رمضان في المغرب.. عقوبة 6 شهور للمفطرين وتسليمة واحدة في التراويح

المغرب "مُغْرِب" في تقاليده وعاداته وأصالته التاريخية – العربية والإسلامية- الممزوجة بروحه منذ الفتح الإسلامي وحتى الآن، فالشعب المغربي له طقوسه وعاداته الخاصة، خاصة في شهر رمضان المعظم، فضلا عن زيه الذي يميزه عن باقي الشعوب، محافظا على هويته الإسلامية والعربية، إضافة إلى مطبخه الخاص في الشهر الفضيل، العامر بالوجبات الغربية الفريدة.

"المجتمع" حاولت أن تقرّب الصورة لقرّائها، عبر محاورة أحد رجال الأعمال العرب الذين يعيشون في المغرب منذ سنوات طويلة، وشربوا عاداته وطقوسه، حيث كشف رجل الأعمال "وائل عبد الهادي" عن كيفية استقبال المغاربة لرمضان، وما هي الطقوس والعادات الأصيلة؛ التي لا يمكن التخلي عنها في مدن المغرب مع دخول شهر رمضان المبارك.

*بداية.. ماذا يميز المغرب عن غيره من البلدان في استقبال رمضان؟

رمضان في المغرب، يستعد الأهالي لاستقباله، قبل قدومه بشهر كامل، بتهيئة المساجد والصدقات وتوفير المتطلبات؛ التي تخص المائدة المغربية.

*ما هي أشكال العبادة والاستعداد الإيماني في مدن المغرب لاستقبال الشهر الفضيل؟

مع إعلان الرؤية بهلال رمضان يجوب المدن والقرى شخص يرتدي «الطربوش والسلهام والفوقية والبلغة»، الزي التقليدي الخاص بالمغرب، ومعه آلة موسيقية تصدر أصواتا شعبية- فلكورية- لإعلام الناس بدخول رمضان، ويتم اعتماد الرؤية، اعتمادا على العين المجردة، عبر حوالي 30 مكانا لرصد الهلال.

أما عن أشكال العبادة، فالأوقاف لها دور كبير في مسار العبادة على مدار الشهر، خاصة في مسجد "الحسن الثاني" في الدار البيضاء؛ والذي يتسع لـ 3 ملايين مصلٍّ، والذي استغرق بناؤه 10 سنوات.

كما أن المغاربة يقيمون "التراويح" "والتهجد" من أول يوم في رمضان، بخلاف المشارقة، حيث تكون صلاة التهجد في النصف الثاني من الشهر في أغلب الأحيان، بخلاف المغرب الذي تكون فيه من أول يوم، وأغلب المساجد تصلي بجزء كامل من القرآن.


ومن خصوصيات المغرب أن الإمام يقوم بالتسليمة الأولى، وبمجرد الانتهاء منها، يسلّم الناس التسليمتين ويقومون من الصلاة، يعني أنهم يخرجون من الصلاة بمجرد الانتهاء من "التسليمة الأولى".

اقرأ أيضا: رمضان حول العالم.. 20 ركعة في ألمانيا وإفطار جماعي في أستراليا

*من خلال معيشتك لسنوات في المغرب.. ما هي أبرز العادات المغربية في رمضان؟

بالنسبة للإفطار يكون خفيفا يعتمد على طعام خفيف، ومن المعروف أن "المطبخ المغربي" متميز، وحصل على الرقم الأول عالميا على مستوى الطبخ والأداء وأصناف الطعام المتميزة.

فالإفطار يقتصر على الأطعمة الخفيفة، كالحليب والتمر، ثم يعودن للطعام بعد صلاة التراويح، حيث تكون المائدة عامرة بالأطباق، خاصة "البسطيلة" – وهي طبق تقليدي من المعجنات يكون محشوا غالبا بالحمام-، وغيرها من الأطباق الأخرى، مثل "المسمن" وهي فطائر شهيرة، إضافة إلى "شربة الحريرة" الأساسية في الإفطار، وهي عبارة عن قطع من اللحم مضاف إليها الحمص أو غيره، وفق عادات البلد، وغيرها من الطواجن، خاصة طاجن "اللحم بالبرقوق"، وطاجن الحوت.

طاجن "اللحم بالبرقوق" لتزيين المائدة.. وتجهيز "قفة رمضان" للمحتاجين


*من المعروف عن المغرب أصالته في العادات والتقاليد.. ما هي أهم أشكال التعاون المجتمعي والخيري؟

أهم العادات المغربية هي "التلاحم"، والزيارات الأسرية بشكل يومي، وعن العمل الخيري من أهم العادات الرمضانية في المغرب هي تجهيز "قفة رمضان"، للفقراء والمحتاجين، فالترابط الاجتماعي في المغرب "مبهر"، حيث لا تجد تقريبا بيتا واحدا محتاجا في الشهر الفضيل.

*للمغرب لباس خاص يميزه عن غيره من البلدان.. هل هناك زي خاص للصلوات والتراويح في رمضان؟

يتميز المغرب بما يعرف بـ "الجلباب المغربي" بالنسبة للرجال، وهو عالي التكلفة لأنها يحاك يدويا، ومن أشهر المدن في ذلك مدينة "وزّان"، التي تشتهر بـ "الجلابة الوزانية"؛ والتي يصل سعرها في بعض الأحيان إلى 2000 ألفي دولار، للقفطان الواحد، بحسب النوع والمدينة.

أيضا يتميز المغرب في زيّه بما يعرف بـ "السلهام"، وهو زي خاص بالفقهاء، إضافة إلى «الطربوش والبلغة والفوقية»، بينما يكون الجبادور المغربي، من أهم لباس وزيّ أهالي الصحراء والجنوب. أما النساء فيتميّزن بلباس "الحايك المغربي"، وهو يشابه النقاب للمرأة العربية.

"السلهام" أشهر الأزياء. وسعر "الجلابة الوزانية" يصل إلى 2000 ألفي دولار


*ما هي صور التواصل الخيري لغير المغاربة في مدن المغرب وما هي علاقتهم بالأهالي؟

الجاليات بشكل عام تترابط فيما بينها بشكل قوي، فمثلا الجالية المصري؛ التي ينتمي إليها رجل الأعمال، فإنها أسست منذ عامين، ويوجد توصل بينهم، خاصة في شهر رمضان، حيث تم توفير "شنطة رمضان" كنوع من التعاون وتوثيق الروابط.

*هل شعرت بفارق في العبادة بين مصر والمغرب من خلال إقامتك لسنوات طويلة؟

لا بالعكس، فالشعب المغربي، تزداد معه بالعبادة، لأنه يتميز بالقرآن، فلا يزال أهل المغرب يحفظون القرآن في الكتاتيب من خلال "اللوح الخشبي".

كما يوجد لديهم مدارس تسمى بـ"العتيقة"، وهي تشبه المعاهد الأزهرية في مصر، وكل عام تقدم كل مدينة طفلا متميزا في القرآن أو الفقه أو السنة، لأجل المشاركة في مسابقات تنافسية، يتم الإعداد لها بشكل جيد للغاية يحضره والي المدينة- المحافظ-.

ومن الأمور الجادة في البلاد، لأجل الحفاظ على قدسية الصوم، يتم معاقبة "المُفْطِر" جهاراً في نهار رمضان، بعقوبة تتراوح بين شهر إلى 6 شهور، كما يحدد ساعات معينة للمطاعم للبيع، لأجل المحافظة على شكل الشهر الفضيل عامة.

اقرأ أيضا: رمضان في السودان.. الزفة والحضرة الصوفية و«الموركي»

*كيف يقضي المغاربة لياليهم الرمضانية.. وماذا يميزهم عن غيرهم من الشعوب؟

بعد الإفطار كالمعتاد تكون صلاة التراويح، وعقب الصلاة تكون هناك جلسات سمر خاصة على المقاهي، والتي يمنع فيها شرب "الشيشة"، ويقتصر فقط على الشاي والقهوة وأنواع العصائر، وعامة الشكل العام للجلسات، يسوده الاحترام حتى فيما يعرف بالكورنيش بالدار البيضاء.

*ما هي أهم الظواهر المجتمعية التي أثرت فيك خلال إقامتك في المغرب؟

الشعب المغربي شعب ودود وغير عنصري، ومتقبّل للمقيمين بشكل كبير، يحترم ضيوفه مع الحفاوة بالكرم، فلا زالت توجد صفات الكرم العربي حاضرة، وبقوة في الشعب المغربي.

وبالرغم من وجود مكونات للثقافة المغربية التي تجمع بين العربية والأمازيغية والصحراوية، ولكنها تنتهي على صخرة "حب الوطن"، والتي لا يقبل أي مغربي التنازل عنها مهما اختلفت أفكارهم.

اقرأ أيضا: رمضان إندونيسيا.. الزيارة الكبرى وإفطار التسامح و«موديك»



الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة