العمل الخيري منارة ستعود
يعتبر العمل الخيري الكويتي البوابة المشرقة للكويت على مدى التاريخ، فيُذكر رجال الخير الكويتيون أمثال يوسف الصبيح، ويوسف البدر، وابن إبراهيم، وعبداللطيف العتيقي عام 1867م، عندما استقبلوا من قدم إلى الكويت وأجزلوا لهم العطاء، وبعد ذلك تم إنشاء أول جمعية خيرية عام 1913م عندما قام الشاب فهد فرحان الخالد بإنشاء الجمعية الخيرية، التي تعتبر الأولى في تنظيم العمل الخيري الذي لم يتوقف.
وفي عام 1990م عندما وقع الغزو العراقي الغاشم على كويتنا الحبيبة، عندها توقف العمل الخيري الكويتي مؤقتاً لأصقاع العالم، وشعر الناس المحتاجون أن الكويتيين في ذلك الوقت يحتاجون النصرة، وقد كانت هذه النصرة كما يروي رواد الخير منهم الشيخ د. عبدالرحمن السميط بأن جموع المسلمين في أفريقيا كانوا يجتمعون ويدعون للكويت بالعودة، وأنها كانت صاحبة الفضل، وكنت متأكداً أن من أسباب عودة الكويت إلى حضن أهلها هو العمل الخيري واستمراره حتى بعد الغزو العراقي الغاشم بفترة بسيطة.
كلنا نذكر المؤتمرات الدولية التي أقامتها دولة الكويت لنصرة المظلومين منذ الحروب العربية مع الصهاينة ودعم القضية الفلسطينية الذي لم يتوقف يوماً، ولا القضية السورية إبان ثورتها.
ولو أردنا أن نعدد ما استطعنا، وهذا نعتبره نحن الكويتيين واجباً علينا وفرصة أتاحها الله لنا لكي نتقرب إليه تعالى بهذا العمل، فهو الرزاق والمعطي، ونحن نمتثل لقوله تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {261} الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة).
وبفضل الله تعالى، فقد شهد القاصي والداني بالعمل الخيري الكويتي الذي يقوم على أعلى درجات الشفافية، ويقوم عليه شباب محترفون في العمل الخيري، أمثال سعد العتيبي، رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، المدير التنفيذي لنماء الخيرية، وعبدالله عبدالرحمن السميط، رئيس جمعية العون المباشر، والمستشار عبدالله المعتوق، رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ونبيل العون، مدير جمعية السلام.. وغيرهم كثر، بل وصلنا إلى الجمعيات التخصصية مثل صندوق إعانة المرضى ورئيسها د. محمد الشرهان، وجمعية الرحمة العالمية ورئيسها هشام العومي.
إن هذه الجمعيات جزء يسير من الجمعيات الخيرية الكويتية التي لم تصدر منها أي شائبة بخصوص دعم الإرهاب بشهادة الأمم المتحدة والحكومات الغربية.
كلنا مع تنظيم العمل الخيري وصدور قانون خاص له ينظم هذا العمل، ولكن يجب أن ينظم قانون العمل الخيري أثناء عمل هذه الجمعيات التي هي منارة الكويت ورئتها إلى العالم، فالكويت هي الهواء الذي يتنفس منه كل محتاج، وكل إنسان بلا مأوى؛ ولذلك أدعو وزارة الشؤون إلى العودة الفورية للعمل الخيري الذي هو أساساً تحت مظلتها داخلياً، وتحت مظلة وزارة الخارجية خارجياً.
نحن نشاهد ما يحدث في غزة من تجويع وحصار
هو الأعنف على مدى التاريخ الحديث، فلا يعقل أن نرى ما يحدث في غزة ونحن صامتون،
فوالله إن لم نتحرك فكلنا آثمون، وكلنا شركاء بهذه الجريمة، وكل يجود بما يستطيع،
وأدعو وزارات الشؤون والخارجية والإعلام إلى تنظيم أسبوع تضامني منه يوم في «تلفزيون
الكويت» و«الإذاعة» وكل وسائل التواصل لدعم غزة وجمع التبرعات؛ لنعود كما كنا قادة
العالم في عمل الخير، فهذا الخير هو الحافظ بعد الله تعالى.
تابعنا
