05 فبراير 2025

|

خطة ترمب لاحتلال غزة تثير غضباً واسعاً

سيف باكير

05 فبراير 2025

764

في خطوة أثارت استياءً واسعًا وردود فعل غاضبة، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتصريحات صادمة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء.

تصريحات ترمب لم تقتصر على الدعم المطلق للاحتلال، بل تجاوزت ذلك إلى طرح مخططات تهجير قسري للفلسطينيين في قطاع غزة، وإعادة رسم خارطة الوجود الفلسطيني بما يتناسب مع الرؤية الصهيونية.

سيطرة أمريكية على غزة 

خلال المؤتمر الصحفي، قال ترمب: الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة والأسلحة، وسنسوي الموقع بالأرض، ونتخلص من المباني المدمرة. 

وأضاف، في حديثه مع نتنياهو قبل المؤتمر، أن الفلسطينيين في غزة ينبغي أن يُنقلوا إلى «موقع جديد» توفره دول أخرى في المنطقة، مدعيًا أن الحياة لم تعد ممكنة في غزة بعد الحرب.

الفصائل الفلسطينية: تصريحات ترمب إعلان حرب 

أدانت الفصائل الفلسطينية التصريحات بأشد العبارات، ووصفتها بالمخططات العدائية التي تستهدف تهجير الفلسطينيين قسرًا.

حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت، في بيان لها، أن هذه التصريحات «عدائية لشعبنا، ولن تخدم الاستقرار في المنطقة، بل ستصب الزيت على النار». 

وأضافت أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي جهة بفرض الوصاية عليه أو احتلال أرضه، مؤكدة أن المقاومة ستظل خيارًا ثابتًا حتى تحقيق التحرير.

ودعت «حماس» جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى عقد اجتماعات عاجلة لاتخاذ موقف حازم وتاريخي يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية، وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.

من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن «ترمب وهو يتحدث عن تهجير الفلسطينيين عليه أن يتذكر أن 15 شهرًا من القصف الأمريكي لم تفلح في كسر إرادتهم»، مشددة على أن الفلسطينيين سيواصلون مقاومتهم كما فعلوا عبر العقود الماضية.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وصفت التصريحات بأنها «إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، ومحاولة لإعادة إنتاج نكبة جديدة لن تمر إلا على جثث المقاومين»، مؤكدة أن غزة ليست عبئًا يحتاج إلى حلول، بل هي رمز للصمود والمقاومة، وأن أهلها لن يغادروها إلا إلى ديارهم الأصلية المحتلة عام 1948م.

موجة انتقادات واسعة 

وأثارت تصريحات ترمب، حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، موجة انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

الكاتب والمحلل حسام شاكر رد على ترمب برسالة واضحة، قائلاً: سيقول شعب فلسطين في قطاع غزة للمتغطرس ترمب: إن كنتَ عازماً على ترحيلنا حقّاً، فالوجهة الوحيدة والحتمية هي أرضنا وديارنا التي هُجِّرنا منها قسراً، وهي على مرمى حجر، المفتاح في الجيب.. والعودة هي الخيار.

أما الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، فقد وصف خطة التهجير بأنها أول ثمار التحالف بين العقلية الاستعمارية الترامبية والصهيونية الدينية في دولة الاحتلال. 

وأضاف عبر منصة «إكس»: تقع على عاتق مصر والأردن مسؤولية ثقيلة في الحفاظ على استقرار الإقليم عبر تثبيت الفلسطينيين في وطنهم، فيما تظل الأولوية لمعالجة ملف الإغاثة والإيواء، الذي ما زال متعثراً حتى اللحظة.

وفي تغريدة أخرى، أكد زياد أن التحدي الإقليمي أمام خطة التهجير لا يقل خطورة عن التحدي الذي يواجه الفلسطينيين أنفسهم، إذ إن تبعاته ستؤدي إلى اضطرابات ديموغرافية وسياسية وعسكرية تهدد استقرار المنطقة بأسرها. 

كما تساءل: هل يدرك ترمب أن ما يقترحه يتناقض تماماً مع مخطط دمج «إسرائيل» في المنطقة والتطبيع معها، وأنه بذلك يزرع قنابل موقوتة ستنفجر أولاً في وجه «إسرائيل» ذاتها؟

أما الكاتب تامر، فعلق بسخرية على موقف رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو، قائلاً: سعادة لا توصف ارتسمت على وجه نتنياهو بعد سماعه الكلمات التي كان يحلم بها! 

وأردف: تصريحات ترمب هي الأخطر منذ عقود بشأن القضية الفلسطينية، إذ يدعو إلى إجبار كامل سكان غزة على المغادرة إلى مصر والأردن أو دول أخرى دون عودة، ثم استيلاء أمريكا على القطاع لإقامة مشروع رائع هناك، بعض ما يقوله يجعلك تضحك، ليس لطرافته، بل لأنك لا تكاد تصدق ما تسمعه!


كلمات دلاليه

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة