انتخابات الصحفيين بمصر.. التطبيع مرفوض وللحريات حضور محدود
جولة انتخابية كاشفة في نقابة الصحفيين بمصر، أسفرت صباح اليوم السبت 3 أبريل عن تسديد ضربة قوية لمرشحي الدفاع عن الحريات داخل النقابة أو ما يسمي بتياري الاستقلال والإصلاح في روابط الصحفيين، أفلت منها البعض في مقابل فوز كبير للمحسوبين على فريق الخدمات والمقربين من السلطات المصرية.
غير أن المشهد النقابي استقر على مبدأ رئيس في نقابة الصحفيين بمصر منذ عقود وهو رفض التطبيع مع بعض النجاحات الأخرى نرصدها في هذا التقرير..
الحريات في مأزق
ترشح لانتخابات التجديد النصفي بمصر مرشحين عديدين محسوبين على قوائم المطالبة بالحريات العامة وحرية الرأي والتعبير في مقدمتهم كارم يحيي على منصب النقيب الذي لم يحصل سوى على 288 صوتاً مقابل 1965 صوتا للنقيب الفائز.
وقال كارم يحيي في بيان وصل "المجتمع": " نخسر كأشخاص في هذا اليوم أو ذاك معركة انتخابات يتكشف لنا ولغيرنا المزيد من جوانب ابتعادها عن النزاهة، لكننا نزداد مع كل جهد تمسكاً بالمبادئ التي نادينا بها من أجل حرية الصحافة والصحفيين وحقوق المواطن واستقلال النقابات".
وأضاف أنه سيواصل كافة أشكال العمل ضد العدوان على حرية الصحافة وحقوق الصحفيين واستقلال النقابات من السلطة التنفيذية، بما في ذلك متابعة الشق الموضوعي في القضية المتداولة أمام مجلس الدولة ضد جمع موظف حكومي بين وظيفته تلك وموقع منتخب بنقابة الصحفيين المصريين.
كما ترشح كل من خالد البلشي وعمرو بدر رئيسي لجنتا الحريات على التوالي، ولم يوفقا في هذه الجولة، لأسباب كثيرة ذكر بعضها المرشح خالد البلشي في بيان اطلع "المجتمع" عليه أكد فيه وجود مطاعن كثيرة على الإجراءات منها استبعاد مندوبين له في الفرز وحشد المؤسسات الحكومية لمرشحين منافسين له.
وقال في بيان: " لأول مرة لا أستطيع أن أحدد ما إذا كانت نتيجة الانتخابات بنقابة الصحفيين حقيقية أو غير حقيقية، فالإجراءات التي شابت عملية الفرز لم تمنحني حتى فرصة، الاعتراف بأن النتيجة المعلنة هي تعبير عن إرادة من صوتوا، مهما شابت هذه الإرادة من ضغوط ومهما تخلل مسار الإعداد للانتخابات من خروقات".
وأضاف:" كل مسارات الفرز كانت غريبة لدرجة أنها حرمتني مثلما حرمت زملاء آخرين، من معرفة النتائج والمؤشرات حتى اللحظة الأخيرة".
وفي سياق متصل علم مراسل "المجتمع" أن حملة الأصوات الباطلة كانت ضمن فعاليات بعض أعضاء الجمعية العمومية لرفض ما تراه من "تدخلات حكومية" والتي نفتها أوساط رسمية مراراً وتكراراً.
وبحسب وسائل إعلام محلية فإن عدد الأصوات الباطلة بلغ 100 صوت في اختيار مقعد النقيب، و207 في التصويت على الأعضاء.
ووفق مصادر مطلعة فإن الأصوات دون فيها أسماء للصحفيين المحبوسين ومنهم الكاتب الصحفي أحمد سبيع والناشط السياسي الصحفي حسام مؤنس والناشط النقابي اليساري هشام فؤاد.
وتعهد النقيب الفائز الدكتور ضياء رشوان للعديد من الصحفيين وأسر الصحفيين المحبوسين أثناء الحملة الانتخابية بالعمل على إطلاق سراحهم وفق الأطر القانونية في أسرع وقت، بحسب مصادر في الحملة الداعمة لرشوان.
ونظم صحفيون داعمون لإطلاق سراح الصحفيين المحبوسين فعاليات رافضة للحبس أثناء مجريات التصويت.
نجاحات معقولة
وفي مشهد آخر، يرى بعض المراقبين أن الجمعية العمومية للصحفيين والتي تعرف عادة بحرصها على الاستقلال ورفض أي تدخلات حكومية، حققت بعض النجاحات المعقولة.
وفي هذا الإطار يتحدث البعض عن قرار الجمعية العمومية برفض كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب "إسرائيل"، بجانب قرار الجمعية العمومية بالموافقة على التفاوض مع الحكومة والبرلمان لتعديل قانون النقابة بما يتيح حرية ممارسة المهنة وإلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر، في إشارة إلى رفض الحبس الاحتياطي.
ويرى عضو المجلس الحالي المحسوب على تيار الاستقلال هشام يونس أن هناك لحظة انتصار كبرى للجمعية العمومية وهي رفض اعتماد الميزانية.
وقال في تدوينة على صحفته الرسمية رصدتها "المجتمع": "الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ترفض اعتماد الميزانية وتعيدها للمجلس لتلافي الملاحظات التي عرضتها أمامها.. هذه لحظة انتصار لإرادة الجمعية العمومية وللحقيقة.. هذه لحظة لتصحيح ما اعوج من مسار ورتق لازم لخروقات كثيرة أوشكت أن تغرق السفينة.
وعلى الرغم من النتيجة التي احتفت بها دوائر رسمية بحسب المصادر إلا أن فوز الكاتب الصحفي محمد خراجة المحسوب على قائمة تيار الإصلاح النقابي، والذي هاجمته مؤسسات صحفية محلية مقربة من السلطة باعتباره من الإخوان المسلمين وهو ما نفاه مراراً، يعتبر بحسب مصادر في القائمة أحد النجاحات المهمة.
وفي المشهد كذلك نجاح آخر هو للمرشح المحسوب على الحريات الكاتب الصحفي الشاب محمد سعد عبد الحفيظ مدير تحرير جريدة الشروق المصرية البارزة، والذي فاز باجمالي أصوات (1045)، وترجع مصادر تحدثت لـ"المجتمع" نجاة "عبد الحفيظ" من الهزيمة إلى حرصه على ما اسمته "التحرك في المتاح" و"عدم الصدام مع الدولة" و"كسب أطياف النقابة جميعاً".
وكانت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين العامة، أعلنت في وقت مبكر صباح السبت 3 أبريل عن فوز د.ضياء رشوان بمقعد نقيب الصحفيين، وفي العضوية فوز كل من: محمد سعد عبد الحفيظ، ومحمد خراجة، وحسين الزناتي، وإبراهيم أبوكيلة، ودعاء النجار، وأيمن عبد المجيد.
