نماء الخيرية ومفوضية اللاجئين.. شراكة راسخة وإنسانية تتجدد

في كل مرة تثبت
الكويت للعالم أن إنسانيتها لا تعرف حدودًا، وأن يدها البيضاء تمتد إلى كل محتاج،
ها هي اليوم من خلال جمعية الإصلاح الاجتماعي، ممثلة بنماء الخيرية، تجدد عهد
العطاء والتكافل بتوقيع اتفاقية جديدة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين، لتكون هذه الخطوة استمرارًا لمسيرةٍ إنسانية مشرفة.
فالاتفاقية
الموقعة حديثًا، التي تهدف إلى تقديم منح نقدية للعائدين والنازحين في سورية، ليست
الأولى في سجل شراكات نماء الخيرية مع المفوضية، بل هي حلقة جديدة في سلسلة مشاريع
ومبادرات نفذتها خلال السنوات الماضية.
فقد سبقتها
اتفاقيات لدعم التعليم العالي للاجئين السوريين في الأردن، واتفاقيات للرعاية
الصحية في لبنان، فضلًا عن إغاثة النازحين السودانيين، لتبرهن نماء الخيرية على
حضورها الدائم، وإستراتيجيتها التي تركز على تلبية الاحتياجات الفعلية للإنسان
أينما كان.
إن العمل الخيري الكويتي مسيرة إنسانية تؤطرها وزارة الخارجية
بعلاقات دولية راسخة، وترعاها وزارة الشؤون الاجتماعية بأنظمة رقابية وتنظيمية،
لتكون الاتفاقيات الدولية امتدادًا لطموح دولة لا تنسى الإنسان، فتضعه في صميم
سياساتها وخططها التنموية داخليًا وخارجيًا، ولعل ما يميز العمل الخيري الكويتي هو
تكامله وتنسيقه بين الوزارات والمؤسسات الرسمية، والقطاع الخيري العريق الذي كان
ولا يزال مصدر فخر لهذا الوطن.
وتأتي هذه
الشراكة بين نماء الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتؤكد أن العمل الخيري
الكويتي لا يكتفي بإغاثة عاجلة، بل يسعى نحو تمكين مستدام، يعيد للإنسان قدرته على
الوقوف وبناء مستقبله بكرامة وأمان، ويعزز استقراره الاقتصادي والاجتماعي، هذه
الرؤية التي تتبناها نماء الخيرية جعلتها شريكًا إنسانيًا عالميًا موثوقًا، ينفذ
مشروعاته وفق أعلى المعايير الإنسانية والرقابية، وبشراكات دولية فاعلة.
وها هي الكويت
اليوم، من خلال هذه الاتفاقية الجديدة، ترسم لوحة مضيئة للعالم، تؤكد فيها أن
العطاء مبدأ راسخ، وأن بناء الإنسان وإعانته على تجاوز محنته هو رسالة سامية نذرت
مؤسساتها وجمعياتها نفسها من أجلها، جيلًا بعد جيل.