قصيدة في رثاء الشهيد يحيى السنوار

د. محمود خليل

22 أكتوبر 2025

78

ولك التحية كلها والغار                  ولك الجلالة أيها السنوار

يا أيها الأسد الأعز جسارة             يا دعوة هتفت بها الأسحار

وخرجت وحدك كي تجابه كوكباً         تيجانه السفهاء والفجار

فلقد تعطلت العروش وأدمنت           سفه الخنوع وأولغ التجار

والقدس يصدح والمنارة والهدى          والحق يقرأ آيه الأبرار

والله أكبر قد أعز جنوده                وببطن غزة تسكن الأسرار

يا عصبة الشيطان ضل فجوركم        ومن الحنادس قد أطل نهار

هذا هو اليوم الطويل وعيده             وبوعده، تتواتر الأخبار

بمسافة الصفر الأمين تقاربت           حقب الزمان وفتح النوار

ببراءة الطفل الشهيد وأمه              وبأهله والكون إذ ينهار

بنثار تل النور من شهدائنا           والشاهدون أذلة   وصغار

قصرت حروف الأبجدية والنهى         وتفحمت بحلوقنا الأعذار

أنت القراءة والكتابة والعلا             وإلى رحابك ينتهي المشوار

وإليك يزحف من أجاب ومن غوى       فنفاية، وحثالة، وغبار

فسطاطك الحق المبين وخندق          يأوي به الأحرار والأنصار

يوم الفداء تعطرت صحف التقى         وترنمت بجنانها الأطيار

والشوك أينع والقرنفل مشرقاً         بالطيب حتى شعشع الصبار

فاقرأ كتابك في الضلالة والهدى        فبعهدكم.. تتوضأ الأشعار

واجمع شموسك والبدور جميعها       فلأنت وحدك.. للحياة مدار

يا زبدة التاريخ فيما دونت             أقلامه.. وتحدث السمار

أنت ذهبت.. فقبلة وإمامة               مهما تآمر.. خائن.. أو جار

كالشمس تضبط في النزال شروقها      كي يخسأ النخاس والسمسار

وحزمت صومك بالضلوع مطيباً        ليكون عند مليكك الإفطار

كذبوا الكليم، فكنت أصدق شاهد       وعصاك فوق الفرقدين شعار

ورؤى الوجود تفتحت بجهادكم        من بعد ما عميت به الأبصار

لتهب من تحت الركام طهارة           وتهل في أنقاضها الأحجار

وكأن عمرك كان أحكم آية            حبكت جميع حروفها الأقدار

يا جعفر الطوفان في زمن الخنا       والناس عندك.. جنة أو نار

يا ذا الجناحين الكبار على الوري      لله درك.. أيها الطيار

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة