«منتدى فؤاد التاسع» يبحث توطين الإسلام بالصين

د. أسامة منصور

02 نوفمبر 2025

71

اختتم في الأيام الماضية، في العاصمة بكين، الندوة الأكاديمية التاسعة لـ«منتدى فؤاد»، بحضور لي شين، نائب مدير إدارة عمل الجبهة المتحدة للجنة الحزب لبلدية بكين مدير لجنة الشؤون العرقية والدينية بالبلدية، ويانغ قوانغ جون، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية رئيس الجمعية الإسلامية في بكين، وتشنغ شياو جون، مدير معهد أديان العالم التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وألقى الثلاثة كلمات حفل الافتتاح والختام نيابة عن المنظمين والمجتمع الأكاديمي على التوالي.

وأكد لي شين، في كلمته، الدور الإيجابي الذي تقوم به الندوة الأكاديمية للمنتدى الدولي في تعزيز البحث الأكاديمي الإسلامي وتعزيز السياسات، والعرض الثقافي، وتنمية المواهب في مناطق بكين وتيانجين وخبي (شمال شرق الصين).

وأعرب عن أمله في أن تظل الأوساط الإسلامية في الأماكن الثلاثة ترفع راية الوطنية عالياً دائماً، مع الالتزام دائمًا بتقاليد التفاهم بين الإسلام والكونفوشيوسية؛ ما يعزز التناغم الديني والاجتماعي والوئام الوطني بقوة، ويحقق التكامل بين الأديان والثقافة التقليدية الصينية.

وأكد يانغ قوانغون، في كلمته الافتتاحية، أن «المنتدى» سيواصل ممارسة دور قيادي في تعزيز البحث المتعمق للمجتمع الإسلامي في بكين وتيانجين وخبي، وسيعمل بنشاط على تعزيز تكيف الإسلام مع المجتمع الاشتراكي.

وقدم الباحث لي لين، من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ملخصًا أكاديميًا لهذه الندوة، وأشاد بأهمية الندوة وإنجازاتها في الاستكشاف الأكاديمي والعملي.

بالتركيز على الدلالة الروحية لـ«الوطنية والتقدم والوحدة الوطنية والارتباط بين الإسلام والكونفوشيوسية»، أجرى المشاركون تبادلات ومناقشات متعمقة حول موضوعين، هما «الحوار بين الإسلام والكونفوشيوسية.. الميراث التاريخي والممارسة المعاصرة»، و«الوطنية وحب الدين وتنمية مواهب.. التواصل المزدوج»؛ ما زاد من إثراء البحث حول تاريخ الإسلام في الصين، باعتباره أحد أديان الصين الكبرى، وحفز التكامل والتوافق بينه وبين الأديان الأخرى.

وتم تنظيم هذه الندوة بشكل مشترك من قبل جمعية بكين الإسلامية، واللجنة المهنية الإسلامية للجمعية الدينية الصينية، ومكتب البحوث الإسلامية التابع لمعهد أديان العالم التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين، وشاركت في تنظيمه جمعية تيانجين الإسلامية وجمعية خبي الإسلامية، والجمعية الإسلامية لمنطقة دونغتشنغ في بكين.

جدير بالذكر أن هذا المنتدى يعقد سنوياً تحت اسم «منتدى فؤاد» نسبة للملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان، تقديراً لما قدمه للمسلمين الصينيين في ثلاثينيات القرن العشرين، حين استقبل وفداً من مسلمي الصين على رأسه إمام المسلمين الصينيين الشيخ ما سونغ تينغ، فأكرم الملك وفادتهم، وأهدى مسلمي الصين مكتبة ضخمة ضمت 441 كتاباً في شتى فروع العلوم الإسلامية والتاريخ والأدب وغيرها.

وبعد عودة الوفد، تقرر إقامة مكتبة كبيرة في مسجد دونغسي في بكين، وتقديرًا للملك الراحل، أطلق المسلمون الصينيون عليها اسم «مكتبة فؤاد»، وهي موجودة إلى اليوم داخل مسجد دونغسي في بكين، ومنذ عام 2016م، جرى إعادة ترميم المكتبة وترتيب محتوياتها وإضافة الكثير من الكتب القديمة والنادرة ونسخ مخطوطات للقرآن الكريم النادرة، وأعداد قديمة من المجلات الإسلامية الذي ظهرت مطلع القرن العشرين.

وبعد سنوات من أعمال الترميم والترتيب، أعيد افتتاح مكتبة فؤاد في يونيو عام 2017م، كما أعلنت الجمعية الإسلامية الصينية عن تأسيس «منتدى فؤاد» في ذات العام، بالتعاون بين الجمعية الإسلامية ببكين، وقسم أبحاث الدين الإسلامي لمعهد الأديان العالمية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية والخبراء والعلماء والمعلمين في تيانجين وخبي. 

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة