عملية «حجارة داود» في خان يونس.. شجاعة استثنائية وبطولة خالدة

سيف باكير

06 يوليو 2025

137

في مشهد جديد من مشاهد الصمود والمقاومة، نشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس السبت، مشاهد مصورة لعملية نوعية نفذها مجاهدوها في قلب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ضمن سلسلة عمليات «حجارة داود».

أظهرت المشاهد تنفيذ مجموعة من المجاهدين عملية فدائية جريئة، تم خلالها استهداف دبابتين من نوع «ميركافاه» بواسطة عبوتين ناسفتين من نوع «شواظ»، حيث انفجرت إحداهما لحظة وصولها إلى الهدف؛ ما أدى إلى اشتعال النيران في الدبابة ومقتل وإصابة من بداخلها من الجنود الصهاينة.

كما أظهرت اللقطات استهداف ناقلة جند بقذيفة «الياسين 105»، تلاها استهداف قوة إنقاذ صهيونية وصلت للمكان بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ومن أبرز مشاهد العملية، ما وثّق خروج المجاهدين من بين أنقاض المنازل المدمرة وسط المدينة، واستهداف 3 ناقلات جند صهيونية في منطقتي المجمع الإسلامي وشارع البيئة، والاشتباك المباشر مع القوات المرافقة، في مشهد جمع بين الإقدام والتضحية والتكتيك العسكري المحكم.

تفاعل واسع.. ومشاهد تلامس الوجدان

وقد أثارت مشاهد العملية تفاعلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون فيها تجليًا لأقصى درجات الشجاعة والبطولة في ظل حصار خانق وظروف إنسانية قاسية.

الكاتب والباحث الفلسطيني علي أبو رزق وصف المشهد بأنه ملحمة عظيمة وشجاعة نادرة، وقال: هؤلاء الشباب يندفعون نحو الدبابة، من فوقها وتحتها، عن يمينها وشمالها، دون خوف من حديدها أو قنابلها أو زحفها الثقيل، يقاتلون بإخلاص وتجرد، حتى اللحظة الأخيرة، رغم قلة الإمكانات وكثرة المخذلين.

وأضاف: هم يقاتلون بأظافرهم، بلا ذخائر متجددة ولا صواريخ متطورة، بلا طعام أو شراب أو حتى معابر مفتوحة.. يقاتلون بلحمهم الحي، وبحسبنا الله ونعم الوكيل.

وعلّق الكاتب الفلسطيني سعيد الحاج على مشاهد العملية التي نشرتها «كتائب القسام» من خان يونس، قائلًا: ثمة بطولة وبسالة وثبات وتجرد وصفات جليلة تجلت بوضوح في هذه المشاهد، لكن هذه القيم تضيع، أو يُراد لها أن تضيع، تحت وطأة الوضع الإنساني الوحشي أو بذريعة التعاطف الإنساني المجرد>

وأكد الحاج أن هذه اللحظات لا ينبغي نسيانها أو السماح بتجاهلها، مشددًا على أن بطولة هؤلاء الشباب – الرجال، لا سيما بعد نحو عامين من الحصار والتجويع والتقتيل والخذلان تفوق قدرة الكلمات على التعبير، وتصمد رغم كل محاولات التغييب.

وحذر من وجود محاولات متعمدة لطمس هذه البطولات أو إنكار وجودها، لأهداف وأجندات سياسية، مؤكدًا أن المأساة الإنسانية يجب أن تبقى أولوية، دون أن تكون ذريعة لاغتيال البطولة والمعنى.

من جانبه، وصف الكاتب رضوان الأخرس مشاهد العملية في خان يونس بأنها استثنائية في كل تفصيلة، قائلًا: مقاومٌ بلا خوذة، ولا درع، يتقدم تحت هدير الطائرات وأزيز الرصاص، جائعًا ومحاصرًا، لكنه ثابت ومتوكل على الله، يعتلي دبابة الاحتلال، يزرع فوقها عبوة صنعها من فتات الحصار، ثم يفجرها، فتشتعل بمن فيها، وتتناثر الشظايا من حوله.

وأضاف الأخرس: مجاهد آخر يدعو لنفسه ولرفاقه بالثبات، فيما تصدح حناجرهم بالتكبير، شكرًا لله وفرحًا بنجاح العملية.

واختتم بالقول: هذا هو لواء خان يونس المظفر، لا يزال على العهد، يواصل دكّ الاحتلال بعمليات نوعية وبسالة لا تعرف الانكسار، بعد أكثر من 638 يومًا من الحرب والحصار والخذلان، لا يزالوا في الميدان، يكتبون فصول الصمود في مواجهة الظلم والعدوان.

لليوم الـ637 على التوالي، تواصل «كتائب الشهيد عز الدين القسام» التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني المتوغلة في عدة محاور من قطاع غزة.

وقد أسفرت هذه المواجهات المستمرة عن مقتل مئات الضباط والجنود الصهاينة، وإصابة عشرات الآلاف، فضلًا عن تدمير مئات الآليات العسكرية بشكل كلي أو جزئي، في مشهد يعكس حجم الاستنزاف الذي تتعرض له منظومة الاحتلال رغم تفوقها العسكري.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة