هل تستطيع الولايات المتحدة فرض رأيها على الدول لاتخاذ موقف ضد روسيا؟ د. محمد الشنقيطي يجيب
قال الباحث والأكاديمي د. محمد المختار الشنقيطي إن الولايات المتحدة الأمريكية تخاطب كل دول العالم لعزل روسيا بعد اعتدائها على أوكرانيا لكن قدرتها على فرض الرأي على الآخرين بالطريقة التي كانت في السابق غير موجوده فلم تعد الولايات المتحدة قادرة أن تقول "من ليس معنا فهو ضدنا" ولم تعد تملك الأدوات التي من خلالها تستطيع فرض رأيها على الآخرين وخصوصاً في قضية الطاقة.
وأكد الشنقيطي في مساحة حوارية على موقع التواصل الإجتماعي تويتر أن السلاح الاستراتيجي الروسي في هذه الأزمة هو الطاقة وتكاد تكون هناك أطراف تخضع بشكل مباشر أو غير مباشرة إلى السطوة الروسية بسبب هذا العامل فلا أوروبا ولا ألمانيا قادرة عن الاستغناء عن روسيا وبالتالي اتخاذ موقف حاسم فعلياً ضدها ـ ولا أقصد بذلك الصخب الإعلامي ـ ولا تركيا قادرة على ذلك رغم أنها منافسة لها في المنطقة ولا الصين ولا الدول العربية حتى من كان منها هواه أمريكياً خالصاً.
وبين الشنقيطي أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت قوتها فهى في حالة تراجع تعتمد على هيبتها السابقة في قلوب الآخرين أكثر مما تعتمد على عناصر القوة الحقيقية فلا هي قادرة على بناء خط عسكري قوى في شرق أوروبا ولا هي قادرة على أن توفر لأوروبا ما يغنيها عن الاعتماد على الطاقة الروسية ولا هي قادرة على أن تفرض على حلفائها العرب ان يعوضوا الغاز الروسي، كما أن أسواقهم الأسيوية أهم من الأسواق الأوروبية.
وأوضح الشنقيطي أن كثير من دول تشعر أن بوتين يتولى المعركة مع الغرب نيابة عنهم فالإيرانيون والصينيون وحتى بعض الأنظمة العربية ربما ينظرون إلى هذا الأمر بهذا المنظار، مبيناً أنه من الحكمة السياسية أن تظل الدول العربية دون أي موقف رسمي تجاه الأزمة لأنها ليست على مرحلة التماس فالجميع يراقب الوضع فبعض الدول اتخذت موقفاً أكثر وضوحاً مثل باكستان.
وعن موقف منطقة الشرق الأوسط من الغز الروسي لأوكرانيا قال الشنقيطي: منطقة الشرق الأوسط تشمل خمسة عشر دولة فهى مكونة من أطراف ثلاثة إيران وتركيا والدول العربية كما أن الأطراف الثلاثة لديها عناصر قوه وضعف أما عن عناصر القوة لدى تركيا فتشمل العضوية في الناتو واطلالها على البحر الأسود وهى منطقة حيوية أما عن عناصر الضعف فهى الاعتماد على روسيا في الطاقة والقرب الجغرافي من روسيا .
وبين أن روسيا تريد السيطرة على المناطق المحاذية للبحر الأسود فتركيا في وضع ليس سهلاً على الإطلاق في نفس الوقت هي متوجسة من مطامح بوتين الاستراتيجية أما الطرف العربي لديه أوراق الموقع والطاقة والمضايق مثل باب المندب وهرمز وقناة السويس فأعتقد ان هذه نقاط القوه ولكن نقاط الضعف ان كلمته ليست واحدة كما أن التأثير من الجانبين على الرأي العربي مازال موجوداً.