قراءة في كتاب «كوني صحابية»

محرر الأسرة

14 سبتمبر 2025

142

تقدم الكاتبة د. حنان لاشين، في كتابها «كوني صحابية»، دعوة لكل فتاة تريد أن تكون صحابية لتنهل من حلاوة الإيمان، ولذة الطاعة، وسوق السعادة.

الكتاب الصادر عام 2015م، يضم 3 فصول، وعدد أوراقه 170 صفحة، ويحمل حلماً قد يشتاق إليه البعض، فيقول: «يا ليتني ولدت في عهد الصحابة».

تحاول الكاتبة تقديم دروس تلهم البنت المسلمة في فهم دورها المهم لبناء مجتمع إسلامي سليم، من خلال استعراض مواقف من سيرة الصحابيات، وكيف كن قانعات، راضيات باليسير، وكيف تغلبن على مصاعب الحياة، وكيف وصلن إلى السعادة الزوجية، دون أجهزة إلكترونية، أو أثاف فاخر، أو شبكة ذهبية بمئات الآلاف من الجنيهات، أو فرح باذخ في فندق كبير.

مرحلة المراهقة

تنطلق المؤلفة من استعرض جوانب من سيرة السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وأرضاها، وكيف كانت ابنة حنونة بارة بأبيها، وزوجة حبيبة للزبير بن العوام، الذي كان فقيراً لا يملك إلا فرساً، فكوني أسماء يا بنيتي.

يحاول الكتاب الجميل تقديم العون للفتيات في مرحلة المراهقة، وإمدادهن بخارطة طريق للسير في طريق الهدى، وكيف يتخذن من الصحابيات قدوة حسنة، وكيف يحققن أحلامهن في الحياة، على خطى الصحابيات الجليلات، من خلال إعادة قراءة السيرة النبوية بمنظور جديد، وبشكل يساير طريقة تفكير الفتيات في عصرنا الحالي.

تروي لاشين في الفصل الأول المعنون بـ«كوني صحابية»، مواقف من حياة الصحابيات بلمسة عاطفية، تحت عناوين «أسيرة الحب، القلب المهاجر، القلوب الخضراء، الحنان الدافئ، رحيق الحب، هي والقمر، أحضان المحبين»، وهي عناوين تلامس مشاعر المراهقات، وتقرب المعنى إلى قلوبهن وعقولهن.

في «القلب المهاجر»، مثلاً، تلقي الكاتبة الضوء على موقف كلثوم بنت عقبة، التي آمنت وأسلمت وهاجرت استجابة لنداء الحق، فلماذا لا تهاجرين أنت إلى الطاعة، وإلى العفة بحجابك، وإلى الحلال بقولك لا للذنوب والمعاصي؟

وعن «القلوب الخضراء»، ترسم لاشين لوحة فنية رائعة حول قصة الحب التي جمعت فاطمة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدنا علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين، وكيف تقدم لخطبتها، وماذا قدم لها من مهر، وكيف كان زفافهما، دون أن تقام لها الليالي الملاح، أو حفل في فندق شهير، أو فستان أبيض مرصع بالجواهر، بل كان الأمر أبسط من ذلك، فكوني كفاطمة، ليأتيك زوج صالح كعليّ.

قطار الجنة

يحمل الفصل الثاني من الكتاب التربوي والثري عنوان «إحساس رائع»، عناوين من بينها «الفرحة الأولى، مساحة ود، قطار الجنة، محجبة ولكن، ليتني كنت رجلاً»، وفيه تتلمس لاشين ذاك الإحساس الرائع الذي ينتاب المرء وهو في طريقه إلى الله، وكيف يتجهز للقاء الرحمن، من خلال الاعتصام بكتاب الله وسُنة نبيه، والتمسك بالأخلاق الإسلامية، وبناء البيوت المسلمة على أساس الأخلاق التقوى.

تنتقد المؤلفة المتخصصة في الكتابات الاجتماعية، بأسلوب هادئ ورقيق، سلوكيات بعض المحجبات ممن يتخلين عن الحجاب، ووقارها في لحظات الفرح، فتظهر زينتها للغرباء، أو تتراقص أمام الرجال، أو تقع في التجاوزات بفعل الاختلاط مع الرجال، أو ترتدي البنطال والملابس الضيقة، وتضع مساحيق التجميل، ومن تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه بمرض، فهل هؤلاء محجبات أم هن محجبات ولكن؟!

سوق السعادة

يبدأ الفصل الثالث تحت عنوان «سوق السعادة»، استعراض ملامح «الزهرة البيضاء»، وهو بمثابة رسالة نُصح للفتاة، حول الهيئة التي يجب أن تكون عليها الفتاة المسلمة، والسلوكيات التي تحفظ لهذه الزهرة بياضها ونقاءها ورائحتها الزكية، فلا يلمسها بحق إلا من يستحقها، ويدفع مهرها خلقاً وديناً قبل أي شيء.

ويقدم الفصل الأخير من الكتاب إطلالة على «فارس الأحلام، وسوق السعادة، وأحلام مؤجلة، والزواج والمسطرة، وغروب الخواطر»، وغيرها من المعاني الجميلة التي نسجت لاشين خيوطها، بقلم رشيق، رسم ملامح الحياة أمام الفتيات.

تتساءل الكاتبة، مصرية المولد، عن صورة فارس الأحلام، هل هو القوي، أم الوسيم، أم الثري، أم الرومانسي، أم قوي الشخصية، أم المتدين، لتجيب أن هذا الفارس وهمي وخيالي، وللأسف لا تدرك الفتيات حقيقة الأمر إلا بعد فوات الأوان.

تضيف المؤلفة أن الفارس الحقيقي هو التقي النقي العفيف الشريف الذي نشأ في عبادة الله، وتعطر بماء الوضوء، تلمسين محبة الله في ألفاظه، وتشعرين بالنور في وجهه، والتسابيح على شفتيه، يحبه الله، فيحبه أهل السماء، فيوضع له القبول في الأرض.

الكتاب الصادر عن «دار البشر للثقافة والعلوم» يقدم وجبة دسمة وثرية من المشاعر الفياضة التي تناسب المراهقات، بأسلوب رشيق وجاذب، لمن تريد أن تسير على خطى الصحابيات، أو تطمح لكي تكون صحابية.


اقرأ أيضاً:

صبر صحابية فُجعت في ثلاثة (قصة)

فتيات تحت راية النبي ﷺ

أم موسى اللخْمِيَّة.. بطلة فوق ساحة «اليرموك»


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة