مجلة "سبكتايتور" البريطانية: الغرب لن يربح حرب العقوبات على روسيا دون الصين والهند
حين اجتازت الدبابات الروسية الحدود الأوكرانية في 24 فبراير(شباط) الماضي، ساد تصور مفاده أن الحرب ستكون الأولى من نوعها، التي يمكن للغرب خوضها والفوز بها بالعقوبات وحدها.
وفي هذا الإطار، أوضح الكاتب السياسي البارز في مجلة "سبكتايتور" البريطانية روس كلارك، أن جهود الاتحاد الأوروبي الأخيرة لوقف استيراد النفط الروسي، كان حماقة. وأضاف أن منح التجهيزات العسكرية لأوكرانيا يساعد بالتأكيد في التصدي للقوات الروسية، لكن العقوبات الاقتصادية قصة أخرى وفق الروس.
أوروبا مولت آلة الحرب الروسية
قد تساعد العقوبات في خفض مستويات معيشة الروس، لكنها لا تزال بعيدة جداً عن قطع شريان حياة الاقتصاد الروسي، أي صادرات النفط والغاز.
منذ فبراير (شباط) دفعت دول الاتحاد الأوروبي أكثر من 50 مليار دولار لروسيا مقابل نفطها وغازها ما يساعد في تمويل الآلة العسكرية الروسية.
لكن وبعد الاتفاق الجديد في الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين والذي كان يفترض أن يدفع الأوروبيين إلى التخلص تدريجياً من النفط والغاز الروسيين بشكل نهائي، فإن التجارة الجوهرية ستتواصل.
أعلى درجات الفرح
يحاول الاتفاق فقط إنهاء واردات النفط التي تصل من روسيا عبر السفن. الواردات عبر خط الأنابيب والتي تبلغ ربع الحجم الإجمالي، فمستثناة من العقوبات.
يهدف ذلك إلى مواصلة الإمدادات إلى سلوفاكيا، وتشيكيا، والمجر التي تعتمد بشدة على خط الأنابيب، حيث تحصل سلوفاكيا بشكل شبه كامل على نفطها بهذه الطريقة.
وجاء أكبر فرح بعد مفاوضات ليل الاثنين على لسان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي فاخر على فيس بوك بإعفاء المجر من الحظر.
أفضل ما يمكن تأمله
لا يهم الأمر سلوفاكيا، وتشيكيا، والمجر وحدها، بل سيسمح لبولونيا وألمانيا أيضاً، بمواصلة استيراد النفط عبر خط الأنابيب الروسية، مع أنهما أعلنتا أنهما ستحاولان إنهاء ذلك بنهاية السنة.
ومع افتراض أنهما ستلتزمان بالموعد النهائي، فإن أفضل ما يمكن تأمله في هذه الفترة من السنة المقبلة، أن تقل واردات الاتحاد الأوروبي من النفط الروسي بنحو 90% من مستويات ما قبل الاجتياح، وهو طريق طويل قبل التوقف الكامل.
وفي الأثناء، يستمر الغاز في التدفق من روسيا إلى أوروبا، وهناك أمل ضئيل في وقف هذه التجارة في المستقبل القريب حتى ولو أقامت ألمانيا محطات طرفية على عجلة لتتمكن من استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، وأماكن أخرى.
لا واقعية
حسب كلارك سيكون هناك المزيد من النقاشات الصعبة والتنازلات وبنود الخروج والمواعيد النهائية الطويلة.
لكن حتى لو تمكن الاتحاد الأوروبي من إلغاء وادات النفط والغاز، فإن فكرة أن الغرب قادر على خوض حرب عقوبات على روسيا تنهار بشكل حتمي، لأن الواقع يؤكد أن زبائن كباراً آخرين يتوقون لامتصاص نفط أو غاز روسي، يرفضه الغرب.
في أبريل (نيسان) ارتفعت واردات الصين من النفط والغاز من روسيا بنحو 56% وهي كمية كانت ستؤول في السابق إلى أوروبا قبل تحويلها إليها.
وأظهرت الهند أيضاً ميلاً قليلاً لمعاقبة روسيا وكانت حريصة على شراء الطاقة الروسية بسعر مخفض.
سياسة غير حكيمة
إن اعتماد أوروبا على النفط والغاز الروسيين كان نتيجة سنوات من سياسة طاقة غير حكيمة، وضعت الالتزام بخفض الانبعاثات الكربونية فوق الواقع الجيوسياسي.
وذكّر الكاتب بالموافقة على مشروع نورد ستريم 2 بعد ضم روسيا القرم في 2014.
لا يمكن إلغاء هذا الاعتماد على عجل، لكن حتى لو تمكنت أوروبا من ذلك "فلن نكون قادرين مع ذلك على إسقاط الاقتصاد الروسي دون مساعدة الصين، والهند، ومستهلكين كبار آخرين للطاقة".
ورأى الكاتب أن أمل الغرب الوحيد لإجبار بوتين على الانسحاب من أوكرانيا، مواصلة دعم كييف بالأسلحة وبمساعدات تكتيكية أخرى بحسب موقع 24.