تاريخ التدافع بين الحق والباطل في القرآن الكريم

التدافع بين الحق والباطل في حقيقته تدافعٌ بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل؛ أي بين المؤمنين وغيرهم، لأنهم هم الذين يحملون معاني الحق أو معاني الباطل ويسعون إلى إظهار هذه المعاني في الخارج وإقامة شؤون الحياة على أساسها فيحصل التعارض والتدافع بين الفريقين بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل.

والتدافع بين الحق والباطل أمرٌ لا بدَّ منه وحتمي لأنهما ضدان، والضدان لا يجتمعان ولا يرتفعان فلا بد من وجود أحدهما دون الآخر، ولأن تطبيق أحدهما يستلزم مزاحمة الآخر وطرده ودفعه وإزالته، أو في الأقل إضعافه ومنعه من أن يكون له تأثير في واقع الحياة، فلا يُتصوَّر إذن أن يعيش الحق والباطل في سلم من دون غلبة أحدهما على الآخر إلا لعلة كضعف أصحابهما أو جهلهم بمعاني الحق والباطل ومقتضيات ولوازم هذه المعاني أو ضعف تأثير هذه المعاني فيهم.

وقد اهتم القرآن الكريم بهذه السُّنة الربانية فأخبرنا عن صور هذا التدافع، وتاريخ هذا الصراع قبل وجود أبناء أبينا آدم بمعصية إبليس.

كما بين القرآن الكريم أسلحة المؤمنين في التدافع بين الحق والباطل، كما تحدث القرآن عن بعض طرق كل فريق مع أهله، وفصَّل القرآن الحديث عن أشد صوره وهي المواجهة المسلحة بين الفريقين، واهتم القرآن بفريق أهل الحق في هذا النوع من التدافع فكثرت أوامر القرآن للمؤمنين بعدم الانسحاب من التدافع؛ لأن ذلك يعني ترك الساحة للباطل ليستضعف أصحاب الحق ليمكن نفسه.

التدافع بين الناس سنة ربانية وسبيل للتمكين في الأرض | مجلة المجتمع
التدافع بين الناس سنة ربانية وسبيل للتمكين في الأرض | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×

تاريخ التدافع بين الحق والباطل

تاريخ التدافع بين الحق والباطل هو تاريخ البشرية كلها، وذلك لأنه سنة كونية منذ خلق الله آدم إلى فناء البشرية وقيام الساعة.

1- أخبرنا القرآن أن الصراع بدأه الشيطان من قبل نزول أبينا آدم على الأرض، وذلك حين أمر الله سبحانه ملائكته بالسجود لآدم قال سبحانه: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدم فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {11}‏ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ {12} قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ {13} قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {14} قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ {15} قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {17} قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ) (الأعراف).

2- استمر الدفع من قبل إبليس بمجرد أن سكن آدم الجنة: (وَيَا آدم اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ {19} فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ {20} وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ {21} فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (الأعراف).

3- وأن الصراع والمدافعة بين الحق والباطل وُجِدا منذ أن أُهبط آدم عليهم السلام على هذه الأرض ومعه إبليس؛ (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) (طه: 123)، (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ َ) (الأعراف: 24).

وقد حذَّر القرآن أبناء آدم من مكر الشيطان وخططه في آيات كثيرة: (يَا بَنِي آدم لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف: 27).

4- وأن أبناء آدم سينقسمون في هذا الصراع إلى فريقين؛ (فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأعراف: 30).

5- وأن هذا الصراع سيستمر مع كل الأنبياء وأتباعهم؛ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام: 112).

6- وكذلك استمر الصراع في عصر النبوة من آدم إلى محمد عليهما أفضل الصلاة والسلام، ففي عهد نوح عليه السلام وقومه ظل يدعو قومه 950 عامًا مع رفضهم المتكرر وسخريتهم المستمرة، وفي النهاية كان لا بد للباطل أن يزول وأن يتمكن أهل الحق وهذا ما حدث؛ إذ أغرق الله الكافرين ونجّى نوحاً عليه السلام والمؤمنين في السفينة، قال تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَاۚ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ قَوۡمًا عَمِينَ) (الأعراف: 64).

7- وإبراهيم عليه السلام ومدافعته لظلم النمرود وعبّاد الأصنام بالحجة والمنطق والبرهان ومجادلته إياهم، فقال تعالى في كسر الأصنام ومحاججة قومه: (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ {66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (الأنبياء).

8- وفي قصة موسى عليه السلام ومدافعته جبروت فرعون قال تعالى: (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه: 24)، وقال تعالى: (وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ {65} ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (الشعراء).

9- وعيسى عليه السلام والتدافع مع بني إسرائيل؛ إذ واجه مقاومة شديدة من الكهنة المنحرفين الذين حرّفوا التوراة واستغلوا الناس، فكان تدافع عيسى عليه السلام بالكلمة والحجة والمعجزة، فقال تعالى: (وَمَكَرُوا۟ وَمَكَرَ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ) (آل عمران: 54).

10- محمد صلى الله عليه وسلم ودفاعه للكافرين بكل صور التدافع وأشكاله من الحجة والبرهان وبالسيف والسنان، وكانت الحرب بينهما سجالاً ومدافعة مستمرة قال تعالى: (وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ) (الأنفال: 30).

11- وأخبر القرآن أن هذا الصراع مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن أهل الباطل سيستمرون في محاربة أهل الحق مهما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة: 217)، وقال تعالى (وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡض زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ) (الأنعام: 112).

سُنة التدافع في أرض غزة | مجلة المجتمع
سُنة التدافع في أرض غزة | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×

صور التدافع بين الحق والباطل تاريخيًا

يمكن تقسيم تاريخ مدافعة الحق للباطل على الأرض إلى مرحلتين:

الأولى: مرحلة المدافعة الناعمة: وهي المدافعة التي لا تعتمد على قوة السلاح مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل والجدال بالتي هي أحسن، والرد على الشبهات والصبر على البلاء ونحوها من الوسائل.

فالصراع الإنساني له ساحات متعددة، فلا يقتصر على الصورة المعروفة للجهاد بالسلاح، فثمة ساحات أخرى للصراع والتدافع أدواتها الأقلام والألسنة وأهدافها الانتصار بالحجة على المخالف إن كانت حربًا شريفة يقودها الحق، أو تدمير قيمه وعقائده وسُمعته بالتشويه والافتراء إن كانت حربًا غير نزيهة يشنها الباطل على الحق بغرض إضعافه ومحاولة هدمه بموجات في غالبها هدمية لا بنائية، فوضوية لا منهجية، تثير الإشكالات، وتبرز الاعتراضات ثم لا يقدم رؤية أو فكرة بديلة متماسكة.

فكان على أصحاب الحق علماء المسلمين في كل مدافعة كلامية مدافعته بالحجة والبرهان والقلم واللسان وردّ هجومه بسابغات الحق المتينة المبرزة لضعفه ونقد أدلته وبيان دلائل الحق وبراهينه بالعقل، والنقل فأظهروا بطلانها، وقوضوا بنيانها، واضطرابه وتشتته في صورة طرحه الهدمي غير المنهجي، فيظهر سمة الفوضى والعبث لدى الباطل في مقابل الانتظام والبناء الذي يتسم به الحق فأقاموا البراهين على صحة دين الإسلام، وجماله، وصلاحيته لكل الأزمان(1).

الثانية: مرحلة المدافعة الخشنة، ومنها إقامة الحدود ومقاتلة البغاة والمرتدين والجهاد في سبيل الله، وأشد صور التدافع بين الحق والباطل هو القتال المسلح، وهو المقصود بالجهاد اصطلاحاً، قال سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) (النساء: 76).

وكثرت أوامر القرآن للمؤمنين بعدم الانسحاب من هذا النوع من التدافع ومن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ {15} وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الأنفال).

أمر الله تعالى بالاستعداد لهذا النوع من التدافع بقدر ما يستطيع المؤمنون فقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (الأنفال: 60).

كما بين القرآن آداب هذا النوع من التدافع ومن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ {45}‏ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {46} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (الأنفال).

وقد احتلت الحروب موقعًا بارزًا في التاريخ الإنساني، وهي تكشف جزءًا من الطبيعة البشرية وقيم القوة والقسوة وكذلك قيم العدل ومحاربة الظلم ودفع الباطل والانتصار للحق، فإن كانت بعض الحروب تعبر عن نزعة الظلم المغروزة فيه، فلا يمكن مواجهتها إلا بالجهاد في سبيل الله، فهو تكليف تعبدي وأصلٌ في الدين(2).





___________________

(1) انظر بتصرف: كتاب سابغات (11،12) أحمد بن يوسف السيد، نشر مركز تكوين للدراسات والأبحاث، المدينة المنورة الطبعة الثالثة، تقديم د. علي بن حمزة العمري، 1438هـ/ 2017م.

(2) بحث أكاديمي جامعي للدكتور صلاح البحراوي وأ. جهاد البحراوي، صاحبة المقال بعنوان «سنة التدافع بين الحق والباطل في القرآن الكريم».

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة