نماء الخيرية: تدخل عاجل لمكافحة سوء التغذية بين الأطفال في اليمن

في ظل التدهور المتسارع للوضع الإنساني
في اليمن، واستمرار النزوح الداخلي وتداعيات الحرب، يعيش الملايين من اليمنيين تحت
وطأة أزمة غذائية غير مسبوقة، تتجلى في نقص حاد في الغذاء وانتشار سوء التغذية،
خاصة بين الأطفال والنساء، إلى جانب تفشي أمراض مثل الكوليرا والإسهالات الحادة.
واستجابة لهذه الأزمة، نفذت نماء الخيرية
بجمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، بشراكة إستراتيجية مع جمعية الرفقاء للتنمية
الإنسانية، مشروعًا إغاثيًا في مدينة حيس بمحافظة الحديدة، شمل توزيع 966 سلة
غذائية متكاملة على الأسر النازحة الأكثر ضعفًا، بالإضافة إلى توفير أدوية مخصصة
لعلاج حالات سوء التغذية التي تهدد حياة الأطفال.
وقال وليد البسام، رئيس قطاع الشؤون
المالية والإدارية والحوكمة في نماء الخيرية: إن هذا التدخل جاء في وقت حساس يعاني
فيه اليمن من أزمة غذائية خانقة، حيث تختصر المأساة في بطون خاوية وأطفال يواجهون
خطر الهزال والموت بسبب سوء التغذية، إلى جانب غياب أبسط مقومات المعيشة، وقد حملت
السلال الغذائية المواد الأساسية التي تكفي لشهر كامل، إلى جانب الأدوية العلاجية
التي تستهدف إنقاذ أرواح الصغار من براثن المرض والجوع.
وأضاف البسام: لم يكن الوصول إلى
النازحين سهلاً بسبب الطرق المدمرة، ونقص الوقود، والتحديات اللوجستية المعقدة،
لكن بفضل التنسيق مع جمعية الرفقاء، تمكنا من الوصول بعدالة وشفافية إلى الأسر
الأشد احتياجًا، سواء في القرى النائية أو الأحياء المحاصرة.
من جانبه، قال مجدي بن هرهرة، المدير
التنفيذي لجمعية الرفقاء للتنمية الإنسانية: إن هذا المشروع لم يقتصر على سد الجوع
فقط، بل شمل التدخل الطبي لمواجهة سوء التغذية بين الأطفال، وهو ما يُشكل إنقاذًا
مباشرًا للحياة، فنحن نتعامل مع بشر فقدوا مقومات العيش الكريم، وكان واجبنا أن
نمد إليهم يد العون.
وأعرب عن شكره لدولة الكويت؛ قيادةً
وشعبًا، مؤكدًا أن هذا التعاون مع نماء الخيرية يعكس نموذجًا عمليًا للتكامل
الإنساني بين المؤسسات الكويتية واليمنية، حيث أجرت الفرق الميدانية مسحًا شاملًا
وحددت الفئات الأكثر هشاشة مثل الأرامل، وكبار السن، والأطفال المصابين بسوء
التغذية، لضمان وصول المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة.
واختتم هرهرة تصريحه بالقول: إننا نوجّه
خالص الامتنان لكل متبرع كريم جعل هذا التدخل ممكنًا، ونؤكد أن اليمن اليوم بحاجة
ماسة لمزيد من العمل المشترك والمستدام، الذي لا يقتصر على الغذاء فقط، بل يشمل
الرعاية الصحية والعلاجية لإنقاذ حياة جيل كامل مهدد بالجوع وسوء التغذية.