رمضان حول العالم.. 20 ركعة في ألمانيا وإفطار جماعي في أستراليا

يحظى استقبال
شهر رمضان في جميع دول العالم بتقدير وإعداد غير مسبوق لدى الجاليات المسلمة
المنتشرة في أوروبا، ودول الغرب، خاصة ألمانيا وفرنسا وأستراليا، التي يكون لها
طقوسها الخاصة في الشهر الفضيل؛ روحانياً في العبادة، ومادياً في إعداد الأطعمة
والوجبات؛ التي تختلف من بلد لآخر.
رمضان
في ألمانيا
تسمح الحكومة
الألمانية بقسط من الحرية لا بأس به للمسلمين هناك، لأجل ممارسة الواجبات الدينية،
والتعبير عن المعتقدات والأفكار الخاصة، بما في ذلك ما يتم القيام به في رمضان.
وتحت هذا السقف
من الحرية، تستقبل الجاليات الإسلامية رمضان بالحفاوة والترقب والانتظار، والعجيب
أن المسلمين في ألمانيا يعتمدون ثبوت هلال رمضان من خلال وسائل الإعلام، دون أن
يخرج أحد من المسلمين هناك، لالتماس الرؤية الشرعية (الهلال).
وتحظى وجبة
السحور لدى المسلمين في ألمانيا باهتمام كبير، فهي عندهم بمثابة وجبة الإفطار؛ حيث
يكون السحور عادة من البيض واللبن والجبن، وبعض المشروبات التي تساعدهم على ممارسة
العمل اليومي المعهود هناك.
أما الإفطار فكل
جالية من الجاليات الإسلامية تحافظ على صنع ما اعتادته من الطعام في بلادها، إحياء
لذكرى تلك البلاد، وتذكيرًا بالأهل والأحباب، كما يحافظ المسلمون على صنع بعض
أنواع الحلوى المشهورة في الشرق الإسلامي، مثل القطايف والكنافة، وغيرهما.
صلاة
التراويح 20 ركعة
أما صلاة
التراويح فتؤدى جماعة في المراكز الإسلامية المتواجدة في المدن الكبرى بالبلاد،
إضافة إلى مساجد الأتراك المنتشرة في العديد من المدن والقرى.
وبحسب ما هو
معتاد بين المسلمين هناك، فهم يؤدون صلاة التراويح عادة 20 ركعة، إضافة إلى عدم
تقيد المراكز والمساجد بختم القرآن في صلاة التراويح.
فيما يحتفي
المسلمون هناك بشكل كبير بليلة القدر، ويركزون تركيزاً شديداً على أن ليلة القدر
هي ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل.
ومن المعروف أن
نسبة المسلمين في ألمانيا تصل قرابة 5 ملايين نسمة، وهم من جنسيات مختلفة، وإن كان
الأتراك يشكلون النسبة الأكبر والأغلب بين المسلمين.
رمضان في صربيا.. ماذا بقي من الإرث العثماني؟
المسلمون
في فرنسا
رمضان في فرنسا
يقترب ويتشابه كثيراً مع الأحياء الشعبية في البلدان العربية والإسلامية، حيث تسود
أجواء رمضانية مع زحام تختلط فيه جميع الجنسيات والأعمار، وعرض الباعة للحلويات
والمستلزمات الخاصة بالشهر المبارك.
فيما تقوم
النساء بعرض الفطائر على قارعة الطريق بأشكالها ومذاقها المتعدد، وتقدم المحلات
التجارية على عرض المواد الغذائية التي لها علاقة برمضان مثل شباكية والزلابية.
أكثر ما يؤرق
المسلمين في فرنسا عدم سماع صوت الأذان، إضافة إلى طول اليوم في العمل؛ لأنهم
يقضون يومهم بشكل طبيعي؛ ما يؤثر على الصيام بشكل عام، وما يتبعه من إجهاد.
وتقوم المساجد
بتنظيم العديد من موائد الإفطار الجماعية، حيث يتجمعون حولها بالمئات عند موعد
الآذان.
كما تقوم أيضاً
بجمع الزكاة، مع رصد أعداد المحتاجين وتوزيع هذه الأموال في عيد الفطر لتصل إلى
مستحقيها.
إفطار
جماعي في أستراليا
رغم قلة عدد
المسلمين في أستراليا مقارنة بغيرهم، حيث يمثلون 2% من تعداد السكان، لكن حضورهم
الرمضاني بشكل جماعي يخلق أجواء رمضانية إيمانية مفعمة بالحيوية هناك.
ففي المدن
الكبرى مثل ملبورن وسيدني، تقام فيها موائد الإفطار والسحور جماعية، حيث شهدت سيدني
بمنطقة لاكيمبا في إحدى السنوات أكبر تجمع سنوي، الذي حضره مليون مسلم.
ويحرص المسلمون
على التوجه إلى هذه المنطقة طوال الشهر الفضيل، ويتواجد بشوارع المنطقة الكثير من
المحلات والمطاعم؛ التي تقدم الأكلات والحلوى والمشروبات التراثية، مثل الكنافة
النابلسية والشاورما والذرة المسلوقة.
مدارس
القرآن في إندونيسيا
أما في
إندونيسيا، فهناك استعداد مهيب لاستقبال رمضان يتصدر فيه قراءة القرآن ومدارسته في
جميع المراكز الإسلامية، خاصة بين الطلاب حيث يعد من أكبر اهتماماتهم.
«المجتمع»
تواصلت مع عبدالمعز عليّ، وهو أحد معلمي القرآن في إندونيسيا والمستشار الديني في
وسائل الإعلام المحلية هناك؛ الذي أكد أن رمضان يملأ أيامنا بالعبادات لتعزيز تقوى
الله، مثل أداء الصلاة المكتوبة جماعة، وصلاة التراويح، وقيام الليل، وصلاة الضحى،
وغيرها من العبادات.
وأوضح أن عدد
المصلين في المساجد يزداد خلال رمضان، حيث يقضون وقتهم بعد صلاة التراويح بقراءة
القرآن الكريم والدروس الإسلامية.
رمضان إندونيسيا.. الزيارة الكبرى وإفطار التسامح و«موديك»
وعن طقوس
استقبال، رمضان نوه بأن الأطعمة المفضلة للإفطار في إندونيسيا هي الرطب والحلويات
والوجبات الخفيفة والأطباق الإندونيسية التقليدية.
كما أشار إلى أن
بعض الناس يتصدقون بعد صلاة العشاء أو التراويح، وأن أشكال العمل الخيري تزداد مثل
التصدق، والزكاة، والإفطار الجماعي، إضافة إلى التواصل بين العائلات؛ الذي يتحسن
خلال رمضان، وذلك بسبب الإفطار الجماعي مع جميع العائلة.
وحول ارتداء
لباس خاص لاستقبال شهر رمضان، أوضح أنه لا يوجد لباس خاص، لكن بعض الناس يشترون
ملابس جديدة بيضاء وملابس إسلامية تستر العورة، اقتداء بما كان يفعله الصالحون
لحرمة رمضان، بحسب وصفه.
«الهريس»
في الكويت
وفي الخليج،
يكون لرمضان طقوس خاصة بين المجتمع الخليجي المحافظ والمهتم بالمحافظة على
الموروث، خاصة فيما يخص الأطباق الشعبية من الأطعمة.
فمثلاً في
الكويت يكون لطبق «الهريس» الصدارة على المائدة الرمضانية؛ الذي يعدّ واحداً من
الأكلات الكويتية المعروفة خلال هذا الشهر.
ويصنع الهريس من
القمح المهروس مع اللحم، ويضاف إليها عند التقديم السكر الناعم والسمن البلدي
والقرفة المطحونة.
تأتي بعد الهريس
أكلة «التشريب»، التي لا تخلو موائد الإفطار في البيوت الكويتية منها؛ وهي عبارة
عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعاً قطعاً صغيرة، ويسكب عليه مرق اللحم الذي يحتوي
بالغالب على صنفين، هما: القرع والبطاطس، وحبات من الليمون الجاف.
غرائب
رمضانية
لا يخلو أيضاً رمضان
من الغرائب خاصة فيما يتعلق بموعد الرؤية، الذي أيضا طال المدن الغربية.
«المجتمع»
تواصلت مع د. مصطفى أبو عمارة، أستاذ الحديث في جامعة الأزهر، الذي كشف عن عادة
غريبة يقوم بها بعض المسلمين في مدينة بوسطن الأمريكية، حينما كان في زيارته هناك،
حيث يقوم البعض باعتماد الصوم ودخول أول يوم من أيام رمضان وفق رؤية الهلال بالعين
المجردة.
ونبه أبو عمارة
إلى أن هذا يأتي نتيجة التنطع أو الخلط بين الوسيلة والغاية، فالوسيلة سبب لمعرفة
الفريضة، وهي تتحقق بالأجهزة الحديثة، كما أن رؤية الهلال بالأجهزة الحديثة يكون
عبر العين أيضاً وليس غيرها من الأعضاء.
رمضان في السودان.. الزفة والحضرة الصوفية و«الموركي»
وناشد أبو عمارة
بضرورة توعية جادة لمثل هذه الظواهر الغريبة بين الجاليات في المجتمع الغربي.
كما أشار إلى ظاهرة غريبة أيضاً بأحد البلدان العربية، وهي أنه لا يسمع الأذان يرفع في المساجد لأجل معرفة موعد الإفطار أو الإمساك عن الطعام، لدرجة أنه كان ينتظر حتى لحلول الظلام، للتحقق من دخول الليل، من أجل الإفطار!