الحياة الزوجية ليست ساحة صراع

الحياة الزوجية في الإسلام ليست صفقة مصالح، ولا ساحة صراع بين طرفين متنازعين، بل هي رابطة مقدسة، وصفها الله في كتابه بأنها «ميثاق غليظ»، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم: 21).

لقد قابلت في حياتي رجالًا يتصورون أن الزواج هو امتلاك، وأن قوامتهم تعني السيطرة الكاملة، وأن الطاعة الزوجية تعني السمع المطلق، في حين أن هذه القوامة التي منحها الله للرجل مشروطة بالمسؤولية والرعاية، لا بالقهر والاستعلاء.

المرأة شريكة حياة، وليست خادمة في البيت، وهي عون وسند، لا تابع مهمل، والغريب أن بعض الأزواج حين تذكره بحقوق زوجته، أو بدورها في القرار الأسري، يثور كما لو أنك تنتزع منه سلطانًا! وهذا خلل في الفهم، وتشويه في التطبيق.

الزواج الذي لا يقوم على الرحمة، يُختنق سريعًا، حين يُعلّق كل طرف مشنقة النقد فوق عنق الآخر، وحين تصبح الحياة قائمة على: «أنا قلت»، و«أنت قلتِ»، دون تفهّم أو مروءة، فإن السعادة تهرب من البيت كما يهرب النور من غرفة مغلقة.


10 نصائح تكسبين بها قلب زوجك |  Mugtama
10 نصائح تكسبين بها قلب زوجك | Mugtama
هذه السطور، تقدم لكل زوجة، 10 نصائح تمكنها من كسب ‏قلب وعقل الزوج
mugtama.com
×


وقد عجبت لمن يرى أن حسن المعاملة مع الزوجة تفضل وزيادة، وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».

وكان عليه الصلاة والسلام يلاطف زوجاته، ويساعد في أعمال البيت، ويستمع إليهن بكل رحابة صدر.

ما المشكلة أن تعتذر لزوجتك إن أخطأت؟ أو تصغي لها حين تضيق؟ أو تضحك معها وتمازحها؟ ما العيب في أن تقول لها: «أحبك في الله»؟

هذه ليست تنازلات، بل هي عبادة وسُنّة، وربما بكلمة طيبة تُكتب لك حسنة أعظم من قيام الليل!

ويا عجبًا ممن يُنكر هذه المعاني، ثم يشكو برود الحياة الزوجية وانطفاء الحب، كيف يُثمر الحب في أرض قاحلة؟ كيف يبقى بين قلبين لا يرحمان بعضهما؟

الزواج سكينة، أي طمأنينة، ومتى فقد البيت هذه الطمأنينة، تحوّل إلى جحيم صامت.

لا صراخ فيه.. لكن أيضًا لا حياة.


لكل زوجة.. 5 نصائح تمنحك الزينة والجمال |  Mugtama
لكل زوجة.. 5 نصائح تمنحك الزينة والجمال | Mugtama
قد يدفع نمط الحياة المادية، والشره الاستهلاكي، وصي...
www.mugtama.com
×


وإنني أدعو كل زوج وزوجة أن يُجددوا نيتهم في الزواج، لا كعقد مدني، بل كطريق إلى الجنة.

أن يروا في بيتهم «عبادة»، وفي صبرهم «جهادًا»، وفي عفوهم «كرمًا»، وفي تضحيتهم «صدقة».

لا بد أن ننتقل من مفهوم الحقوق إلى مفهوم «الفضل»، ومن لغة «ما لي وما عليك» إلى «ما لنا سويًا».

فهذا هو الزواج في الإسلام.. شراكة ومسؤولية، لا معركة ومزايدة.





_________________________

المصدر: كتاب «قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة»، دار الشروق، ط 1990.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة