المرأة المقدسية.. حاملة رسالة «الأقصى»
الصمود الأسطوري للمرأة الفلسطينية
المرأة الفلسطينية، من غزة إلى القدس،
تحمل في ملامحها صمودًا لا يشبه أحدًا، وقوة غير عادية، ورجاحة عقل تتفوق على
الجميع، فهي لا تنتمي فقط إلى أرض، بل إلى قضية أعمق من وطن وطين، قضية عقيدة
ودين.
لا يستغرب أحد من صمودها الأسطوري، فليس
في غزة فحسب، بل في القدس أيضًا، كل واحدة منهن تقاوم في صمتها وجرأتها، هذا
الصمود ينبع من وعيها العميق بدورها، فهي لم تخلق لتكون رقمًا بين ملايين البشر،
بل امرأة واعية تربت داخل أسرتها الحاضنة لتعيد هذا الوعي في تأسيس أسرتها على نفس
الدرب.
هي الشوكة التي تعلق في حلق الاحتلال،
شوكة يصعب اقتلاعها، ومخططات العدو لا تمر بوجودها.
«الأقصى» بوصلة حياتها
المسجد الأقصى هو البوصلة التي يتجه بها
قلب المرأة المقدسية، ليس في المشاعر فحسب، بل بكل ما تمتلكه للحفاظ عليه، إنها
امرأة استثنائية تمتلك مقومات القوة، أهمها إيمانها العميق بأنها صاحبة عقيدة
سليمة وقضية من أقدس قضايا العالم، تعلمت ذلك من ترتيل القرآن وفهمه عمليًا، كما
جاء في قوله تعالى: (سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء: 1).
وعيها يجعلها تتابع الأحداث وتفهم ما
يحاك ضد «الأقصى»، فتؤسس أسرتها على ارتباط عميق بالقدس والمسجد الأقصى المبارك،
وترضع أطفالها ليس الحليب فحسب، بل قيم ومكانة القدس، لتكبر الأجيال وهي تحمل
الأمانة ذاتها.
المرأة المقدسية.. رباط وإيمان لا ينكسر
الوعي غالبًا يأتي من أُمٍّ فاعلة تدرك
قضيتها، فتنشئ أطفالها على حب القدس وتعين زوجها في الدفاع عنها، تذكره بأن القدس
أغلى من النفس والمال، وأن التضحيات عند الله عظيمة لا تهون.
إيمانها العميق بالله يجعلها قوية
ومرابطة، تكشف مخططات الاحتلال وتفشلها، حتى لو أدى ذلك إلى اعتقالها أو ضربها، أو
فرض غرامات مالية، أو السجن والتهديد والإبعاد، كل هذا لم يزدها إلا ثباتًا بعدالة
قضيتها.
هي من تشجع أخواتها ليشكلن حصنًا لـ«الأقصى»
من خلال رباطهن، وتعي أن ثباتها في الدفاع عن القدس والعقيدة هو واجب لا يمكن
التنازل عنه، مستندة إلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن
يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة: 54).