قراءة في سلسلة المشروع الحضاري الإسلامي للدكتور عطية عدلان..
الكتاب الثالث «المفاهيم المئة المتعلقة بالمشروع الإسلامي»

في الحلقتين
السابقتين تحدثنا عن كتابين؛ الأول: «القيم الحاكمة للمشروع الحضاري الإسلامي»،
والثاني: «منطلقات المشروع الإسلامي»، وكلاهما ضمن سلسلة قام بتأليفها د. عطية
عدلان تضع أطرًا عامة للمشروع الحضاري الإسلامي الذي يراد من الأمة القيام به في
هذه الظروف التي تمر بها حركتها للإسلام.
أهمية
ضبط المفاهيم للمشروع الإسلامي
وكتابنا في هذه
الحلقة بعنوان «المفاهيم المئة المتعلقة بالمشروع الإسلامي» للدكتور عطية عدلان،
كما هي السلسلة كلها، الذي صدر عن دار الأصول العلمية بإسطنبول، الطبعة الأولى
2025م، وجاء في 222 صفحة.
ويُسوّغ المؤلف
وضع هذا الكتاب بالقول: إنه لكي يتحقق هذا باستقامة واعتدال لا بد من توافر جملة
من عوامل النجاح، من أهم هذه العوامل إبراز وتصحيح وضبط المفاهيم العامّة والمهمة،
التي لها صلة بالشرع، أو بالواقع الذي يتحرك فيه الشرع، التي تتصل بالمشروع
الإسلاميّ؛ فتؤثر فيه بالإيجاب إذا كانت صحيحة ومنضبطة أو بالسلب إذا كانت معلولة
أو ملتبسة، هذه المفاهيم -التي تتوزع إلى شرعية وأخرى واقعية- منها ما يقع في
دائرة العقيدة ومنها ما يقع في دائرة الأحكام، ومنها ما يسكن مناطق السياسة
والاقتصاد والاجتماع، وغير ذلك.
هناك جملة من
المفاهيم العامة المفصلية؛ تضبط التفكير وتحفظ المسيرة من الانحراف، بعضها في
ميدان العقيدة، وبعضها في ميادين الشريعة والأحكام، وبعضها في ميدان فهم الواقع،
وبعضها يتعلق بقوانين الحياة وسنن العمران البشريّ، هي كالقواعد الفقهية ولكنّها
ليست منها، وإنّما تشبهها في كونها كلية تؤثر في كثير من المفاهيم والمواقف، لابد
من الوقوف عندها في سياق إدارة معركة الوعي، لابد من دراستها في إطار الإعداد
للمشروع الحضاريّ الإسلاميّ، وقد تناول الكتاب مئة مفهوم، ولكن دون ادعاء حصر، ولا
افتراض الصحة المطلقة، إنْ هو إلا اجتهاد يبنى عليه.
ما ينقص الحركة الإسلامية
مساحة
المفاهيم وخارطتها
يبين المؤلف أن
هذه المفاهيم ليست قاصرة على المصطلحات، وإن كانت المصطلحاتُ ذاتُ الصلة بالمشروع
الإسلاميّ داخلةً فيها، وليست محصورة في الشرعيات، وإن كانت المفاهيم الشرعية
غالبة عليها، وليست من قبيل العلوم وإن كانت العلوم أصلًا لها، ولا من قبيل
الدراسات وإن كانت الدراسات طريقًا للوصول إليها، إنها فقط المفاهيم، إنّها
المفاهيم وحسب، والمفاهيم هي المعقولات التي يتصورها العقل، والفهم هو تَصَوُّرُ
المَعْنَى من اللَّفْظِ، فالمفاهيم جمع مفهوم، والمفهوم هو المعنى الْمُتصَوَّر
ذهنيًّا ونفسيًّا أخذًا من اللفظ.
ويقرر المؤلف
أنه مما لا ريب فيه أنّ الناس يختلفون في فهمهم للشيء الواحد وللخطاب الواحد، ومن
هنا تختلف المفاهيم وتتباين تباينًا شديدًا، فمفاهيم أهل الإيمان عن الله تعالى
وعن الكون والحياة تختلف عن مفاهيم أهل الكفر أو الشرك أو البدعة، وكذلك المفاهيم
التي تتعلق بالشرائع والأحكام وسنن الحياة، والمفاهيم التي لها صلة بالواقع
وبمجريات الأحداث وبالسنن الإلهية التي تحكم حياة الناس، وهكذا؛ فهناك إذن مفاهيم
صحيحة منضبطة، وأخرى سقيمة ومضطربة، وسبب هذا الاختلاف والتباين اختلاف المنابع
والمشارب، واختلاف العقول والفطر، واختلاف الثقافات الموروثة، إضافة إلى ما قد
يغلف القلوب من الأهواء أو خوارم الاستقامة، ومن هنا وجب البيان للمفاهيم، وإقرار
الصحيح منها وتزييف المنحرف.
المفاهيم
المائة
ذكر د. عدلان
مفاهيمَ مائة، رآها تتعلق بالمشروع الإسلامي، وتؤطر جوانبه من الناحية
المفايهيمية، تلك المفاهيم التي يجب أن يعيها كل من أراد العمل لمشروع إسلامي
حقيقي، وهذه المفاهيم هي:
1- الإيمان
بالغيب ركيزة عقدية وقيمية وحضارية كبرى.
2- القبول وعدم
الردّ شرط لسلامة الإيمان.
3- جوهر الإسلام
الاستسلام والانقياد لله.
4- الإسلام
علانية والإيمان في القلب وبينهما اتصال وثيق.
5- يدخل المرء
الإسلام بالشهادتين ولا يخرج منه إلا بارتكاب ناقض من نواقضه.
6- التوحيد أول
واجب على العبيد، وهو قيمة حضارية راقية.
7- تعلم أدلة
الإيمان واجب، ولكنه ليس شرطًا لصحته.
8- الربوبية
مراتب، ربوبية الخلق والإنعام، وربوبية الملكية والهيمنة وربوبية الملك والسيادة.
9- يترتب
الإيمان بألوهية الله على الإيمان بربوبيته ترتيبًا طبيعيًّا ودلاليَّا.
10- العبادة اسم
جامع لكل ما يرضاه الله من الأعمال الظاهرة والباطنة.
11- منهج المسلم
في إيمانه بأسماء الله وصفاته: إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل.
12- لله تسعة
وتسعون اسمًا يجب على المسلم الإيمان به إجمالًا وبما علمه منها تفصيلًا.
13- الإيمان
بالقضاء والقدر ركن من أركان الدين، والتعمق فيه ليس سبيل المؤمنين.
14- لا يجوز
تكفير المسلم ولا الشهادة بالإسلام لكافر.
15- يجب الإيمان
برسل الله جميعًا بلا تفريق.
16- اليقين
بالآخرة طاقة دافعة للخير والصلاح.
17- المعلوم
بالضرورة هو ما أجمعت عليه الأمة ونقل بالتواتر واستوى في العلم به العامّة
والخاصة.
18- المعلوم
بالضرورة كثير ومنتشر في العقيدة والشريعة، كربوبية الله وألوهيته واتصافه بالكمال
والجلال، ووجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، وحرمة الزنا والقتل والخمر والميسر،
وأنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء ورسول الله إلى جميع الناس، وغير
ذلك.
19- الكتاب والسُّنة
هما مرجعية هذه الأمة.
20- لا يمكن أن
يتعارض صحيح المنقول مع صريح المعقول.
21- الأصل أنّ
الرسول قدوة للمؤمنين في جميع أقواله وأفعاله؛ وتقسيم السن إلى تشريعية وغير
تشريعية قول محدث مردود.
22- سنة الخلفاء
الراشدين حجة في السياسة الشرعية ونظام الحكم.
23- يجب التسليم
للوحي في كل ما هو من قبيل الغيبيات أو السمعيات.
24- يجب ردّ
المتشابه في القرآن إلى المحكم.
25- المسلمون
متعبدون بالأحكام، والمقاصد ثمرتها، ولا يغني أحدهما عن الآخر.
26- لا مشاحة في
الاصطلاح بشرط أن يكون المصطلح منتزعًا من البيئة الثقافية للمسلمين.
27- قاعدة: «لا
ينكر اختلاف الأحكام باختلاف الأزمان» مجال عملها الأحكام المنوطة بالمصالح
والعوائد.
28- لا مجال في
الإسلام لتعارض المصالح والمبادئ؛ لأنّ المصالح المعتبرة لا يتصور تعارضها مع
المبادئ.
29- وضع الله
لتنظيم العمران البشريّ سننًا ونواميس؛ يجب معرفتها ومراعاتها عند تقدير المواقف.
30- جوهر
الجاهلية: قيام الحياة على أساس من رفض سلطان الله على عباده.
31- الولاء
للمؤمنين والعداء للكافرين المحاربين من صلب الدين.
32- المفاصلة مع
الجاهلية منهج الحنفاء.
33- الجهاد ذروة
سنام الإسلام.
34- المقصد من
الجهاد إماطة الفتنة المتمثلة في سيادة شرائع وقوى الجاهلية؛ لتكون كلمة الله هي
العليا.
35- جهاد الدفع
فرض عين وجهاد الطلب والغزو فرض كفاية.
36- لا قيمة
للأقوال المخالفة للإجماع التي تنفي وجوب جهاد الطلب.
37- شروط الجهاد
ليس منها تكافؤ القوى ولا استئذان الإمام عند عدمه.
38- فلسطين أرض
إسلامية، والمقاومة فرض عين على المسلمين عند عدم كفاية أهلها بالواجب.
39- الطائفة
المنصورة لا يخلو منها زمان من أزمان الأمة، وهي العاملة لدين الله، وفي غالب
الأزمان تكون في بيت المقدس.
40- الأمة مصدر
شرعية الحاكم، والعلاقة بين الأمة والحاكم علاقة عقدية.
41- انعدام
الشرعية سببه عدم اكتسابها من الأساس أو بفقدها بعد اكتسابها، فأما اكتسابها فيكون
باختيار الأمة للحاكم وقيادته لها بالقرآن، وفقدها يكون بردة الحاكم أو بظهور
الكفر البواح.
42- الطاعة
للحاكم واجبة في المعروف لا في المنكر، بشرط أن يقود الأمة بكتاب الله.
43- يقوم النظام
السياسي الإسلامي على أسس أهمها: السيادة للشرع والسلطان للأمة والشورى منهج
الحكم.
44- السيادة
التي تنصّ الدساتير المعاصرة أنّها للشعب تعني التفرد بالحق في إنشاء الخطاب
الملزم، ولها خصائص أهمها: الوحدانية والسمو والإطلاق والأصالة والعصمة من الخطأ،
هذه السادة في الإسلام ليست إلا لشريعة الله تعالى، وهنا تفترق الديمقراطية عن
الإسلام.
45- الأمة صاحبة
الأمر ومصدر الشرعية السياسية.
46- الشورى منهج
الحكم في النظام الإسلاميّ، وهي في سياق الحكم واجبة وملزمة، ولها دوائر متعددة،
ينص عليها الدستور الإسلاميّ للدولة.
47- السياسة في
جوهرها هي حمل الكافّة على الصلاح بقدر الإمكان.
48- الدولة لها
عناصر: الأرض والشعب والنظام الحاكم.
49- الخلافة
نظام للحكم حقيقته: نيابة عن النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به.
50- نظام الحكم
في الإسلام فريد متميز له أسس ومؤسسات وأدوات يتميز بها.
51- تقوم الدولة
في النظام الإسلاميّ على علاقة عقدية، والعقد السياسي يسمى البيعة، وهي نوعان
يمثلان مرحلتين، لأنّ رأس الدولة يتم اختياره عبر مرحلتين، اختيار أهل الحل والعقد
وتصديق العامة، وموضوع العقد النيابة عن الأمة في حراسة الدين وسياسة الدنيا به.
52- خلافة
الإنسان في الأرض هي الأصل لقيام المجتمع السياسي والدولة، وليس العقد الاجتماعي.
53- الديمقراطية
نظام للحكم يقوم على أساس أنّ الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات، تقف والنظام
الإسلامي على طرفي نقيض بسبب مبدأ السيادة وأمور أخرى.
54- تتعرض
الديمقراطية لنقد شديد في الغرب بسبب هيمنة الرأسمالية عليها مما جعلها في حقيقتها
أوليجاركية على نحو ما.
55- مفهوم
المواطنة اشتمل على حق وباطل، فأمّا الحق فهو احترام رابطة الوطنية، وأما الباطل
فهو جعلها مناط الانتماء وقاعدة التعامل.
56- الإنسانية
مفهوم له وجهان، الأول حقٌّ وهو ما يعكس كرامة الإنسان، والثاني باطل وهو ما يصور
الإنسانية وكأنّها دين جامع تذوب فيه كافّة الأديان.
57- هوية الأمة
الإسلامية هي الإسلام، وإبرازها واجب شرعي والتزام حضاريّ.
58- أهل الحل
والعقد هم كبار الأمة الموثقون أصحاب الشوكة والمنة، وهم أولوا الأمر على الحقيقة.
59- عند شغور
الزمان من السلطان العام يرد الأمر لأهل الحل والعقد، وعند وجوده يقومون بالرقابة
عليه، وهم الذين ينوبون الأمة في توليته ومراقبته وعزله إن اقتضى الأمر ذلك،
والأمة تختارهم.
60- مبدأ
التداول السلمي للسلطة لا يعارض الأحكام المنظمة للنظام الإسلاميّ.
61- مبدأ الفصل
بين السلطات في حقيقته آلية من الآليات التي تستعمل لمنع الاستبداد، وليس هناك
مانع في نظام الشريعة من استعماله بقدر لا يضر بتماسك النظام ولا يؤدي لشيوع المسؤولية
ورخاوة الدولة.
62- استقلال
القضاء من المبادئ الهامة في الحكم، وقد اشتملت الأحكام المنظمة للقضاء في الإسلام
على ما يدل على أنّ هذا المبدأ ممكن التحقيق في الدولة الإسلامية.
63- توقيت عقد
الإمامة لا يتعارض مع الأحكام المنظمة للدولة في الإسلام؛ فهو ممكن التحقيق.
64- الخروج على
الحاكم المسلم العادل الذي له شرعية حرام بالإجماع، والخروج على الحاكم الذي ظهر
في حكمه الكفر البواح مشروع بالإجماع، وإنما الاختلاف وقع في الخروج على الفاسق.
65- التغلب ليس
من الطرق الشرعية لتولي الحكم، لكنّه إن وقع واستقر وجب التسليم له بشرط أن يقود
الأمة بكتاب الله، وألا يكون تغلبه في سياق الانقلاب على حاكم له بيعة.
66- الملك
الإسلامي جائز عند عدم قدرة الأمة على إقامة النظام الإسلاميّ على سنة الخلفاء،
وذلك بشرط أن يقود الحاكم الأمة بكتاب الله.
67- الملك
العضوض هو ذلك الملك الإسلامي الذي امتد من بداية زمن معاوية إلى نهاية الدولة
العثمانية.
68- الجبرية هي
المدة التي تلت سقوط الخلافة العثمانية وامتدت إلى اليوم، وهي لا علاقة لها
بالإسلام.
69- الثورة
مصطلح استعمل في التاريخ الإسلامي للدلالة على حركات الخروج على الحكام، لكنّه بعد
استعماله في حركات التحرير من المستبدين لم يعد هناك مانع من استعماله.
70- الحضارة
والمدنية والتمكين مصطلحات متقاربة، لكنها ليست مترادفة؛ لأنّ الأول يغلب عليه
البعد القيمي، والثاني يغلب عليه البعد المادي، والثالث يغلب عليه بعد القوة بكافة
صورها.
71- طريق الأمة
إلى التمكين موضح في القرآن، ويتلخص في الاستعلاء على الفتنة والسعي الرشيد.
72- أفول الغرب
مصطلح يعكس توقعات المفكرين في الغرب والشرق بقرب نهاية الهيمنة الغربية، وله رصيد
من الواقع الأوروبي والأمريكي.
73- صدام
الحضارات فكرة تحدث عنها هنتنجتن، وهي واقع تعيشه البشرية الآن، وعكسها فكرة نهاية
التاريخ التي تحدث عنها فوكوياما، وهي تبشر بأنّ الليبرالية هي ذروة التطور
البشري، ورست عليها سفينة التاريخ، وهي غير صحيحة.
74- التعايش
الحضاري مصطلح مخاتل؛ يستعمل في تخدير العالم الثالث المستهدف بالاستعمار.
75- الحرية
الحقيقية من مقاصد الشريعة، وهي لا تتحقق على وجه صحيح إلا بتخليص العبودية لله
وحده، بينما في الغرب يساء استعمال الحرية؛ حيث تتمثل في حرية التفسخ والانحلال.
76- الشريعة
الإسلامية تضمنت حقوق الإنسان بما يعد أشمل وأعمق من إعلان الأمم المتحدة.
77- الاستشراق
والتغريب والاستغراب مصطلحات متغايرة.
78- تشتمل
الشريعة على نظام اقتصادي له أسس ومؤسسات وأهداف وأدوات وبرامج تنموية.
79- الإسلام
الوسطيّ هو الإسلام ذاته بما اشتمل عليه من عقائد وشرائع وأحكام ونظم وتكاليف.
80- الديانة
الإبراهيمية بدعة كفرية ضخمة تعارض محكمات الدين وثوابت الشرع.
81- «صفقة القرن»
هي مؤامرة تشرف عليها أمريكا، تقضي في النهاية بتهجير الشعب الفلسطيني لصالح توسع «إسرائيل»،
وتعوض الدول التي تستضيف المهاجرين مادّيًّا من جيوب الخليجيين.
82- التطبيع
حرام بالإجماع.
83- التطرف
والإرهاب وصفان اختلقتهما القوى الدولية الشريرة ووصمت بهما الإسلاميين.
84- من مقاصد
الشريعة تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
85- المرحلية
والتدرج من المنهجيات المقبولة في الشريعة بشروط معينة.
86- الحسبة
السياسية هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السياسة والحكم، وهي من الواجبات
الكفائية.
87- المظاهرات
وسائر صور الحراك الشعبي السلمي وسائل من وسائل الحسبة السياسية، ولا حجر على
الوسائل ما لم تشتمل على مالا يحل شرعًا.
88- تجديد الدين
لا يعني تجديد مضامين الإسلام الواردة في الكتاب والسُّنة، ولا تغيير الأحكام
الثابتة، وإنما يعني تجديد آليات الخطاب والاجتهاد في النوازل وتجديد بعث الأمة
بالدين.
89- المؤسسية
والعمل المؤسسي ودولة المؤسسات من صلب الإسلام ومن الهدى والرشد.
90- الفصل بين
الدعوي والسياسي صيحة معاصرة مخاتلة، تدعي أنها تدعو للفصل بين التخصصات العملية بينما
هي تدعو للفصل فضاءين؛ الديني والسياسي.
91- المراجعات
الواقعة من الإسلاميين في حقيقتها تراجعات لا مراجعات.
92- نظرية الدين
الشائن في العلاقات الدولية تعد مخرجًا قانونيًّا لرفع عبء الديون عن الشعوب التي
ورثت البلاد بعد حكم مستبد.
93- اشتمل
القرآن على نظرية معرفية أبستمولوجية كاملة تكفي لقيام حضارة عظيمة.
94- القرآن قبل
علم الأنثروبولوجيا اهتم بالإنسان؛ لذلك ينبغي قيام علم أنثروبولوجيا إسلامي.
95- الدولة
المستحيلة مصطلح معاصر يقصد به استحالة إقامة نموذج إسلاميّ في صورة النموذج
الغربيّ.
96- الحداثة هي
مجموعة التصورات التي ينبني عليها منهج الحياة في الغرب، ومن أفكارها: النسبية
والتطور وسيادة الإنسان على الطبيعة والإنكار للميتافيزيقا.
97- العلمانية منهج
حياة يقوم على أساس الفصل بين الدين والحياة.
98- الليبرالية
فكر يقوم على أسس ثلاثة: الحرية المطقة، والفردية، والعقلانية.
99- الاستبداد
هو الانفراد بالأمر، وهو مراتب تبدأ بالاستبداد السياسي وتمر بالتوريث وتنتهي
بالعمالة ضد الأمة.
100- الراديكالية
تعني الأصولية، أيّ رجوع الشخص إلى أصوله العقدية، وهي مصطلح معبأ بمضامين معادية
للدين.
منطلقات المشروع الإسلامي
منهج
تناول المفاهيم
يقول د. عدلان
عن منهج تناول كل مفهوم إن السبيل في ذلك هو عرضها على الميزان، قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا
بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ
النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد: 25)، وقال عزّ وجل: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ
وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59)، ويلزم من ضرورة الرد إلى الوحيين أن نستأنس دائمًا
بفهم السلف للكتاب والسُّنة؛ فهم أهل القرون المفضلة الأولى، ولا سيما الصحابة
الأبرار الذين شهدوا التنزيل ورافقوا صاحب الرسالة وأخذوا عنه بشكل مباشر.
فما أحوج
المشروع الإسلاميّ لصحة الفهم ولضبط المفاهيم! بل ما أحوج المسلم إلى أن يضم إلى
سلامة القصد استقامة الفهم! فإنّ صحة الفهم وحسن القصد –كما قال ابن القيم في «الإعلام»
(1/ 69): «من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبد عطاء بعد
الإسلام أفضل ولا أجل منهما، بل هما ساقا الإسلام، وقيامه عليهما.. وصحة الفهم نور
يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى
والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحري الحق، وتقوى الرب في السر
والعلانية، ويقطع مادته اتباع الهوى، وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك
التقوى».