كيف نشأت الأقليات المسلمة؟

في الأصل لم يكن مصطلح الأقليات موجودًا في قاموس المسلمين لفترة طويلة من الزمن؛ وذلك لأن الإسلام لا يعترف بالتجزئة المتمثلة في الحدود الجغرافية بين الدول التي رسمها الاستعمار وألبسها ثوبًا جميلًا لقبولها، التي بسببها ظهرت الأقليات في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات.

وإذا أردنا أن نقف على تفاصيل النشأة بشكل من التأني، سنجد أن النشأة التاريخية لمختلف الأقليات المسلمة في العصر الحالي كانت عبر واحدة من هذه الطرق:  

1- اعتناق الإسلام: حيث تشكلت بعض الأقليات المسلمة في البقعة الموجودة بها من بقاع الأرض بعد اعتناق بعض أهلها للإسلام.

2- هجرة بعض المسلمين إلى أرض غير مسلمة: وهذه الهجرة قد تكون لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها من الأسباب، كما هي الحال اليوم في تشكيل الأقليات المسلمة في أوروبا والغرب وغيرها من القارات.

3- احتلال أرض المسلمين من قبل دولة غير مسلمة: ومن ثم تحاول هذه الدولة المحتلة بواسطة عدة طرق مختلفة طرد السكان الأصليين، أو قبول هؤلاء المسلمين بخيار الاندماج مع سكان البلد المحتل، كما حدث في شرق أوروبا والهند وفلسطين.

وما تحكيه التجارب التاريخية على مر العصور أنه يمكن أن تتشكل الأقلية المسلمة في دولة ما بأكثر من طريق من هذه الطرق المذكورة سابقًا، كأن تتكون عن طريق الهجرة واعتناق الإسلام معًا.

والجدير بالذكر في هذه المسألة التطرق إلى أن قصة نشأة الأقليات المسلمة -وتحديدًا في الغرب- قد بدأت مع سقوط غرناطة، حيث انحسر الوجود الإسلامي عن القسم الأكبر من أوروبا الغربية، وبعد ظهور الدولة العثمانية وامتداد فتوحاتها وحكمها غربًا، استقر في الأجزاء الشرقية والجنوبية تجمع بشري مسلم ما يزال قائمًا حتى اليوم، كما في ألبانيا وكوسوفو والبوسنة، بالإضافة إلى تواجد آخر للمسلمين أيضًا في مناطق شرق وغرب آسيا وجنوب غرب آسيا.

وعندما تم السماح للعمال العرب والمسلمين المقيمين باستحضار عائلاتهم ومنح الجنسية لأولادهم الذين يولدون على أرض أوروبية، تدفقت موجات الهجرة من كافة أرجاء العالمين الإسلامي والعربي إلى الدول الأوروبية، ومنذ ذلك الحين أصبحت الجاليات المسلمة تقدر أعدادها بالملايين، بعد أن كانت في مطلع القرن العشرين تقدر في أحسن حالاتها بعشرات الآلاف فقط.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة