دعاة كويتيون: نصرة غزة واجب شرعي على الجميع

مع استمرار عدوان الاحتلال الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، واشتداد الحصار والدمار، تفاعل عدد من الدعاة والعلماء الكويتيين مع هذه المأساة الإنسانية، مؤكدين على واجب النصرة والدعم، ومنتقدين حالة التخاذل والصمت العربي والإسلامي، جاءت تصريحاتهم قوية ومباشرة، تعكس الغضب والاستنكار لما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وتؤكد على أهمية التحرك الفعلي للوقوف إلى جانب غزة في محنتها.
الوزير السابق د. نايف العجمي: غزة صامدة رغم المجازر والتآمر
في تعليق مؤثر، وصف الوزير السابق د. نايف العجمي الأهداف الحقيقية للحرب الصهيونية
على غزة، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، والقضاء على
المقاومة، وتدمير الأنفاق، والاستيلاء على السلاح، تمهيدًا لإقامة "إسرائيل
الكبرى".
وأشار إلى أن الاحتلال ينتهج سياسة
التهجير القسري، ويمارس أبشع أنواع الجرائم، عبر القتل الممنهج والتدمير المدروس،
بهدف دفع أهل غزة إلى الاستسلام أو الرحيل.
لكن رغم ذلك، شدد العجمي على أن غزة ترفض الخضوع، وتصدح بصوت الثبات
والعزة، متعهدة بالبقاء على أرضها أو الموت في سبيلها. وعبّر عن انبهاره بصمود
أهلها، مستشهدًا بمواقف مؤثرة لآباء فقدوا عائلاتهم كاملة، لكنهم ظلوا شامخين
رافعين شعار التضحية والفداء.
د. مطلق الجاسر: النصرة واجب شرعي على الجميع
من جهته، أكد د. مطلق الجاسر، أستاذ الفقه المقارن والسياسة الشرعية، أن
نصرة أهل غزة فرض على الأمة، حكامًا ومحكومين، مشددًا على أن كل من يملك وسيلة
للمساعدة ولم يستغلها فهو آثم ودعا الله أن ينصر المستضعفين من المسلمين، وأن ينتقم
من الاحتلال الصهيوني المجرم.
د. سلطان الحربي: الغرب يدعم الاحتلال ونحن نعجز عن تقديم الحد الأدنى
أما د. سلطان الحربي، فقد ركز على التناقض الكبير بين مواقف الغرب ومواقف
المسلمين، مشيرًا إلى أن الدول الغربية بكل إمكانياتها العسكرية والاقتصادية تقف
خلف الاحتلال وتدعمه بكل الوسائل، في حين أن المسلمين، رغم كثرتهم، أضعف من أن
يقدموا الحد الأدنى من الدعم لغزة، حتى ولو كان مجرد رغيف خبز يُرمى عبر الجدار
لإنقاذ الجياع والمحاصرين.
د. عادل العازمي: الدعاء لغزة أقل الواجب
وفي مطالبة رسمية، دعا د. عادل العازمي وزارة الأوقاف الكويتية إلى إصدار
تعميم للمساجد بالقنوت لأهل غزة في جميع الصلوات، مؤكدًا أن الدعاء أقل ما يمكن
تقديمه في ظل هذا العدوان الوحشي. كما شدد على ضرورة أن تبقى غزة حاضرة في خطب
الجمعة، حتى يظل المسلمون على دراية بحجم المأساة ومعاناتها.
الداعية د. حسين الفيفي: عداء الاحتلال ليس لفئة بل للأمة كلها
أوضح د. حسين الفيفي أن عدوان الاحتلال ليس موجهًا لجماعة أو فئة معينة، بل
هو استهداف شامل للأمة الإسلامية، مستشهدًا بالاعتداءات التاريخية التي لم تتوقف
منذ قرن، سواء في فلسطين أو سوريا. وانتقد الفيفي بشدة محاولات التلاعب بالحقائق،
متعجبًا من استمرار البعض في تبرير الجرائم الصهيونية، رغم وضوح الصورة للجميع.
الشيخ محمد حسن الددو: ما يجري في غزة ابتلاء للأمة كلها
أما الشيخ محمد حسن الددو، رئيس مركز تكوين العلماء، فقد أكد أن ما يجري في
غزة ليس ابتلاءً لأهلها فحسب، بل هو امتحان للأمة الإسلامية بأكملها، ليُرى من
سيفي بعهد الله في نصرة إخوانه، ومن سيتخاذل عن ذلك. ودعا الجميع إلى إدراك
مسؤوليتهم تجاه هذه المحنة قبل فوات الأوان.
الداعية الشيخ محمد العوضي: الأمة في أسوأ حالاتها من الخذلان والانكسار
وفي نقد لاذع لحال الأمة، وصف الشيخ محمد العوضي الزمن الحالي بأنه
"أرذل وأفجر الأزمنة"، مشيرًا إلى أن العالم أصبح أكثر وحشية وهمجية.
لكنه أكد أن المصيبة الأكبر ليست في عدوان الاحتلال فقط، بل في ضعف المسلمين
وانكسارهم وخذلانهم لإخوانهم في غزة. وأوضح أن هذا الانحدار الأخلاقي والمعنوي يجر
الأمة نحو الهاوية، محذرًا من استمرار هذا الصمت المهين.
العالم يعيش في أرذل وأفجر أزمانه وأشدها نذالة ووحشية وهمجية
— محمد العوضي (@mh_awadi) April 3, 2025
أما نحن المسلمون بأنظمتنا وكياناتنا
فإننا أسوأ الأسوأ في الوجود لهذا الضعف والانكسار والبلادة الشعورية والخذلان لإخواننا في غزة وعموم فلسطين
إننا ننتحر على كل الصُعد المعنوية والأخلاقية ونهوي باختيارنا في أودية الفناء https://t.co/1w2W7T72kc
تعكس هذه التصريحات موقفًا واضحًا للدعاة والعلماء الكويتيين من المجازر
الإسرائيلية في غزة، حيث أكدوا جميعًا أن ما يجري هناك ليس مجرد حرب عادية، بل هو
مخطط لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وإبادة وجودهم. كما شددوا على أن النصرة واجب
شرعي على كل مسلم، وأن التخاذل والصمت جريمة أخلاقية وإنسانية. في ظل هذا الواقع،
تبقى الأسئلة الكبرى: متى تستيقظ الأمة من سباتها؟ ومتى تتحول هذه التصريحات إلى
أفعال ملموسة تساهم في رفع الظلم عن غزة وأهلها؟