نماء الخيرية تنفذ مشروع إفطار الصائم في شمال غزة

في ظل الظروف الإنسانية
القاسية التي يعيشها أهالي شمال غزة، قامت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي
بتنفيذ مشروع (تكيات إفطار الصائم)، لتقديم وجبات الإفطار الساخنة للأسر الأكثر
احتياجًا، وسط الركام والدمار، حيث الجوع يشتد، والحاجة تتفاقم، ويستهدف المشروع توزيع
1600 وجبة على الصائمين.
هذا وقد قال الرئيس
التنفيذي لنماء الخيرية سعد مرزوق العتيبي: في رمضان، لا نترك صائمًا بلا إفطار،
مؤكدًا على التزام المؤسسة بواجبها الإنساني تجاه أهل غزة، حيث أطلقت تكيات إفطار
الصائم لتكون موائد الرحمة التي تجبر الجوع، وتزرع الأمل في القلوب المتعبة.
وأضاف العتيبي: في
شوارع غزة، حيث البيوت المهدمة، وحيث الدمار يعانق الجوع، أصبحت تكيات نماء
الخيرية بمثابة شعاع من النور وسط العتمة، تمد يد العطاء لمن فقدوا كل شيء، وتؤكد
أن الخير لا يموت.
وأشار إلى أن هذه
المبادرة الإنسانية تجسد رسالة نماء الخيرية في التخفيف من معاناة الأشقاء في غزة،
والوقوف إلى جانبهم في شهر الرحمة والمغفرة، حيث يتم يوميًا إعداد وتوزيع وجبات
الإفطار الساخنة للأسر المتضررة، في مشهد يعكس روح التكافل الإسلامي والأخوة
الصادقة.
كما أكد العتيبي على أن
دولة الكويت، قيادةً وشعبًا، كانت وستظل دائمًا في مقدمة الدول الداعمة للجهود
الإنسانية في فلسطين، بفضل توجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد
الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، اللذين جعلا العمل
الإنساني نهجًا ثابتًا للكويت في دعم الأشقاء المنكوبين.
واختتم حديثه قائلًا: رغم
قسوة الظروف فإن تكيات نماء الخيرية تزرع الدفء في قلوب المحتاجين، وتؤكد على أن
رمضان في غزة هو صبرٌ وإحسان، وعطاءٌ لا ينقطع.
من جانبه، أعرب مروان
محيسن، مدير مؤسسة وافا للتنمية وبناء القدرات، عن امتنانه العميق لدولة الكويت،
أميرًا وحكومةً وشعبًا، على دعمهم المستمر لأهل فلسطين، وعلى مواقفهم المشرفة في
تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن مبادرة تكيات نماء الخيرية ليست مجرد
مائدة إفطار، بل رسالة تضامن إنساني تُغيث الجائع، وتواسي المكلوم، وتعيد الأمل
لمن أثقلتهم المحن.
وأضاف محيسن: حين تشتد
الأزمات، لا يُمكن للصائم أن ينتظر حتى يجد قوت يومه، ولهذا كانت تكيات نماء
الخيرية في شمال غزة بابًا للخير، وسندًا للأسر التي فقدت مأواها، وأصبحت بلا معين.
وأوضح أن الأوضاع في
غزة مأساوية بكل المقاييس، حيث تعيش مئات العائلات بلا مأوى، وتعاني من شحّ الغذاء
والمياه الصالحة للشرب، ومع ذلك فإن جهود الكويت الخيرية تظل علامة مضيئة تُبدد
بعضًا من هذا الظلام.
وأشاد بالدور الإنساني
الرائد الذي تلعبه دولة الكويت، قائلًا: ما تقدمه الكويت لفلسطين ليس دعمًا
عابرًا، بل هو التزام أخلاقي وإنساني، ورسالة وفاء لشعب لا يزال يصارع من أجل حقه
في الحياة والكرامة.
كما نوّه بالتعاون بين
مؤسسة وافا ونماء الخيرية الذي يُترجم على أرض الواقع من خلال توفير وجبات الإفطار
الساخنة لأهل غزة، رغم كل التحديات اللوجستية والأمنية، لأن الكرم الكويتي دائمًا
يصل إلى حيث يحتاجه المحتاجون.
واختتم حديثه قائلًا: نحن
لا نُطعم الجائعين فقط، بل نُعيد إليهم بعضًا من الأمل، ونؤكد لهم على أن الأمة لا
تنساهم، وأن الخير مازال ينبض في قلوب المحسنين.
وأجمع المستفيدون على
رسالة واحدة: (شكرًا للكويت.. شكرًا لكل يدٍ امتدت إلينا في هذه الأيام المباركة)،
مؤكدين على أن (الكرم الكويتي سيظل محفورًا في قلوبنا، تمامًا كما حُفرت جراح غزة
في ذاكرة الزمن).