مسوِّغات استمرار دعم غزة

د. يوسف السند

15 يوليو 2025

133

إن المطلوب اليوم استمرار دعم غزة لعظم المسوّغات التي منها استمرار الإبادة الصهيونية الظالمة المجرمة بحق أهل غزة من سفك الدماء وهدم البيوت والقتل الجماعي والفردي بشكل لم يمرّ على البشرية مثله منذ قرون؛ (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً) (النساء: 75).

والمخطط العالمي الظاهر والمخفي لتهجير أهل غزة وإخراجهم من ديارهم وأموالهم وإقناعهم بترك أرضهم وبيوتهم وإغرائهم وفتنتهم؛ (وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال: 73)؛ في التفسير الميسر: والذين كفروا بعضهم نصراء بعض، وإن لم تكونوا -أيها المؤمنون- نصراء بعض تكن في الأرض فتنة للمؤمنين عن دين الله، وفساد عريض بالصد عن سبيل الله وتقوية دعائم الكفر.

وقال السعدي: لما عقد الولاية بين المؤمنين، أخبر أن الكفار حيث جمعهم الكفر فبعضهم أولياء لبعض فلا يواليهم إلا كافر مثلهم‏،‏ وقوله‏:‏ ‏«إِلَّا تَفْعَلُوهُ‏»؛‏ أي‏:‏ موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، بأن واليتموهم كلهم أو عاديتموهم كلهم، أو واليتم الكافرين وعاديتم المؤمنين؛‏ «‏تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ»؛‏ فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار، كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض.

شبح المجاعة!

ووسط تفاقم المجاعة في القطاع، قال المكتب الإعلامي الحكومي: إن خطر الموت يهدّد مئات الآلاف من السكان، في مقدمتهم أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة.

وأوضح البيان أن قوات الاحتلال «الإسرائيلي» تواصل إغلاق جميع المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والطبية والوقود في واحدة من أشدّ جرائم الحصار الجماعي في العصر الحديث.

من جهتها، كشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن قرابة 800 فلسطيني، استشهدوا خلال الأسابيع الستة الماضية أثناء محاولتهم الوصول للمساعدات في غزة.

وأوضحت المفوضية أن 798 شخصاً لقوا حتفهم، بين أواخر مايو و7 يوليو، أثناء سعيهم للحصول على المساعدات بينهم 615 شخصاً سقطوا في محيط مواقع توزيع المساعدات التابعة لـمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة و«إسرائيل» التي باتت تحل عملياً محل شبكة الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة. (النهار، 5542).

وأخوّتنا الإيمانية تقتضي الاستمرار في دعم غزة فخير الأعمال أدومها وإن قلّ، وألا ينام أحدنا شبعان وجاره جائع وهو يعلم، ونحن نعلم بالصوت والصورة والخبر أن إخواننا في غزة يتضورون جوعاً، ومن أحب الأعمال أن تطرد جوعاً عن مسلم؛ «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْناً، أو تَطرُدُ عنه جوعاً..» (صحيح).

وسد الجوع وإطعام الطعام طريق من طرق الجنة؛ (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (الإنسان: 8).

مَن يشتري الدارَ في الفِردوسِ يَعْمُرُها       بركعةٍ في ظلامِ الليلِ يُخفِيهَا

أَو سَدِّ جَوْعَةِ مِسكينٍ بِشَبعَتِه              في يومِ مَسْغَبَةٍ، عَمَّ الغَلَا فِيه

ألا فلتستمر حملات التبرعات لغزة العزيزة المجاهدة، بلا كلل ولا ملل؛ احتساباً للأجر والثواب، وتثبيتاً للمؤمنين، وإغاظة للكافرين، وعملاً بروح الشريعة والدين ومرضاة لرب العالمين.

اللهم اجعل لإخواننا المسلمين في غزة من كل هَم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، أطعمهم من جوع، وأمّنهم من خوف، واسقهم من ظمأ، وقوّهم من ضعف، وهدهم وسددهم، وعافهم واعف عنهم، وانصرهم على القوم الكافرين.

والحمد لله رب العالمين، والله أكبر ولله الحمد.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة