كلنا قطر

سعد النشوان

11 سبتمبر 2025

176

لم نستغرب أبداً الهجوم الغادر الذي قام به العدو الصهيوني لاغتيال الوفد التفاوضي لـ«حماس»، هذا الهجوم الذي ينم عن عدم احترام هذا الكيان الغاصب والغادر، وهم هنا يعيدون التاريخ عندما حاصرت قريش وحلفاؤها المدينة في غزوة «الخندق»، وقام يهود بني قريظة بالغدر بالمسلمين وتحالفوا مع المشركين ضد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فهم كما وصفهم الله عز وجل: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) (البقرة: 100).

ومنذ أن أعلن رئيس وزراء العدو الصهيوني عما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى» وقد توقعنا أنه سيقوم بحماقة جديدة! وهنا لا يهمنا الفعل مع شناعته، ولكن الأهم هو رد الفعل!

لا شك أن ما رأيناه من رد فعل كبير من قِبَل دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار قطر إحدى دول المجلس والاعتداء عليها هو اعتداء على جميع الدول، وكذلك ردود الفعل العربية والدولية كانت جيدة.

ولكن المطلوب أكثر من ذلك، فلا بد من سبيل لردع مجرم الحرب هذا والمطلوب دولياً بنيامين نتنياهو، فهو ما قام بهذا العمل الغادر إلا لإفشال مفاوضات وقف الحرب في غزة؛ لأنه في حالة الوصول إلى اتفاق؛ فإن مستقبله مظلم، والسجن ينتظره.

وهنا يجب الوقوف وقفة حقيقية بعيدة عن المجاملات السياسية والدبلوماسية، وأولها وقف التطبيع مع هذا الكيان، واعتباره عدواً، ويجب إصدار قرار من قِبَل كل من الجامعة العربية، ومجلس التعاون، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ بإلغاء كل الاتفاقيات والمعاهدات مع الكيان الغاصب؛ من «كامب ديفيد» و«أوسلو» و«وادي عربة»، وكل الاتفاقيات الثنائية والتجارية والسياحية.. وغيرها.

إن هذا الكيان يرانا نحن المسلمين والعرب عدواً له، فلماذا نمد له غصن الزيتون ويرد علينا بالصواريخ؟! كلنا نتذكر ما حدث في حرب أكتوبر 1973م واستخدام سلاح النفط، وكيف ذُهل العالم من الموقف العربي الصلب! والآن نمتلك أسلحة أخرى من وقف التطبيع وإلغاء الاتفاقيات، فالمثل الشعبي يقول: «يد واحدة لا تصفق!».

وعلى الشعوب العربية والمسلمة كافة أن تكون على أتم الاستعداد للوقوف مع قادتها من أجل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى المبارك؛ وذلك بمقاطعة الكيان الغاصب وعدم التعامل معه، وتوفير البديل العربي والإسلامي، ولنا في دولة الكويت مثال حي في المقاطعة الشاملة لكل منتج مرتبط بالشركات الصهيونية.

ما قام به قادة ورؤساء الدول بزيارة دولة قطر الشقيقة بعد العدوان يمثل دعماً معنوياً كبيراً، ولكن يجب أن تُعقد جلسة طارئة لمجلس التعاون الخليجي في الدوحة لإظهار الدعم الحقيقي، ونتمنى أن يُتخذ قرار بوقف التطبيع في هذا المؤتمر.

ونحن نقول: كلنا قطر، ونقف مع قطر، ونذكِّر أنفسنا: «أكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض».

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة