دليل مناصرة القضية الفلسطينية!

د. جاسم الشمري

21 أبريل 2025

169

 وصلتني قبل أيّام نسخة من "دليل المناصرة في مجال القضية الفلسطينية، تطوير التأثير الضاغط من المستويات المحلّيّة إلى الآفاق العالمية".

والكتاب، أو الدليل من إصدارات منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال "تواصل"، وكانت الغاية من الدليل، الذي أُعدّ بعناية فائقة، الدفع باتّجاه تحرّكات فاعلة لمناصرة القضية الفلسطينية على المستويات المحلّيّة والوطنية، والإقليمية، والعالمية.

والمناصرة (Advocacy) هي المدافعة، أو الترافع، أو الترافع المدني، أو حشد التأييد، أو الدعوة للتواصل التأثيري، وكما هي المصطلحات ذات الدلالات المترادفة يقصد بالمناصرة الجهود الهادفة إلى إحداث تغيير في قضية معينة، أو موضوع معين، ودائماً ما تكون هذه التحركات هادفة لإحداث تغيير في صنع السياسات.

والعمل الداعم لأيّ قضية نبيلة، ومنها القضية الفلسطينية، يتطلّب الانتباه إلى كافّة الفرص المتاحة لتعظيم الضغوط وتطوير الحملات لدفع الظلم، والعدوان، وإزالة الاحتلال، وإحقاق الحقّ الفلسطيني، وحقّ العودة.

والمناصرة للقضية الفلسطينية قد تكون جماعية أو فردية، (رسمية، أو شعبية)؛ ومن ثمّ هنالك ضرورة لدعم تلك الجهود وتنظيمها من أجل أن يكون تأثيرها أقوى وأوسع على المستويات السياسية والميدانية.

ويمكن صياغة استراتيجية مناصرة للقضية الفلسطينية ضمن عدّة خطوات، وأبرزها:

1. تحديد القضيّة:

وهي القضيّة الفلسطينية.

2.  الإلمام بالموضوع وإدراك السياقات:

وهي معلومة لكل الأحرار في العالم، بأنه هنالك كيان غاصب يريد أن يقلب الحقائق ويزوّر التاريخ، ويبيّن، بالقوّة المفرطة، للعالم بأنه "يملك الحقّ التاريخي" في فلسطين المحتلّة.

3. تحديد الأهداف:
بمستوياتها المختلفة الأساسية والتفصيلية، وكذلك تحديد الجمهور المُخَاطَب، والأوساط المؤثّرة والفاعلة وذات القدرة على إحداث التغيير.

4. صياغة الخطاب:
 أو الرسالة، وبيان الحجج والمقولات الأساسية.

5. دراسة وتحديد الموارد:
 والقدرات والاحتياجات والشراكات، وهنا يفترض أن يكون هنالك فريق التنفيذ ومعه فريق من "المتعاونين".

6. وضع الخطّة ومباشرة الأداء والتنفيذ بناءً عليها.

7. المتابعة والتقييم:
 لتلافي الأخطاء وتحديد نقاط القوّة والضعف لتحقيق أكبر قدر ممكن من الثمار السلمية الشعبية الناعمة الضاغطة!

وفي خطاب المناصرة، على سبيل المثال، يفترض إبراز القضيّة المعنية والتوعية بشأنها، وإشعار الأطراف والجهات، والأوساط المخاطبة بمسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية.

والمناصرة ليست فعاليات عشوائية، أو عبثية، بل يفترض أن تنطوي على مطالب محدّدة، ومن الأفضل أن تعتمد تحرّكات المناصرة على أسلوب المشكلة/الحلّ، أيّ إبراز المشكلة والتوعية بشأنها واقتراح المعالجات الأمثل لها.

وهذه المعالجات المطلوبة ينبغي أن تكون في هيئة مطالب، أو مقترحات، أو توصيات، ويدخل في ذلك بيان وجوه القصور في الأداء والتراخي في المواقف، أو التواطؤ مع أوضاع مُختلّة، والضلوع في انتهاكات جائرة، وهذه، جميعها، تتطلّب جهوداً تصحيحية تُذْكَر ضمن المطالب.

 ومن أبرز أدوات المناصرة هي، الإفادات، والإصدارات المكتوبة والبيانات، والتصريحات الصحفية، والمراسلات، والتقارير، والدراسات، والأسانيد القانونية، والحجج المرجعية من القانون الدولي والمواثيق الأممية، والعرائض، وحملات التوقيع، والوفود الميدانية لتقصي الحقائق، وإقامة المؤتمرات، والندوات، والمحاضرات، والمشاركة في المؤتمرات والندوات والمحاضرات.

ومن الأدوات الفاعلة في عالمنا اليوم هي المنصات الإعلامية والتواصل مع الصحفيين والإعلاميين، والناشطين، والمنظّمات الحقوقية، ورفع دعوى قضائية لدى جهات النظر والاختصاص المتاحة، وكذلك الدورات التدريبية والتأهيلية في المجال الذي يراد تسليط الضوء عليه!

ولا يمكن إغفال دور المناصرة الرقمية التي تكون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبكافّة صنوفها وأشكالها، وتركّز على تقديم مضامين توعوية وتحفيزية عبر تلك المنصات الشعبية، ومحاولة الوصول إلى فضاءات جماهيرية أوسع عبر الأدوات الرقمية المتاحة.

وينبغي التذكير هنا بضرورة الابتعاد عن الخطابات العامّة غير المحدّدة، وضرورة مخاطبة صانعي القرار والهيئات والمؤسّسات بموجب بيانات مُوثّقة، ومعطيات دقيقة، وأدلة ملموسة، وحجج داعمة للقضيّة والموقف المراد مناصرته.

وكذلك ضرورة التنسيق الجماعي، والتفاهم على فعاليات المناصرة من حيث زمان وأماكن الانطلاق وترتيب مفردات النشاطات.

ومن أبرز فعّاليّات المناصرة المطلوبة اليوم للقضية الفلسطينية هي:

-    حملات كشف الجرائم الصهيونية في غزّة وغيرها.

-    حملات وتحرّكات لكسر الحصار على غزّة.

-    الحثّ على الملاحقة القانونية العالمية لمجرمي الحرب من قادة الاحتلال.

-    رفض مخطّطات التهجير من الأراضي الفلسطينية.

هذه الخطط وغيرها يمكن العمل على تطبيقها لنصرة فلسطين وأهلها!

لنعمل، كلّ من مكانه ولو بالكلمة، لنصرة القضية الفلسطينية بهذه الأدوات وغيرها.

 

 

 

 

 

 

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة