غزة انتصرت.. فماذا عنك أنت؟!
بعد 15 شهراً من أكبر مجازر التاريخ، التي تم نقلها على الهواء مباشرة لكل العالم، ورغم الحصار والدمار، تأبى غزة الانكسار، فيأذن الله لها بالانتصار.
هذا فصل من فصول الصراع مع العدو الصهيوني، واليوم ماذا عنا نحن؟ نعم، أنت وأنا..!
هل انتصرنا في معركتنا كما انتصر أهل غزه في «طوفان الأقصى»؟
وفي الواقع، أننا أيضاً نخوض جولات كل يوم في معركتنا رباعية الجبهات التي نواجه فيها الشيطان والدنيا والنفس والهوى، هذا العدوان الرباعي لا يأخذ هدنة ولا يستسلم حتى آخر نفس لنا قبل الرحيل، فهل تتعلم من أهل غزة؟
نتعلم المجاهدة لما يزينه لنا الشيطان والدنيا من الشهوات، ونتعلم المقاومة لما تلح عليه النفس والهوى من المعاصي، بأعيننا شاهدنا الفقد بكل صوره وهو يتجلى في فقد الوالد والولد، والمال والمنزل، والصحة والغذاء، ومصدر الرزق، بل يعود الفرد لنقطة الصفر حرفياً، عشنا معهم عبر الشاشات وشاهدنا النزوح والشتات، فهل تعلمنا الصبر عما ترميه لنا الدنيا من الفتات؟ أو توقفنا عن تضييع الطاعات بسبب التنافس على الرفات؟
من هذه الموعظة التي تنبض بالدروس يجب علينا أن ننقلها إلى جولات معركتنا اليومية في عمل الطاعات وترك المنكرات ومقاومة الرغبات والشهوات، كما أن نبدأ من هذه اللحظة بالنية الصادقة ونتبعها بالعمل الصالح ونخوض مرحلة إعمار حياتنا بما يرضي ربنا ونبذل ما نستطيع لإعادة إعمار غزة العزة، ونحتسب كل هذا ليكون لنا نصيب في رحلة تحرير الأقصى وأرض المسرى.