقهم بالاجتهاد، وصعدوا سُلم النجاح رغم التحديات، فأصبحوا
بفضل الله ثم بعزيمتهم، قدوةً لأقرانهم، وبُشرى لأسرهم، ونقطة نور في مجتمعنا.
في نماء
الخيرية، نؤمن أن التمكين ليس منّة، بل رسالة شرعية وإنسانية، والرسول الكريم صلى
الله عليه وسلم لم ينظر يومًا إلى الجسد، بل إلى العمل، ولم يُثنِ على القوي
ببدنه، بل على القوي بإيمانه وصبره، وهكذا ننظر إلى ذوي الإعاقة، لا بعين الشفقة،
بل بعين الاحترام والتقدير، لأنهم حملوا همَّ العلم، وصبروا، وثابروا، وبلغوا
المراتب.
وقد كان تكريمهم
بالنسبة لنا في نماء الخيرية موقفًا إيمانيًا قبل أن يكون إعلاميًا، رأينا في
وجوههم النور، وفي كلماتهم العزم، وفي إنجازهم نعمة تستحق الشكر، هؤلاء هم الأبطال
الحقيقيون الذين جسّدوا معنى قول الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {5} إِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح).
وهذه المبادرة
المباركة، برعاية وزيرة الشؤون، ليست مجرد احتفال، وإنما إعلان صريح بأن الدولة
بكل مؤسساتها تحتضن أبناءها دون تفرقة، وترى في ذوي الإعاقة طاقة إنتاجية لا ينبغي
أن تُهدر، بل تُنمّى وتُكرّم، وهذا هو الفقه الحقيقي للتمكين؛ أن نتيح الفرص،
ونمهد السبل، ونقف داعمين لا متفرجين.
أما أسر هؤلاء
الطلاب، فلكم منا في نماء الخيرية تحية دعاء وتقدير، أنتم من وقفتم في صمت،
وربّيتم في صبر، وساندتم دون ملل، وأنتم جزء أصيل من كل تفوق تحقق، وكل مجد كُتب،
فبوركت جهودكم، وزادكم الله قوةً وعطاء.
إننا في نماء لا
نرى هذا الدعم نهاية الطريق، بل بداية لمسيرة أعمق وأوسع بإذن الله، نستكمل فيها
دعم ذوي الهمم في التعليم، والعمل، والتأهيل، والدمج المجتمعي، إيمانًا بأنهم لبنة
رئيسة في بناء وطننا.
واسمحوا لي أن
أقولها من القلب: ذوو الإعاقة ليسوا فئة تحتاج رأفتنا، بل طاقة تحتاج ثقتنا،
وليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، سنبقى بجانبهم، نفتح لهم الأبواب، ونحتفل
بإنجازاتهم، ونحملهم معنا نحو مجتمع عادل يُعلي من قيمة الإنسان، ويؤمن بأن التفوق
لا يُقاس بخطوات الأقدام، بل بخطى العزيمة والإيمان.
نسأل الله
لأبنائنا المتفوقين مستقبلًا مشرقًا، وأن يجعلهم منارات هدى وعلم، ويبارك في علمهم
وعملهم، ونعدهم أن نماء الخيرية ستكون دائمًا معهم، وبهم، ولأجلهم.