الخير.. في عمل الخير

العمل الخيري في جميع أشكاله وأساليبه لا
بد أن يقوم على الأصول والمبادئ السليمة والشرعية الموافقة لمعنى الخيرية وذلك في
كل الأديان والثقافات والأمم، لأن مفهوم الخير يحوي العدل والإصلاح والتنمية
والتعاون والشعور بأحوال البشر وغيرها من المفاهيم الحميدة، وعليه يلتزم أهل الخير
بإخلاص النية في عملهم ودعمهم بما يحقق استكماله على أحسن ما يكون ويحقق أهدافه
السامية.
من الملاحظ أن هناك من يستخدم العمل
الخيري لتحقيق مصالح شخصية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر؛ لذا نراه في بعض الأحيان
يمسي معارضاً ويصبح من رواد الخير، قليلاً ما يتبرع به، وضعيفاً ما يشارك به، لكنه
يعمل ليكون رمزاً معروفاً وشخصية بارزة في المجتمع، فيحرص على أن يكون دوره في عمل
الخير هدفا للبروز الاجتماعي والسياسي.. وهذه طامة كبرى.
الله عز وجل يبارك في عمل الخير والجهود
الإنسانية من حيث لا يعلم العاملون بها، والأحداث كثيرة وعجيبة في هذا المضمار،
يأتي أحدهم مع مجموعة من المخلصين الذين وهبوا جهدهم ومالهم ووقتهم لله في بناء
مركز إسلامي في إحدى الدول يستفيد منه المسلمون وأبناؤهم في العلم والعبادة
والتربية، ويكلف هذا الصرح أكثر من 20 مليون يورو؛ ما يعادل 7 ملايين دينار.
يتعجب السامع كيف يتم جمع هذه الأموال؟!
لكنهم أخلصوا ونووا وتوكلوا فبارك الله بجهدهم وأعطاهم ما يتمنون، وما هي إلا
سنوات قلائل حتى قام هذا الصرح فأصبح واحة إسلامية يرتادها المسلمون طوال الليل
والنهار، يأوي إليه المسلمون ويعلمهم أمور دينهم ويربي أجيالهم بعد ضياعهم في
دهاليز الثقافة الغربية دون مرجعية تحميهم من ضياع دينهم وأخلاقهم.
إن عمل الخير يحتاج الى مخلصين وعاملين يسخّرون كل طاقاتهم وأموالهم في هذا العمل المبارك، والأجر في ذلك مضاعف ومقبول بإذن الله تعالى.
_________________
المصدر: «الأنباء».