الشرق الأوسط على حافة الهاوية..
صحيفة أسترالية: «إسرائيل» لا تستطيع أن تحارب وحدها بدون أمريكا

آرون باتريك(*)
قصف «إسرائيل»
لعدوها اللدود سيستمر لأيام حتى تقتنع بأن التهديد النووي الإيراني قد انتهى.
مقتل كبار
قادتها العسكريين، وتدمير العديد من أسلحتها الباليستية، والأضرار الجسيمة التي
لحقت بمحطاتها النووية، لن يمنع إيران من الرد، بعد أن سحقها منافسها اليهودي، لا
بد للدولة الإسلامية أن ترد بعنف.
السؤال المطروح
للمنطقة والعالم هو: إلى أي مدى ستذهب إيران في محاولتها للانتقام مما وقع لها؟
الولايات
المتحدة وافقت ودعمت وستدعم
الصراع بين «إسرائيل»
وإيران ليس بهذه البساطة.
على الرغم من
ادعائها بأن الهجوم لا علاقة له بقرار رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو،
فإن الولايات المتحدة وافقت على الهجوم، على الأرجح، وفقًا لمصدر مطلع على
العلاقات الأمريكية «الإسرائيلية».
على الرغم من
قوتها الدفاعية الهائلة، فإن «إسرائيل» ليست قوية بما يكفي لخوض حرب دون دعم
الولايات المتحدة، عسكريًا ودبلوماسيًا.
إنها بحاجة إلى
قنابل وصواريخ أمريكية، وحماية أمريكا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وهذا ما يجعل
الرئيس دونالد ترمب شريكًا غير مُعلن لـ«إسرائيل» في الحرب، ويفسر سبب مغادرة بعض
العسكريين الأمريكيين المنطقة قبل الهجمات الليلية، وإصدار السفير الأمريكي مايك
هاكابي تحذيرًا من الهجمات قبل 30 دقيقة من وقوعها.
لا بد أن
القيادة الإيرانية الباقية على قيد الحياة تُدرك هذا، فعندما بدأ ترمب المفاوضات
معهم، حدد مهلة شهرين، وقد انتهت هذه المهلة في اليوم الذي سبق الهجوم «الإسرائيلي».
وفيات
مدمرة
من بين القتلى،
بحسب التقارير، رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري؛ وقائد الحرس الثوري
الإسلامي (قوة عسكرية منفصلة عن الجيش) حسين سلامي؛ ونائب رئيس القوات المسلحة
غلام علي رشيد؛ ورئيس جامعة آزاد الإسلامية العالم النووي محمد مهدي طهرانجي،
وفريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
قد يحاول
الإيرانيون تكرار هجوم أكتوبر الماضي، عندما أمطرت إيران «إسرائيل» بنحو 200
صاروخ، ولم تُلحق بها سوى أضرار طفيفة ببعض المباني وممرات الطائرات في المطار.
قد
تتفاقم التوترات العالمية
أحد الخيارات هو
معاقبة الولايات المتحدة بملاحقة الجنود والدبلوماسيين الأمريكيين، بما في ذلك
السفارة الأمريكية الكبيرة في العراق، الخاضعة للنفوذ الإيراني.
خيار آخر هو
مهاجمة مصانع النفط وخطوط الأنابيب في المملكة العربية السعودية، التي تُنتج 11%
من نفط العالم.
من المرجح أن
يؤدي تدمير أو إتلاف مصانع النفط السعودية إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط؛ ما يرفع
تكلفة البنزين من واشنطن إلى بيرث.
متى
تستطيع إيران أن تصنع القنبلة؟
قدرة إيران
الوشيكة على صنع قنبلة نووية لا يزال محل خلاف، فقد صرح مجلس الشؤون اليهودية
الأسترالي «الإسرائيلي» يوم الجمعة، نقلاً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن
إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج المواد الأساسية لعشر قنابل على
الأقل خلال أسبوع أو أسبوعين.
من غير الواضح
مدى قرب تلك اللحظة، ولكن في فبراير المضي، أفادت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن
فريقًا سريًا من العلماء كان يطور مسارًا أسرع، وإن كان أكثر بدائية، لإنتاج سلاح
ذري.
في مايو الماضي،
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إن إيران نفذت أنشطة نووية غير معلنة في 3
قواعد لم تكن معروفة سابقًا، يُفترض أن سلاح الجو «الإسرائيلي» قصفها أو سيقصفها.
سيبقى معظم «الإسرائيليين»
بالقرب من الملاجئ، ومع ذلك وعلى الرغم من أنهم أصبحوا هدفًا للقنابل الإيرانية
مرة أخرى، فإن «الإسرائيليين» يدعمون الحرب ضد إيران.
وذلك لأنهم
يصدقون قادة إيران عندما يقولون: إنهم يريدون تدمير الدولة اليهودية.
__________________
(*) كاتب رئيس
في صحيفة «ذا نايتلي»، ومقرها سيدني، يتمتع بخبرة صحفية تزيد على 30 عامًا، عمل
كمراسل أول ونائب رئيس تحرير في صحيفة «أستراليان فاينانشال ريفيو»، ومراسل للشؤون
الخارجية في لندن لصحيفة «وول ستريت جورنال»، ومراسل صحيفة «واشنطن بوست»
الأسترالية لمدة 7 سنوات.
المصدر: «ذا
نايتلي».