مصر.. وفاة جابر عصفور مُعارض "إسلامية الدولة"!

سامح ابو الحسن

31 ديسمبر 2021

31

 

انشغلت أجهزة الدعاية المصرية، الجمعة 31 ديسمبر 2021، بوفاة جابر عصفور، وزير الثقافة أمين المجلس الأعلى للثقافة سابقاً، وصانع "الحظيرة الثقافية" التي أفسدت الثقافة العربية، وحاربت الإسلام بقوة وضراوة تحت شعارات التنوير والحداثة، ومقاومة الإظلام (يقصد الإسلام)، وكان من أبرز مواقفه اعتراضه على مادة الإسلام دين الدولة في الدستور المصري الذي أنجزته ثورة يناير، وزعم أن هذه المادة جعلت المتشددين دينيًا يرون أن مصر دولة إسلامية، وأن الأولوية فيها للمسلمين فقط؛ مما ترتب عليه اضطهاد المسيحيين!

ورأى أن المادة الدستورية السابعة التي تنص على عدم جواز عزل شيخ الأزهر غير شرعية وتتنافى مع المساواة، وقد شنّ حملات ضارية على ثورة يناير والديمقراطية والأزهر الشريف، وأيد الاستبداد والظلم بكل ما يملك من طاقة، كما ساند الصحفي الموالي للسلطة إبراهيم عيسى الذي استنكر قراءة القرآن في إحدى الصيدليات.

حملة تشويه الإسلام التي قادها عصفور، أسفرت عن عدد من الكتب الدعائية التي ألفها هجاء للإسلام والمسلمين، منها: "أنوار العقل"، "آفاق العصر"، "محنة التنوير"، "دفاعًا عن التنوير"، "قراءة أولية في أدونيس".

يذكر أن جابر عصفور طاف بالعواصم العربية وخاصة في الخليج، عقب 30 يونيو 2013م، وزار أقسام اللغة العربية، داعياً الأساتذة إلى إهمال الثقافة الإسلامية، والاهتمام بفنون التمثيل والموسيقى والمسرح والغناء ونحو ذلك بحجة مقاومة التطرف والتشدد.

ولد جابر عصفور عام  1944م بالمحلة الكبرى بمحافظة  الغربية، وحصل على الليسانس من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، عام 1965م، كما حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من القسم نفسه، ورعته د. سهير القلماوي، حتى صار رئيساً لقسم اللغة العربية في الكلية التي تخرج فيها، وخدم الأنظمة المتعاقبة منذ عبدالناصر حتى ساعة رحيله، وقد كافأته الحكومات على خدماته التي كان أبرزها تأييد النظام الناصري، ومساعدة جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور  السادات، في الماجستير والدكتوراه، والوقوف بجانب سوزان مبارك، زوجة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، في دراستها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمجلس القومي للمرأة، وفي أثناء ثورة يناير 2011م، عين وزيراً للثقافة في وزارة أحمد شفيق خلفاً للوزير السابق فاروق حسني، ولم يمكث فيها غير عشرة أيام حيث نهره رئيس الوزراء علناً أمام زملائه بسبب تقصيره في بعض أمور الوزارة وأقاله، واستُدعي ليكون وزيراً للثقافة مرة أخرى في يونيو 2014م، واستمر حتى نهاية فبراير 2015، وبعد خروجه من الوزارة ساءت أحواله الصحية، فعالجته السلطة في باريس، وبعد عودته اهتمت به السلطة فدخل المستشفى عدة مرات على نفقة الدولة، ولبث أيامه الأخيرة في العناية المركزة، حتى وافاه الأجل.

وقد نال عدداً كبيراً من الجوائز الحكومية المحلية والخارجية، أبرزها جائزة القذافي في أول دورة لها، بعد اعتذار الكاتب الإسباني خوان جويتسلو عن عدم قبولها بسبب ممارسات صاحبها.

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة