الإغاثة والتضامن ممنوعان.. كيف تفتح مصر معبري رفح وكرم أبو سالم؟

حسن القباني

22 يونيو 2025

95

ألقى الحراك الشعبي العربي، الذي كان يتجه صوب معبر رفح بمصر، لإعلان تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وقطاع غزة، بظلاله على أزمة غلق المعابر، سواء رفح، أو كرم أبو سالم، وسط مطالبات نخبوية وشعبية بإيجاد حل عربي ومصري لفتح المعابر وتيسير أمور الإغاثة في هذا الوقت العصيب، وهو ما أكده مهتمون بالملف تحدثوا لـ«المجتمع».

ولم تستطع قافلتان للتضامن الوصول إلى معبر رفح في الفترة الأخيرة، حيث أعلن ناشطون لبنانيون رجوع «قافلة الكرامة» إلى لبنان، بسبب توتر الأجواء في ظل الحرب الإيرانية- «الإسرائيلية» وغلق المعابر، فيما واجهت «قافلة الصمود» المغاربية تعقيدات في ليبيا حالت دون الوصول إلى معبر رفح، وسط حملة إعلامية سلبية بمصر، تعتبر القافلة مساساً بالسيادة المصرية ومزايدة على القاهرة، وهو ما نفاه منسقو القافلة جملة وتفصيلاً، قبل أن يتم ترحيل العديد من أعضاء القافلة الذين وصلوا قبلها جواً إلى القاهرة.

رسمياً، أعلنت وزارة الخارجية المصرية ترحيب القاهرة بجميع المواقف الرسمية والشعبية الداعمة لغزة، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لتنظيم أي زيارات لوفود أجنبية إلى المنطقة المحاذية للحدود مع غزة، مع تصاعد الزخم العربي الشعبي لدعم غزة وكسر الحصار والوصول إلى معبر رفح.

الزاهد: الفرصة سانحة للقاهرة لتعبئة وسائل قوتها في مسار فتح المعابر وكسر الحصار

وتتكدس شاحنات نقل المساعدات قرب المخازن اللوجستية في معبر رفح، في انتظار السماح لها بالعبور وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك منذ 2 مارس الماضي، بعد إغلاق الكيان الصهيوني للمعابر، فيما يعمل الهلال الأحمر المصري على صيانة محتويات الشاحنات.

وخفتت حملات الإغاثة في مصر، بعد إغلاق المعابر، لكن يواصل الهلال الأحمر المصري حملاته الإعلانية على حساباته الرقمية، لجمع دعم لغزة، وآخرها في عيد الأضحى الماضي.

https://www.youtube.com/watch?v=NdSL6fDLQHo

فرصة سانحة

في حديثه لـ«المجتمع»، يرى مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي، القيادي بالحملة الشعبية المصرية لمناصرة الشعب الفلسطيني، أن الوقت مثالي للغاية لممارسة مصر أشد الضغوط على الكيان الصهيوني لكسر الحصار وفتح المعابر.


مدحت الزاهد

ويقترح، في هذا الصدد، سماح مصر أن تكون قوافل دعم الصمود الفلسطيني وقوافل الإغاثة في حركة مستمرة على الحدود، والتنسيق مع القوى الشعبية في مصر والمنطقة العربية لصيانة مسار هذه القوافل وحماية أهدافها دون إخلال بسيادة مصر ولا قوانينها.

ويؤكد الزاهد أن القاهرة أمام لحظة مواتية، لتكثيف الحملات السياسية الدولية مع الحكومات في الأمم المتحدة، لفتح المعابر وتوصيل المساعدات، مشيراً إلى أن انضمام مصر إلى تحالف جنوب أفريقيا في الدعاوى الراهنة في محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، من الأهمية بمكان، لكسر استمرار الكيان الصهيوني في فرض المجاعة على شعب بأسره ضمن جرائم الإبادة الجماعية المستمرة.

ويدعو السياسي المصري القاهرة إلى أن تعبِّئ كل مصادر قوتها الدولية والدبلوماسية والشعبية لفرض القانون الدولي وملاحقة مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني الذين أدمنوا تجويع الشعب الفلسطيني وحصاره، مؤكداً أن الفرصة سانحة أمام القاهرة.

إرادة مصرية

«تستطيع مصر لو أرادت في ظل الظروف الراهنة أخذ المبادرة، بالتنسيق مع الجانب الصهيوني لإدخال المساعدات المنتظرة منذ شهور في العراء»، هذا ما يقوله الكاتب الصحفي والمحلل السياسي قطب العربي لـ«المجتمع».


قطب العربي

ويضيف أن تعامل السلطات المصرية مع قوافل التضامن الأخيرة غير حكيم بالمرة، حيث كان من الممكن للسلطات المصرية الاستفادة من هذه القوافل في تحسين صورتها من ناحية، وممارسة ضغط على الجانب الصهيوني من ناحية أخرى.

العربي: مصر تستطيع التنسيق لإدخال المساعدات المنتظرة منذ شهور في العراء

ويرى العربي أنه كان يجب أن تعلن القاهرة ترحيبها علنياً بـ«قافلة الصمود»، وتنسق مع منظميها للوصول إلى معبر رفح، والتخييم أمامه كنوع من الضغط السلمي على الكيان، وفي الوقت نفسه تتفاوض السلطات المصرية مع نظيرتها الصهيونية لدخول قوافل المساعدات، حتى لو تم ذلك عن طريق الهلال الأحمر المصري مع السماح بعدد رمزي للمتضامنين للدخول مع القوافل، والتزام باقي المتضامنين بتعليمات السلطات المصرية.

ويرى أن الطريقة التي تعاملت بها السلطات المصرية مع هؤلاء المتضامنين أساءت كثيراً لصورة مصر في الخارج، لكنها لم تكسر إرادة المتضامنين الذين أعلنوا أنهم سيكررون محاولاتهم للوصول إلى غزة بطرق مختلفة برية وبحرية.

اتفاقا «كامب ديفيد» و«فيلادلفيا»

المفكر المصري محمد عصمت سيف الدولة، مؤسس حركة مصريون ضد الصهيونية، في حديثه لـ«المجتمع»، ثمَّن كل الدعوات الشعبية في مصر والوطن العربي وكل العالم لفك الحصار عن غزة وإيقاف حرب الإبادة والتجويع والتعطيش، مشيراً إلى أن هناك معضلة كبيرة في فتح المعابر في هذا الوقت في ظل وجود قرار صهيوأمريكي مشترك بتصفية القضية الفلسطينية، وغياب ردع الكيان وإجباره على الاستجابة للمطالبات الدولية بإدخال المساعدات.


محمد عصمت سيف الدولة

ويوضح أن هناك أزمة مصرية في التعامل مع المعابر، قائلاً: قبل الحرب الدائرة حالياً بما يقرب من 20 عاماً، توجد اتفاقية مصرية صهيونية لمراقبة غزة، كما أحب أن أطلق عليها، تسمى اتفاقية «فيلادلفيا» تم توقيعها مع انسحاب شارون من غزة 2005م، ومضمونها قيام مصر بذات الدور الأمني الذي كانت تقوم به دولة الاحتلال على حدود غزة قبل انسحابها، وذلك تحت إشرافها ومراقبتها جنباً إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي، ومنذ ذلك الوقت ومعبر رفح وبالطبع معبر كرم أبو سالم تحت الهيمنة الصهيونية الكاملة؛ أي من قبل الحرب بعقود فما بالك ببعدها؟!

سيف الدولة: الأزمة في اتفاقي «كامب ديفيد» و«فيلادلفيا» وعلينا التحرر منهما

ويضيف سيف الدولة أن إدخال المساعدات بات من رابع المستحيلات إلا إذا حدثت تغيرات جذرية أدت الى تحرر النظام العربي الرسمي من تبعية الولايات المتحدة والبدء في مواجهتها والتصدي لنفوذها ومصالحها بشكل جاد وقوي لإجبارها على الضغط على الكيان الصهيوني في المدى القصير، وفي سحب دعمها وحمايتها له في المدى البعيد، بالتزامن مع تحرر مصر من اتفاقيات «كامب ديفيد» و«فيلادلفيا» وأخواتها، وتحررها من القيود العسكرية والأمنية المفروضة على قواتها في سيناء، معتبراً أن ذلك ما يمكن أن يحدث فرقاً في المنطقة والقضية.

ويشدد على أنه في ظل استمرار الهيمنة الأمريكية الحالية على كافة الدول العربية، واستمرار تكبيل مصر بـ«كامب ديفيد» وهيمنة الأمريكيين، فلن يقيم العدو أي وزن لأحد فيما عدا المقاومة بطبيعة الحال، مؤكداً أن هذا لا يعني بالطبع أن نتوقف عن محاولات الضغط الشعبي لكسر الحصار وفتح المعابر.


الشاحنات أمام معبر رفح


طابور طويل من شاحنات الإغاثة


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة