الغفلة

خالد الملا

03 أغسطس 2025

839

تأمل أخي الحبيب بقول الله تعالى  على لسان سيدنا سليمان عليه السلام } إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ{ هكذا اعتذر نبيّ الله سليمان حين ترك  الذكر لدقائق معدودة فكيف بنا ونحن نضيِّع الساعات بل الأيام في هذه الدنيا لهوًا ولعبا وتساهلًا فكيف نعتذر؟

وبأيّ وجهٍ نلقى ربنا إن كنّا في غفلة؟

وهل هذه المشاغل أثمن من ذكر الله وطاعاته والعمل الصالح ؟

وورد في الحديث الشريف: "مَثَلُ الذي يذكر ربَّه، والذي لا يذكر ربَّه، مَثَلُ الحي والميت". - أخرجه البخاري ومسلم

فـ "المؤمن كيِّسٌ فطن " وعلينا أن نفيق من الغفلة ونقبل على الطاعة وأقلها أن الله يسّر لنا النية الصالحة التي تسبق أعمالنا في سكناتنا وخلجاتنا وحركاتنا فتكون حياتنا ومماتنا لله

قال ﷺ  " إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت " -رواه الترمذي-

قال الغزالي رحمه الله في (الإحياء):  ] إن الله سبحانه إذا أحب عبداً استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيئ الأعمال ليكون ذلك أوجع في عقابه وأشد لمقته لحرمانه بركة الوقت وانتهاكه حرمة الوقت. [

والفرص لا تدوم ولكن التائبين يُدركون ما بقي، ويصنعون منه بدايةً تعوض ما مضى.

ومما قرأته فأعجبني ..

"السعادة ليست حلما و لا وهما

بل هي تفاؤل و حسن ظن بالله

و صبر بغير استعجال و ثق دائما بأن اليد الممتدة إلى الله لا تعود فارغة أبدًا"

فانظر لكرم الله تعالى سبحانه فما علينا إلا أن نسعى

والحذر … الحذر :

قال الله تعالى: ﴿لِيَسْألَ الصّادِقِينَ عَن صِدْقِهمْ﴾

.. يسأل الصادقين .. فما بالك بالكاذبين .. فالحذر الحذر يا رعاك الله .. فأعمالنا مرصودة ولن يظلمنا ربّنا سبحانه

قال تعالى: .. ﴿وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَاهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا

قال رسول الله ﷺ : "من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر". -متفق عليه-

يعني أن من يجتهد في التحلي بالصبر ويتكلفه، فإن الله سيعينه ويوفقه ويثبته عليه

فاجتهد أخي في الله فليس لنا عذر ، وما عند الله من زاد، لا ينفد مهما جاد منه على العباد!

وما أجمل ما قاله الشاعر عبدالرحمن العشماوي :

سعيتُ نحوك ياربي, ولي أملٌ

‏والسعيُ في طاعة الرحمن مشكورُ

......

‏مني اجتهادٌ وسعيٌ في مناكبها

‏ومنك ياربّ توفيقٌ وتيسيرُ

🤲فاللهم تقبّل منا أعمالنا وتجاوز عن سيئاتنا وتوفَّنا مع الأبرار يا عزيز يا غفّار

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة