زحف شعبي من 32 دولة لكسر الحصار عن غزة

في وقت يقف فيه العالم متفرجًا على واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني، انطلقت مسيرة تضامنية دولية، تحمل عنوان «المسيرة العالمية إلى غزة»، بمشاركة آلاف الناشطين من مختلف قارات العالم، رافعين صوتًا واحدًا في وجه الحصار، ومطالبين بوقف آلة الإبادة التي تحصد أرواح الأبرياء في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م.

المسيرة التي تضم وفودًا من أكثر من 32 دولة، جاءت بمبادرة من تحالف دولي واسع، يضم منظمات مجتمع مدني وشخصيات عامة من أوروبا والأمريكيتين وآسيا والعالم العربي، بهدف التوجه إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، لإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، والتعبير عن تضامن شعبي عالمي مع المدنيين المحاصرين تحت القصف والحصار.

بحسب المنظمين، من المقرر أن تتجمع الوفود في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الخميس، حيث تنطلق بعدها إلى مدينة العريش شمال شرق مصر، قبل أن تواصل المسير سيرًا على الأقدام نحو معبر رفح الحدودي، في محاولة لإقامة اعتصام شعبي رمزي عند النقطة الأقرب لغزة، ورفع خيام احتجاجية تحمل رسائل إنسانية وسياسية موجهة إلى المجتمع الدولي.

السلطات المصرية توقف المئات

وفي خطوة أثارت قلق المنظمات الحقوقية، أوقفت السلطات المصرية أكثر من 200 ناشط أجنبي في مطار القاهرة وعدد من فنادق العاصمة، وفق ما أعلنه المتحدث باسم المسيرة سيف أبو كشك، الذي أكد أن المحتجزين يحملون جنسيات متنوعة، من بينها الأمريكية والأسترالية والهولندية والفرنسية والإسبانية والمغربية والجزائرية.

وقال أبو كشك، في تصريح لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»: إن بعض هؤلاء النشطاء تعرضوا للاستجواب والمضايقة، مشيرًا إلى أن رجال أمن بلباس مدني دخلوا غرف الفنادق وصادروا هواتف النشطاء وفتشوا ممتلكاتهم، في ظل غياب أي رد رسمي على أكثر من 50 طلبًا تقدم بها المنظمون للجهات المصرية المختصة.

وأضاف أن السلطات المصرية احتجزت أكثر من 20 عضوًا من الوفد الفرنسي في المطار لمدة تجاوزت 18 ساعة، فيما أُفرج عن آخرين بعد استجوابات متفرقة.

مصر توضح موقفها.. وتحذيرات «إسرائيلية»

وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانًا شددت فيه على أن أي زيارات إلى المناطق الحدودية مع قطاع غزة تتطلب «موافقات مسبقة»، وذلك في ظل ازدياد الطلبات المقدمة من وفود أجنبية للمشاركة في الفعالية، وأضافت أن التنسيق يجب أن يتم حصراً عبر السفارات المصرية في الخارج أو من خلال البعثات الأجنبية في القاهرة.

البيان المصري أكد، في الوقت ذاته، دعم القاهرة للجهود الدولية الهادفة إلى إنهاء الحصار «الإسرائيلي» على غزة، لكنه ربط أي نشاط ميداني بضرورة الالتزام بالإجراءات والسياسات المعتمدة منذ بدء الحرب.


وفي موقف متواز، طالب الكيان الصهيوني على لسان وزير دفاعه، يسرائيل كاتس، السلطات المصرية بمنع وصول المشاركين في المسيرة إلى الحدود مع غزة، واصفًا إياهم بـ«المحتجين الجهاديين»، محذرًا من أن أي محاولة للاقتراب من الحدود أو دخول القطاع ستكون بمثابة استفزاز يهدد سلامة الجنود «الإسرائيليين».

في الاتجاه الآخر من المنطقة، تواصل قافلة «الصمود» التضامنية تقدمها من العاصمة الليبية طرابلس، متجهة شرقًا صوب معبر رفح، ضمن الجهود الشعبية المستمرة لكسر الحصار والتعبير عن وحدة الضمير العربي والإسلامي مع أهل غزة، وسط ترحيب شعبي ورسمي في عدة مدن عبرت منها القافلة.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة