رغم مآسي الحرب.. تتار نازحون يأملون العودة إلى القرم وأوكرانيا
رغم كل السلبيات والدمار الذي خلفته الحرب، يعبر أتراك القرم (التتار)، الذين جاءوا إلى مدينة كولونيا الألمانية (غرب)، هربًا من الحرب في أوكرانيا، عن رغبتهم في العودة إلى شبه جزيرة القرم، بعد عودتها إلى أوكرانيا.
وأشارت مجموعة من اللاجئين من تتار القرم، معظمهم من الأطفال والنساء، لمراسل الأناضول، أنهم نزحوا عن شبه جزيرة القرم إلى مدن مختلفة في أوكرانيا في عام 2014، وعانوا من نفس المصير للمرة الثانية عندما لجأوا إلى ألمانيا هربًا من الهجوم العسكري الروسي ضد أوكرانيا، وأن الأتراك المقيمين في كولونيا رحبوا بهم وقدموا لهم المساعدة اللازمة.
وقالت ليمارا قرملي أنها لجأت إلى كولونيا مع أطفالها الثلاثة، في حين بقي زوجها في أوكرانيا من أجل المشاركة في الدفاع عن الوطن ضد الهجوم العسكري الروسي.
وأضافت: انطلقنا من كييف وسافرنا لمدة 24 ساعة حتى وصلنا إلى غربي أوكرانيا حيث أخذنا قسطًا من الراحة. بعدها سافرنا إلى رومانيا ومنها إلى كولونيا في رحلة استغرقت 40 ساعة.
وأوضحت أن الأوضاع في كييف سيئة للغاية. كنا نائمين عندما بدأ الهجوم العسكري. استيقظنا صباحًا على أصوات الصواريخ. كانت أصوات الانفجارات عالية ومخيفة، استيقظ الأطفال في أجواء من الرعب وبدأوا في البكاء. نظرت من النافذة، ورأيت الانفجارات تعم الأرجاء. أدركنا أنا وزوجي أن الحرب قد بدأت. حزمنا ما تيسر لنا من أمتعة وأخرجنا الأطفال من كييف.
وذكرت أنها على الرغم من الحرب وكل السلبيات، لا تزال تحتفظ بحلم العودة إلى القرم، وأكملت: كان لدينا مطعم شعبي في القرم، كنا نحضر فيه أطباق شعبية لتتار القرم. أجبرنا على النزوح إلى أوكرانيا عام 2014. والآن نحن لاجئون في ألمانيا. لقد فتح الأتراك أبوابهم لنا، دعمونا، وقدّموا لنا المساعدات اللازمة.نشكرهم كثيرًا.
وأعربت قرملي عن رغبتهم في العودة إلى أوكرانيا، وقالت: أوكرانيا وطننا. أريد أن أكون سعيدة هناك وأن يلتم شمل أسرتي. وجود الأتراك في كولونيا جعلنا نشعر بالسعادة، إضافة إلى أن أحمد أوزاي، ممثل الجمعية الوطنية لتتار القرم في ألمانيا، قام بالإشراف على استقبالنا وتقديم المساعدة.
- نعاني من نفس المصير للمرة الثانية
بدوره، قال مصطفى فيينلي، أحد اللاجئين إلى ألمانيا من تتار القرم، إنه اضطر للنزوح عن القرم إلى مدينة خيرسون في أوكرانيا عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه الجزيرة.
وأشار فيينلي لمراسل الأناضول، أنه كان يعمل تاجرًا في خيرسون، وواجه الكثير من الصعوبات خلال الرحلة التي استغرقت 6 أيام، من خيرسون إلى ألمانيا، مع أسرته ومجموعة من أبناء تتار القرم.
وأوضح أنهم طردوا من شبه جزيرة القرم في عام 2014، وعاشوا في مدينة خيرسون لمدة 8 سنوات، إلا أن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا أجبرهم للنزوح مجددًا عن المكان الذي استقروا فيه (خيرسون) واللجوء إلى ألمانيا.
وشدد فيينلي على رغبة تتار القرم بالعودة إلى وطنهم الأم، وقال: هنا في ألمانيا توجد جالية تركية كبيرة. هم قريبون جدًا منا. كما توجد هنا جمعية لتتار القرم وجمعيات تركية، الى جانب ممثلين عن الشؤون الدينية التركية. هذا جيد بالنسبة لأطفالنا ويساعدهم على مواصلة التحدث باللغة التركية ودراسة العلوم الدينية. لقد رحب بنا الأتراك هنا بشكل جيد للغاية ووفروا لنا المساعدات اللازمة.
أما أمينة أنوروفا، التي فرت من الحرب مع زوجها وأطفالها، فقالت إن أسرتها كانت تعيش حياة طبيعية قبل الحرب، وأن أطفالها كانوا يذهبون إلى المدارس.
وأفادت أنوروفا لمراسل الأناضول، أنهم في البداية لم يصدقوا أن هناك حربًا قد بدأت عندما سمعوا أصوات الانفجارات التي هزت العديد من المدن الأوكرانية.
وتابعت: خرجنا من منزلنا في غضون 20 دقيقة. لم نصدق في البداية أن الحرب قد بدأت. بقي الكثير من أصدقائنا هناك. أصروا على البقاء في منزلهم، لكن بعد اشتداد الحرب لم يعودوا قادرين على المغادرة وندموا على عدم خروجهم.
وأعربت أنوروفا عن أملها في انتهاء قريب للحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أنها وأسرتها مروا بأوقات عصيبة للغاية، خلال خروجهم من كييف، ورحلة اللجوء إلى ألمانيا.
الرابط المختصر :