مفتي بوروندي لـ«المجتمع»: التنصير والتهميش ونقص الدعم.. أخطر ما يواجهنا

يواجه المسلمون في بوروندي العديد من التحديات على مستوى الوجود والدور والتأثير والانتشار، وسط تصاعد للدور التنصيري كأحد أكبر المعوقات التي يواجهها الإسلام في البلد الواقع وسط أفريقيا، وأكثر من 60% من سكانه كاثوليك، والبقية يتوزعون بين طوائف مسيحية أخرى والإسلام ومعتقدات محلية.

«المجتمع» تواصلت مع مفتي بوروندي، الشيخ ناياباغابو سلوم؛ لاستكشاف أهم التحديات التي تواجه المسلمين، ونسبتهم نحو 20% من سكان البلد المستقل عن بلجيكا عام 1962م، ولغته الرسمية الكيروندية والفرنسية والسواحلية، إضافة إلى استشراف مستقبل الإسلام هناك.

كيف ترون وضع المسلمين في بوروندي بين طوائف المجتمع؟

- المسلمون في بوروندي على مذهب أهل السُّنة والجماعة بنسبة 90%، وليس بينهم طوائف شتى، وتقوم الجمعية الإسلامية (كوميبو) بتمثيل المسلمين في الدولة، تحت إدارة المفتي، غير أن الوضع الاجتماعي والسياسي والتنموي للمسلمين في مؤخرة بقية طوائف المجتمع البوروندي.

في تقديركم، لماذا هذا الواقع المتراجع لمسلمي بوروندي؟

- المسلمون في بوروندي أقلية سكانية، ومن أبرز المشكلات التي تؤثر في حياتهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية، هي:

1- الفقر والبطالة: يعيش معظم المسلمين في ظروف اقتصادية صعبة، ويعتمدون على ما يعتمد عليه معظم السكان في الحياة اليومية؛ وهي الزراعة التي لا توفر القوت الأساسي، بالإضافة إلى بعض الأعمال الحرفية الصغيرة، وبيع البضائع الخفيفة للإعاشة اليومية.

2- التهميش السياسي: يعاني المسلمون من نقص في التمثيل بالمناصب الحكومية، ومجالس اتخاذ القرارات؛ ما يؤدي إلى تهميشهم سياسياً.

3- ضعف البنية التحتية النهضوية: يفتقر المجتمع الإسلامي البوروندي إلى البنية التحتية المحكمة، من امتلاك المدارس والمشافي أو المراكز الصحية، وكذا مراكز تدريب المهن النموذجية.. كما أن ضعف الدعم الخارجي يفاقم من هذه المشكلة.

4- حملات التنصير: تواجه الأقلية لمسلمة حملات تنصيرية تمتلك إمكانات ضخمة، وتقدم خدمات صحية وتعليمية؛ ما يؤثر على الدعوة الإسلامية سلباً في مجتمعات غير المسلمين.

5- نقص الدعم الخارجي: لم يتلقَّ المسلمون في بوروندي دعماً كافياً من العالم الإسلامي، في تعزيز البنية التحتية الدينية؛ ما زاد من التحديات التي يواجهونها في الدفاع عن هويتهم الدينية وإثبات وجودها على مستوى أجهزة الدولة الكبرى.

فعلى سبيل المثال، يوجد في الجيش البوروندي والشرطة مسلمون بعدد لا بأس به، لكن لم يقبل الجيش بتعيين مرشد لهم يقوم بمهام جمع المسلمين وتثقيفهم دينياً، رغم طلبهم ذلك، بينما هذا الأمر متاح للآخرين.


حصاد 2022.. أكثر من 11 ألف شخص دخلوا الإسلام في بوروندي |  Mugtama
حصاد 2022.. أكثر من 11 ألف شخص دخلوا الإسلام في بوروندي | Mugtama
  اعتنق أكثر من 11 ألف شخص الإسلام في دولة ب...
mugtama.com
×


هل يجد المسلمون صعوبة في تعلم اللغة العربية والشرعية؟

- لا توجد أي صعوبة في تعليم اللغة العربية، والعلوم الشرعية، فالدولة لم تمنع بناء مثل هذه المدارس، بل على العكس، فقط ضعف الإمكانات وقلة ذات اليد من المسلمين هو ما حال دون تحقيق إنجازات كبيرة في هذا الجانب، والثمار الموجودة في هذا الجانب لا تمثل إلا جهد المقل.

كم عدد المساجد في البلاد؟ وما دورها في نشر الإسلام؟

- عدد المساجد في البلاد إلى اليوم يبلغ 1650 مسجداً تقريباً، حسب الإحصائية الجديدة للمساجد في بداية العام الميلادي، وهناك محاولات لإظهار تغييرات نهضوية تخدم المسلمين، من خلال انتخاب 7 أعضاء من كل مسجد من مساجد بوروندي، ثم انتخاب 7 ممثلين لهم في الحي، وانتخاب 7 ممثلين لهم في المناطق، والمحافظات إلى مستوى الدولة، بحيث يمكن تعميم برامج توعوية لنشر الإسلام.


رمضان إثيوبيا.. استعدادات مبكرة وأطباق خاصة في موائد الإفطار وتزاحم في المساجد |  Mugtama
رمضان إثيوبيا.. استعدادات مبكرة وأطباق خاصة في موائد الإفطار وتزاحم في المساجد | Mugtama
 ما أن يقترب شهر رمضان المبارك في إثيوبيا حتى...
mugtama.com
×


كيف ترون تأثير وخطورة الحملات التبشيرية على مستقبل الإسلام في البلاد؟

- بكل تأكيد، الحملات التنصيرية تؤثر سلباً على المسلمين، من خلال إمكاناتهم الضخمة؛ حيث يبنون المدارس والمستشفيات، ويقدمون المنح الدراسية في أهم التخصصات، وأنشووا برامج قروض تعاونية؛ ما يحد من أعداد معتنقي الإسلام؛ وهو ما يفرض علينا تعزيز الجهد الدعوي، وطرق أبواب غير المسلمين لاعتناق دين الإسلام، من خلال إبراز أخلاقنا الإسلامية الراقية، وإظهار سماحة الإسلام ومحاسنه بشكل عملي لا لفظي، وتعزيز التكاتف والتعاضد والتعاون بين المسلمين، وجعلهم نموذجاً يحتذى به في المجتمع البوروندي.

ما تقييمكم لطبيعة علاقة المسلمين بالطوائف الأخرى؟

- علاقة المسلمين بغيرهم طيبة في الغالب، فهناك مشتركات وطنية تجمعهم مع غير المسلمين، فلكنا أبناء وطن واحد.

هل يوجد دعم كاف من الدول الإسلامية لمسلمي بوروندي؟

- الدعم الموجود غير مستمر، ولهذا يصعب تحديده، وتحديد آثاره على المجتمع، حيث يأتي الدعم في صور متفرقة تفتقد التناغم؛ وبالتالي لا يمكن الوقوف على النوع والكمية للدعم المذكور، وكذا تأثيره، ولذلك تنبه الجمعية الإسلامية البوروندية جميع من يهمه الأمر من المتبرعين في الخارج والداخل إلى إعادة النظر، في رفع كمية الدعم المخصص للمجتمع المسلم البوروندي، وتمريره بواسطة الجهة الرسمية والمسؤولة عن المسلمين في البلاد.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة