سياسيون كويتيون: قافلة الصمود جسرٌ عربيّ يمتد إلى غزة... بين الأمل والقيود
في وقتٍ تتعالى فيه أصوات الشعوب الحرة من أقصى الغرب إلى أعمق نقاط الشرق، تواصل "قافلة الصمود" مسيرتها الملحمية شرقًا، في محاولة إنسانية شجاعة لاستعادة ما تبقى من الكرامة العربية، والضغط الشعبي لنصرة غزة الجريحة، وسط تحديات جغرافية وسياسية لا تخفى على أحد.
تحرك
عربي في مواجهة صمت رسمي
انطلقت
القافلة من تونس، وها هي الآن قد حطّت رحالها في طرابلس – عاصمة ليبيا، على أمل
التوجه شرقًا نحو مناطق النفوذ الخاضعة لسيطرة الجنرال الليبي المنشق خليفة حفتر،
استعدادًا لعبور الحدود المصرية، ومنها إلى سيناء، فرفح، فغزة.
لكن
السؤال الملح يظل:هل ستُفتح المعابر؟ وهل
يُسمح لقافلة الصمود باجتياز الأراضي المصرية وصولًا إلى غزة المحاصرة؟
ففي
الوقت الذي تعلن فيه سلطات الاحتلال صراحةً رفضها لمرور القافلة، تقف أنظمة عربية
أمام اختبار تاريخي جديد: إما أن تصغي إلى نبض شعوبها، أو تختار مجددًا طريق الصمت
القاتل.
د.
عبدالله الشايجي: قافلة لاسترداد الكرامة
يرى
الدكتور عبدالله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، أن القافلة تمثل
محاولة مأجورة لاستعادة جزء من الكرامة العربية المهدور، ويشير إلى أن "نشطاء
غربيين سبقونا في المبادرة عبر سفينة مادلين لكسر الحصار عن غزة"، مؤكدًا أن
قافلة الصمود تحاول أن تكون صوتًا ميدانيًا لنصرة شعب محاصر ومجوّع منذ سنوات.
محمد
الدلال: الشعوب الإسلامية لا تُهزم
أما
النائب السابق محمد الدلال، فعبّر عن إيمانه بأن الشعوب العربية والإسلامية لا
تزال تحمل في قلبها تعظيمًا للمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى، مؤكّدًا أن لديهم
حميّة أصيلة لنصرة فلسطين، وداعيًا الله أن يبارك في القافلة ومن فيها، وأن يكتب
لهم أجر النصرة ويحقق مرادهم.
مهنا
الحبيل: وحدة الشعوب أقوى من تفرقة الأنظمة
من
جهته، يرى الباحث العربي مهنا الحبيل أن هذه القافلة لا تمثل فقط دعماً عمليًا
لغزة، بل هي بمثابة انتفاضة معنوية وجسر إنساني، تُظهر للعالم أن الشعوب العربية –
مهما فرّقتها سياسات الأنظمة – توحّدها القضايا الكبرى.
ويؤكد
الحبيل أن هذا التحرك "لا يصحّح فقط مواقف سياسية، بل يعيد التوازن لمنهج
التعبد؛ فالدعاء وحده لا يكفي، بل لا بد من السعي بكل أداة متاحة".
رسالة
تتجاوز الحصار
رغم
أن الوصول إلى غزة قد يواجه حواجز من كل اتجاه، إلا أن الرسالة قد وصلت بالفعل:
الشعوب لم تمت، والأمة لا تزال تحمل في أعماقها جذوة كرامة لا
تنطفئ.
قافلة
الصمود ليست فقط شاحنات ومسارات، بل كرامة تمشي على الأرض، وتاريخ يُكتب بحروف
التضامن، وضميرٌ جمعي يرفض الاستسلام.
الطريق
أصعب... لكن الصوت أوضح
في
زمن تُحاصر فيه غزة من البر والبحر والجو، تبقى مثل هذه المبادرات بوصلة الأحرار،
وتُعيد صياغة العلاقة بين الشعوب وقضاياها المركزية.
فهل
ستكسر قافلة الصمود حاجز الحصار؟ أم أنها ستصطدم بجدار آخر من الإحباطات الرسمية؟
الأيام
القادمة كفيلة بالإجابة، لكن ما هو مؤكد أن الشعوب بدأت تتكلم بلغة الفعل، لا
الانتظار.