جمعية الإصلاح الاجتماعي.. مبادرات نوعية تسند مسيرة الدولة التعليمية

يطلق على
التعليم بواب التنمية بمكانة لا تضاهى؛ إنه التأسيس لمستقبل اقتصادي واجتماعي
مستدام، وفي الكويت، تكرّست هذه الرؤية منذ سنوات في سياسات الدولة، وتبنّى
المجتمع المدني دوراً تكميلياً محورياً عبر مبادرات مثل «علّمني ولك أجري»، و«طالب
العلم الجامعي» من نماء الخيرية، إلى جانب مشاريع أخرى من جمعيات خيرية تعيد تعريف
التعليم ليس كسِلم فردي، بل كمسار تطوير مجتمع بكامله.
رؤية الدولة للتعليم والتنمية
رؤية «كويت 2035»
وضعت التعليم ضمن ركائز التنمية المجتمعية والاقتصادية، مع دعائم واضحة لبناء
مجتمع المعرفة، والقدرة على المنافسة العالمية، كما أن سياسات التعليم الوطني تشمل
تحسين المناهج، وتدريب المعلمين، ودعم التعليم التقني والمهني، بما يتماشى مع
الاحتياجات وبتعاون وثيق مع القطاع الأهلي.
مبادرات نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي
- مشروع «علّمني ولك أجري»:
انطلق لدعم
الطلبة المتعففين في مراحل التعليم العام (الابتدائي، والإعدادي، والثانوي)، عن
طريق تغطية الرسوم، وتمكين الطلاب من الاستمرار بدلاً من الانقطاع، شهد تطوراً من
حوالي 1300 مستفيد في النسخ الأولى إلى ما يقارب 2600 مستفيد في السنوات الأخيرة.
- مشروع «طالب العلم الجامعي»:
بالشراكة مع
أمانة الأوقاف، يهدف لمساندة الطلبة الجامعيين ممن عجزوا عن تغطية مصاريف الدراسة،
استفاد منه أكثر من 1100 طالب وطالبة في مرحلته الأولى، وارتفع العدد إلى ما يزيد
على 3900 حتى العام الدراسي 2024-2025م، وهذا مثال حي على الدور الجديد للعمل
الخيري، وكان هذا المشروع بشراكة إستراتيجية مع الأمانة العامة للأوقاف.
التحديات القائمة
هناك العديد من
التحديات التي تواجه المشروعات التعليمية، منها التمويل المستدام؛ حيث تعتمد معظم
المبادرات على التبرعات والموسمية، دون مصادر دخل ثابتة أو استثمارية أو الشراكات
مع مؤسسات أخرى.
التعليم هو
البوابة التي يفتتح بها المجتمع أبواب التنمية والازدهار، ودولة الكويت وضعت هذا
التوجه في أولوياتها، والمجتمع المدني –بشعبه الملتف حول رسالة الخير– أنشأ برامج
ومبادرات تعزز ذلك المسار، من «علّمني ولك أجري» إلى دعم الطلبة الجامعيين، وحتى
التعليم الفني والمجتمعي، والنجاح الحقيقي يكمن في جعل هذه المبادرات شراكة إستراتيجية
مؤسسية بين الدولة والمجتمع المدني، لضمان أن يبقى العلم الأساس الذي تُبنى عليه
نهضة الكويت المستدامة.