السنوار.. والحرية الحمراء!

سيف باكير

27 يناير 2025

7130

وللحرية الحمراء بابٌ           بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقّ

بهذه الكلمات من قصيدة «نكبة دمشق»، أطلق الشاعر المصري أحمد شوقي في عام 1926م صرخة أدبية مدوية ضد القصف الفرنسي الوحشي على سورية، كلمات خالدة أصبحت رمزًا عالميًا لمقاومة المحتل والسعي نحو الحرية.

 

السنوار على خط المواجهة

في مشهد نادر بثته قناة «الجزيرة» عبر برنامج «ما خفي أعظم»، ظهر القائد الفلسطيني يحيى السنوار، قائد «طوفان الأقصى»، في الصفوف الأمامية للقتال وسط معركة ضارية ضد الاحتلال في قطاع غزة، كان السنوار مرتديًا بذته العسكرية، متكئًا على عصاه، يجوب بين المقاتلين في مشهد يجسد صمودًا وإرادة لا تنكسر.

 

في لحظة تاريخية وثقتها الكاميرات، ألقى السنوار أبيات شوقي الشهيرة، بينما كان يتنقل بين المقاومين، مانحًا إياهم شحنة من الأمل والعزيمة وسط القصف والدمار، كان ينظر إلى الأفق بثقة، وكأنه يقول: إن النضال الفلسطيني مستمر، وإن الطريق نحو الحرية لا يُعبَّد إلا بالتضحيات والدماء.

وفي مشهد آخر، ظهر السنوار يتابع تطورات المعركة من موقع إستراتيجي على خطوط المواجهة، كان يراقب عن كثب استهداف آلية عسكرية صهيونية وإعطابها، مشرفًا على رسم الإستراتيجيات العسكرية جنبًا إلى جنب مع الشهيد محمود حمدان، قائد كتيبة تل السلطان في رفح، الذي استشهد معه في ذات العملية.

تفاعل واسع

الفيديو الذي أظهر السنوار يلقي أبيات أحمد شوقي في قلب المعركة لاقى انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، اعتبره المغردون الفلسطينيون والعرب تجسيدًا حيًا للمقاومة الفلسطينية المتجددة، ورمزًا يعكس أن الحرية تُنزع ولا تُمنح، وأنها تأتي فقط بتضحيات الأبطال.

وكتب الناشط الفلسطيني خالد صافي: نعيد كتابة التاريخ، ونسطّر في أبهى صفحاته عناوين المجد بأبطال قلما يجود الزمان بمثلهم، هنا في غزة، يعيد السنوار تعريف البطولة، كيما نُلهم الشعوب معنى الحرية، حين ننالها، ننالها باستحقاق التاريخ وبعظمة الكفاح وأمجاد الرجال.

 

وفي تعليق آخر، قال المفكر الموريتاني د. محمد المختار الشنقيطي: هذا البيت الشعري من القصيدة الدمشقية الشهيرة، بقلم الشاعر المصري أحمد شوقي، بحنجرة أسد الله الفلسطيني السنوار وهو يقود المعارك بين الأنقاض، يختصر أبعاد الزمان والمكان، ويبرهن على أن دمنا واحد ومصيرنا واحد.

أما الإعلامي أيمن عزام، المذيع بقناة «الجزيرة»، فقال: حين يحيي ويجدد أمير ميادين النضال يحيى السنوار أبيات أمير ميادين الشعر أحمد شوقي «وللحرية الحمراء بابٌ.. بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقّ»، فهو يؤكد أن المقاومة الفلسطينية ليست فقط بندقية، بل هي أيضًا فكرة وشعور وإرادة تمتد عبر الأجيال.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة