ما موقف إيران من غزو روسيا لأوكرانيا؟ وكيف تستفيد؟
أكد عبدالقادر فايز مدير مكتب الجزيرة في إيران أن طهران حاولت من خلال موقفها الرسمي في بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا أن توازين بين نقطتين الأولى تتمثل في توسع الناتو شرقاً أما النقطة الثانية الموقف الرسمي تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأضاف فايز في مساحة حوارية على موقع التواصل الإجتماعي تويتر أن إيران تلتقى مع روسيا في التصدي لتوسع الناتو شرقاً لأنه يؤثر بشكل مباشر على المصالح الإيرانية العليا فإذا ما عبر الناتو بوابة أوكرانيا سنكون أمام نتيجتين أن روسيا ستصبح ضعيفه وبالتالي ستكون جزء من الناتو وهذا يعني إضعاف لدولة كبيرة مثل روسيا وهى جزء أساسي من النظام الدولي الحالي وهذا يعني أن التوسع سيستمر تجاه جورجيا أيضا التي تقدمت بطلب رسمي للانضمام للناتو أو بمعنى أدق للمعسكر الغربي كما ستكون هناك هواجس أمنية أخرى بشأن أرمينيا وأذربيجان متسائلاً عما إذا كان ضعف روسيا وانضمام أوكرانيا وجورجيا إذا ما تم هل سيشجع أرمينيا وأذربيجان على القيام بذات الخطوة فإذا ما جرى ذلك فإن إيران ستصبح جاره للناتو وهذا فيه مخاطر كبرى بالنسبة للأمن القومي الإيراني وكذلك الجغرافيا السياسية أما إذا كان المحدد هو الموقف من الحرب الروسية على أوكرانيا فالموقف الرسمي يتحدث عن رفض لهذه الحرب على أوكرانيا وهو يحاول بذلك أن يوازن فهو يرفض الحرب في بعدها الأخلاقي والسياسي ولكن هو يلتقى في المحدد الاستراتيجي في الصراع الروسي مع الناتو.
وأوضح فايز أن الموقف الإيراني لايمكن أن يبنى على أنه موقف باتجاه واحد، بل يجب أن يفهم ضمن سياق مستويات معينة فالموقف الإيراني يفصل بين مستويين الأول هو الموقف من الحرب المباشرة والموقف من البعد الاستراتيجي لهذه الحرب.
وبين فايز أن إيران إلى الآن لم تتخذ موقفها بشكل نهائي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية فإذا ما تحدثنا عن إطالة أمد الحرب مبيناً أن العقوبات الغربية على روسيا قد تكون مفيدة بالنسبة لإيران لأنها ستزيل حذر روسيا في التعامل مع إيران مستقبلاً بالمعني المالي والاقتصادي خاصة في الفترة السابقة والتي كان فيها تمنع روسي في كسر شوكة العقوبات الأمريكية على إيران لكن حينما تصبح روسيا أيضا عليها عقوبات اقتصادية من شأنه أن يخفف من الحذر الروسي في التعامل مع إيران.
وأوضح د. فايز أن الشرق الأوسط محكوم بالقوة بمنطق هذه الدول تركيا وإيران وحتى حكومة الاحتلال متسائلاً عما إذا كانت تلك الدول فقط هي من تستطيع التحرك في منطقة الشرق الأوسط؟ مؤكداً أن هناك تحالفات في هذه المنطقة ونفوذ يعتمد على الآخر من المهم لتركيا وإيران التحالفات الصغيرة.
وأشار د. فايز إلى أن أمن الطاقة مهم جداً لمنطقة الشرق الأوسط سواء أكانت مصدرة أو منتجة أو لديها العديد من المضايق التي تساهم في عملية النقل مشيراً إلى محدد العقوبات مهم لدول المنطقة، مبيناً أن موقف منطقة الشرق الأوسط موقف ابتدائي وليس نهائي.
وأضاف د. فايز أن الموقف العربي ليس مستقل بالمعني القطري والمعني الجمعي لذلك إذا ما أردنا أن نقول ان العرب قادرون على بناء موقف مستقل خاضع للأمن القومي العربي هو صعب وإذا ما أرادت بعض الدول في اتخاذ موقف ما لابد من التنسيق مع تركيا وإبران ودول أخرى إذا ما اتسعت دائرة الإقليم باتجاه باكستان ودول أخرى وكذلك محاصرة بالموقف الأمريكي فهناك حضور أمريكي في الموقف العربي صحيح أن أمريكا تتكئ على الهيبة أكثر من المقدرات لكن حضور هذه الهيبة لايزال موجوداً.
وتابع: هناك استقلال في الموقف التركي والإيراني صحيح لكن هناك ضغط كبير على بعض الدول لمغادرة ساحة الحياد فالدول العربية الآن لها تحالفات في الإقليم من بعدها الأيدلوجي، مشيراً إلى أن هذه الحرب ستنتهي إلى نتيجتين إما تغيرات في النظام الدولي الحالي أو نظام دولي جديد وفي الحالتين ستكون منطقة الشرق الأوسط في صلب هذا التغيير، لذلك أتوقع أن منطقة الشرق الأوسط قادمة على تغييرات بعد أن نرى النتائج العملية لهذه الحرب والنظام الدولي الجديد مع تغييرات في شكله ومضمونة.