قصة السموأل بن عادياء ... تضحية ووفاء

قصة السموأل بن عادياء ... تضحية ووفاء

محرر قصص وعبر

20 أكتوبر 2025

135

َتضْرِب العرب المثل في الوفاء بالسموأل، وهو ابن عريض بن عادياء الأزدي، وقيل هو من ولد الكاهن ابن هارون بن عمران. وكان من خبره أنّ امرأ القيس بن حُجر أودعه أدراعًا مائة، فأتاه الحارث بن ظالم (ويقال: الحارث بن أبي شمّر الغساني) ليأخذها منه، فتحصّن منه السموأل، فأخذ ابنًا له غلامًا وناداه: إما إن أسلمت إليّ الأدراع وإما إن قتلت ابنك، فأبى السموأل أن يسلِّم الأدراع إليه، فضرب الحارث وسط الغلام بالسيف فقطعه، فقال السموأل:

[من الوافر]

وفيت بأدرُع الكنديّ إني * إذا ما ذمّ أقوام وفيتُ

وأوصى عَادِيَا يومًا بألَّا * تُهدِّم يا سموألُ ما بنيتُ

بنى لي عاديَا حصنًا حصينًا * وماء كلما شئت استقيت

«التذكرة الحمدونية»

فوائد وعبر:
هذه القصة من أشهر ما يُروى في (الوفاء)، وهي قصة (السموأل بن عادياء) الذي صار مضرب المثل في (الوفاء بالعهد والأمانة).
1. الوفاء بالعهد والأمانة:
   الوفاء قيمة عليا في الأخلاق العربية والإسلامية، وهي أساس للثقة بين الناس.
2. الثبات على المبدأ في أصعب الظروف:
   السموأل لم يتخلَّ عن قيمه حتى عندما كان الثمن حياة ابنه؛ مما يرمز إلى الإخلاص للمبدأ، والوفاء بالعهد.
3. السمعة الطيبة أعظم من الحياة:
   من خلال قوله: *«إذا ما ذمّ أقوام وفيتُ»*، يؤكد أن الشرف والذكر الحسن أهم من المصلحة الآنية.
4. الوفاء إرثٌ يتوارثه الأبناء عن الآباء:
   إذ يذكر وصية والده عادياء له بألا يهدم ما بُني من مجد وكرامة.
إن قصة السموأل تُعدّ درسًا خالدًا في أن الإنسان الشريف لا يبيع مبادئه، وأن الوفاء بالعهد من أعظم مظاهر النبل الإنساني، ولذلك قالت العرب: "أوفى من السموأل."

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة