الفن.. وهدم القيم!
الأعمال الفنية
باتت من الوسائل الخبيثة المعتمدة لهدم الثوابت والقيم، وتوظف لتشويه صورة الرموز
والقدوات في المجتمع، وخطورتها تكمن في أن المضامين التي تحملها تتسرب إلى العقل
اللاواعي للمتابعين، ومع الوقت تترك أثرها على قناعاتهم وتوجهاتهم، وتجعلهم يتبنون
قيمًا غير تلك القيم التي تربوا أو نشؤوا عليها، ويمارسون سلوكيات كانوا ينفرون
ويشمئزون منها في السابق.
هدم
الثوابت والقيم
هدم المجتمعات والدول يتم من خلال هدم الثوابت والقيم التي يحملها أفراد المجتمع، وذلك الهدم يتم من خلال تشويه الرموز التي تتمثلها في المجتمع، فقيمة العلم يتم هدمها من خلال تشويه صورة المعلم والاستهزاء به، وتشويه صورة العالم والسخرية منه وإظهاره في صورة أقرب لصورة المجنون، فهو غير مبال بهندامه، وغالباً ما يكون أصلع أو شعره منكوشاً، ويهذي بكلمات لا يفهمها أحد، والخلفية هي أصوات انفجارات تخرج من المختبر!
وهدم القيم
الدينية يتم من خلال الاستهزاء بالمشايخ والدعاة والشعائر والمظاهر الدينية، ويظهر
رجل الدين دائمًا بمظهر المتشدد والمنافق الذي تخالف أفعاله أقواله، والذي لا
يتورع عن تعاطي المحرمات.
وهدم اللغة
العربية الفصحى يتم من خلال التندر على من يتحدثون بها، واستخدام مفردات وأسلوب
لغوي حجري في الحوار بين الشخصيات، لا صلة له بالواقع أو حتى بالماضي.
الأدوار
المشبوهة
ارتبط سجل
الكثير من الفنانين والفنانات بالأدوار المشبوهة التي تهدم قيم المجتمع، وتفسد
الأذواق والضمائر، وتشجع على الإسفاف والرذيلة، وهؤلاء يحظون باهتمام كبير ودعم
مادي ومعنوي من السلطة ويكرمون في المهرجانات، وتُعرض أعمالهم مئات المرات على
القنوات الرسمية والخاصة، وبخاصة في الأعياد والمناسبات، لكي يشاهدها الملايين في
العالم العربي.
ومن الأدوار
المشبوهة في الأعمال الفنية الأدوار التي تتضمن الإساءة للمتدينين والملتزمين
وإظهارهم بمظهر التشدد والعنف والقسوة، وهو ما خلق صورة نمطية بغيضة للشيوخ
والمتدينين بشكل عام، ومحاولة الربط بين تلك الممارسات والإسلام، وكأن الإسلام
وحده هو دين التشدد والعنف!
ومعظم الأعمال
الفنية سواء كانت أفلامًا أم مسرحيات ومسلسلات لا تخلو من الإسفاف والترويج للفجور
والفاحشة والخيانة الزوجية من خلال القبلات والأحضان والمشاهد والإيحاءات الجنسية.
الفن
والسلطة
مشاهير الفنانين
في العالم العربي يُعدون رموزًا من رموز السلطة والدكتاتورية، ويمثلون الوجه الفني
للسلطات المستبدة، وهؤلاء يسمح له بانتقاد الحكومة في أفلامهم ومسرحياتهم، والهدف
من ذلك إظهار أن هناك أصواتًا معارضة للسلطة، وهي وإن كانت معارضة خفيفة لطيفة،
ولكنها تخفف إلى حد ما من غضب واحتقان الجماهير، وتلهيها عن التفكير في مشكلاتها
التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
تخليد
ذكرى الفنانين
بعد موت الفنان
المشهور، يتم تشييعه كبطل قومي، وتخلد ذكراه بتسمية أحد الشوارع الرئيسة باسمه،
وربما تذهب السلطة أبعد من ذلك بكثير، فهو وجه من وجوه السلطة وأحد ممثليها.
والكثير من
الفنانين والفنانات نالوا شهرة واسعة، وجمعوا من المال الكثير، وحظوا باهتمام
ومكانة شعبية ورسمية كبيرة لم ينلها أحد من كبار الأدباء أو المفكرين أو العلماء،
وذلك على الرغم من أنهم لم يقدموا فنًا هادفًا، ولم يتركوا نجومًا بعدهم، ولم
يناصروا أي قضية عادلة، ولم يتبرعوا ولو بجنيه واحد لأعمال الخير على عكس ما يفعله
مشاهير الفنانين في العالم الذين يناصرون القضايا العادلة، ويتبرعون بسخاء للأعمال
الخيرية حول العالم.
والاحتفاء
بالفنانين والفنانات، والاحتفال بالذكرى السنوية لمولدهم ورحيلهم، على الرغم من
التفاهة والسطحية والعفن الفني الذي يقدمونه للجماهير، تحمل رسالة سلبية للشباب
والفتيات وتشجعهم على أن يحذوا حذوهم، ليكونوا من أصحاب الشهرة والنفوذ والمال،
وتحتفي بهم السلطة، وتكرمهم أحياء وأمواتًا!