مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية 12
عمر محرر المسجد الأقصى

كان جدو يتابع الأخبار باهتمام كبير، ورغم قدوم حفيده عمر فإنه
لم يشعر به.
شعر عمر باستغراب كبير ما الذي يجعل
جدو يركز كل هذا التركيز مع الأخبار.
أخذ عمر ينادي جدو مرة بعد مرة، ورغم
ذلك لم ينتبه.
اقترب أكثر ووضع يده على كتف جدو..
في هذه اللحظة انتبه جدو لوجود عمر.
جدو، ماذا بك لماذا كل هذا الانشغال
بالأخبار؟!
أخذ جدو نفسا عميقا مثقلا بالوجع:
العدو الصهيوني مازال مستمرا في عدوانه على المسجد الأقصى بالاقتحامات، وضرب
واعتقال المرابطين، والحفريات أسفله.
لقد حاصروا المرابطين داخل المسجد
الأقصى، ورغم إلقاء القنابل والاقتحامات فإن المرابطين والمرابطات يدافعون ببسالة
عنه.
نظر عمر إلى جدو، وفي عقله الصغير تدور
الكثير من الأسئلة الكبيرة..
- ولماذا المرابطون يعرضون حياتهم للخطر؟!
يا عمر، المسجد الأقصى شهد رحلة
الإسراء والمعراج، وهي قصة خلدها الله في كتابه العزيز، فهو عقيدة بالنسبة للمسلم
ليس مجرد مسجد من المساجد بل هو جزء من عقيدة المسلم والتخلي عنه هو تخلٍ عن
الإسلام.
الأرواح والدماء ترخص في سبيله، هذا
يجعل المرابطين والمرابطات رغم الاعتقال والضرب ثابتين في الدفاع عنه.
صمت جدو قليلا قبل أن يغادر غرفة
الجلوس طالبا من عمر أن ينتظره قليلا.
ذهب جدو إلى غرفته وما هي إلا دقائق
حتى عاد، وهو يحمل صندوقا خشبيا.
نظر عمر إلى الصندوق وعلامات
الاستفهام واضحة على ملامحه، وهو يسأل جدو: ما هذا الصندوق؟
جلس جدو على ركبتيه مما جعله قريبا
بالطول من عمر، حيث كانت عينا جدو تنظر مباشرة لعيني عمر، وهو يحدثه: عمر حبيبي،
هذا الصندوق احتفظت به منذ سنوات طويلة، فهو يحمل داخله بعضا من آثار المسجد
الأقصى التي احتفظت بها حتى تكون ذكرى لي وللأجيال القادمة.. وجدو يتحدث قاطعته
دموعه بغزارة.
احتضن عمر جدو، وهو يعده بأنه سيأتي
اليوم الذي يعود فيه للقدس، وسيصلي في المسجد الأقصى المبارك.
مسح جدو دموعه، وهو يؤكد على كلام
حفيده، ويبشره بوعد الله، تعالى، بتحرير القدس، وأن الاحتلال إلى زوال.
ابتسم جدو وهو ينظر إلى عمر: هذا
الصندوق هدية لك احتفظ به يا عمر، ففيه ذكريات من الأقصى الذي ارتوى بدماء الشهداء
ومنهم عمك الشهيد فادي رحمه الله، تعالى.
أخذ عمر الصندوق واحتضنه بقوة، وهو
ينظر إلى جدو: أعدك بذلك يا جدو.
وقبل أن يجتمع عمر مع عائلته حول
مائدة الإفطار، رسم لوحة يظهر فيها المسجد الأقصى وكتب أسفلها "عمر محرر
المسجد الأقصى".
هل تعلم مكانة المسجد الأقصى؟
إن كنت لا تعلم فاسأل جدك فسيخبرك الكثير
عنه.. وكل عام وتحرير الأقصى أقرب.